CGTN العربية/
يوافق يوم السبت 4 من يوليو يوم الاستقلال للولايات المتحدة، كما يعتبر “اليوم الوطني” للبلاد. ومع ذلك، فإن “العيد الوطني” للولايات المتحدة هذا العام صعب بعض الشيء. عشية عطلة يوم الاستقلال، سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا بلغ 54 ألف حالة إصابة مؤكدة جديدة بـ”كوفيد-19″ في يوم واحد، وعدد حالات الإصابة المؤكدة بـ”كوفيد-19″ والوفيات أعلى بكثير من البلدان الأخرى، حيث لا يزال من غير المعروف متى يمكن أن يصبح الوباء تحت السيطرة؛ كما أن مقتل الأمريكي من أصل إفريقي — جورج فلويد أثار موجة هائلة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني ضد التمييز العنصري، حتى أطاحت الآثار والتماثيل التي تعود بعضها لرؤساء سابقين، ولم يهدأ غضب الناس بعد؛ وتتفاقم الأحادية تحت شعار “أمريكا أولا” أكثر فأكثر، حيث أن الولايات المتحدة حجزت جميع خطوط الإنتاج لعقار “ريمديسيفير” لشهر يوليو و90% منه لشهر أغسطس وسبتمبر، مما أثار انتقادات من دول أخرى.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن يوم الاستقلال هو يوم ذو أهمية كبيرة يستحق الاحتفال الفخم به، و كان ينبغي أن يثبت عظمة وتضامن الولايات المتحدة. لكن الأمر الذي لا يصدق هو أن الفوضى في يوم الاستقلال سلطت الضوء على الضعف والانفصال. يرى الرأي العالم الأمريكي أن السبب الذي جعل مكافحة الولايات المتحدة للوباء وصلت إلى حرجها الحالي له علاقة مباشرة مع تريث استجابة الحكومة واضطراب وخطأ في السياسات التي تم اتباعها.
الولايات المتحدة تسجل رقما مرتفعا في عدد الإصابات بـ”كورونا” في الأيام الأخيرة
تمت السيطرة على انتشار وباء “كوفيد-19″ في الولايات المتحدة إلى حد ما، لكن البيت الأبيض استعجل في إعادة تشغيل الاقتصاد بسبب الانتخابات، مما أدى إلى تسارع انتشار الوباء مرة أخرى. إلى غاية 4 يوليو، سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا في عدد حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بـ”كوفيد-19” بلغ 57497 حالة خلال الـ24 ساعة، حسب البيانات الصادرة في يوم الاستقلال. وبسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بـ “كوفيد -19” في الولايات المتحدة على الصعيد الوطني، تم إلغاء العديد من احتفالات يوم الاستقلال.
وبينما كان الوباء ينتشر بشكل جنوني، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يختلف” عن الآخرين، وقام بالعديد من الاحتفالات بيوم الاستقلال، متجاهلا الحقائق وأعلن أن الولايات المتحدة تسير في “طريق الانتصار الكبير في مكافحة الوباء الرهيب القادم من الصين” في الوقت الراهن.
وأفادت شبكة كولومبيا للبث الأمريكية (سي بي إس) يوم السبت أن وباء “كوفيد-19” لا يزال خطيرا وهو في تفاقم، مما يجعل خبراء الصحة الأمريكيين يشعرون بالاكتآب المتشدد ويعتقدون أن الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة تتجه بسرعة في الاتجاه الخاطئ.
ومثلما قال المعارضون السياسيون لترامب، إن ترامب الذي كان يصف نفسه باعتباره “رئيسا من زمن الحرب”، بدأ يغادر “معركة” مكافحة الوباء ورفع علم الاستسلام الأبيض في الحرب ضد الفيروس.
حثت منظمة الصحة العالمية الدول التي تضررت بـ”كوفيد-19″ بشدة يوم الجمعة الماضي على “الاستيقاظ” لمواجهة الواقع والوقاية من الوباء والسيطرة عليه، بدلا من المشاجرة.
حملة مناهضة التمييز العنصري لا تزال مستمرة، وتورط السياسة الأمريكية في انفصال لم يسبق له المثيل
استمرت الاحتجاجات الجماهيرية الناجمة عن مقتل الأمريكي من أصل إفريقي — جورج فلويد في تصاعد، مما أدى إلى موجة غير مسبوقة في ـ”محاسبة التاريخ” للولايات المتحدة، وتم تقويض عدد كبير من التماثيل والمباني التي يعتبر رمزا للعبودية. في يوم الاستقلال، ترددت شعارات مثل “حياة السود مهمة أيضا”. اشتبك المتظاهرون المناهضون للعنصرية مع المؤيدين لترامب في العديد من الأماكن في واشنطن وأهانوا بعضهم البعض بالشتم.
ما يزيد من صعوبة تهدئة الوضع هو أن الرئيس الأمريكي ظهر بمظهر معارض ضد المتظاهرين.
نظرية “أمريكا أولا” جعلت الناس يقبلون على إعادة التفكير في صحنها
وصل تطور وباء “كوفيد-19” في الولايات المتحدة إلى هذا الحد الخطير، وفشل أعمال مكافحة الوباء من قبل الحكومة الأمريكية حقيقة يعترف بها معظم الأمريكيين، ومع ذلك، قامت الحكومة الأمريكية تقريبا بحجز جميع القدرات الإنتاجية لعقار “ريمديسيفير” الذي يعتبر مضادا لفيروس كورونا الجديد، لشهر يوليو و90% منه لشهر أغسطس وسبتمبر. إن نظرية “أمريكا أولا” هذه التي تتجاهل المصالح المشتركة البشرية ولا تدخر أي جهد للتهرب من مسؤوليتها أدت الى القيام بمزيد من إعادة التفكير في المجتمع الأمريكي.
ألقى بيل غيتس خطابا مؤخرا وقال فيه إنه مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة في العالم، فإن أداء الولايات المتحدة لم يكن جيدا في هذا الوباء، حتى أنه تم “تسييس” ارتداء الكمامات أو لا، وكما أن تحسين القدرة على فحص الحمض النووي لم يول اهتماما كافيا. وأضاف: “إن الإجراءات المحلية للولايات المتحدة لمكافحة الوباء ليست مؤهلة”.
نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية مقالا مؤخرا قالت فيه إن الولايات المتحدة قامت بتسييس الحرب ضد الوباء وقيدت يديها وقدميها.
نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية مقالا مؤخرا قالت فيه إن الولايات المتحدة قامت بتسييس الحرب ضد الوباء وقيدت يديها وقدميها.
هذا ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للكاتب ديفيد بروكس، قال فيه إن وباء “كوفيد-19” هو “الإهانة” التي تحتاجها الولايات المتحدة، وإن فشل الولايات المتحدة في الاستجابة للوباء ليس فشل الحزب الجمهوري أو ترامب فحسب، بل استمرار الفشل مرارا وتكرار على مدى العقود.