وفي هذا الشأن، قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية والمدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، أن حركات التحرر في افريقيا “وجدت في الجزائر، في فترة ما بعد استرجاع السيادة الوطنية، قلعة من قلاع الاحرار التي احتضنت الثوار والمناضلين الافارقة من أجل الحرية والانعتاق من قيود الاستعمار”.
وأكد في الندوة التي حضرها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، ان الجزائر “لعبت دورا هاما ورياديا في مجال التضامن مع حركات التحرر في العالم مباشرة بعد استقلالها، فكانت بذلك قبلة للثوار الافارقة فساروا على دربها لتحقيق حرية أوطانهم”.
وتابع السيد شيخي بأن موقف الجزائر ازاء قضايا التحرر في العالم “يعكس منذ البداية وفاءها لمبادئها الثابتة وليس خدمة لأي طرف كان”، لافتا الى ان هذا الموقف “يؤمن به كل الجزائريين دون تردد من منطلق ان ما انتزع بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
وشدد ذات المسؤول على ان الثورة الجزائرية “قدمت للعالم بأكمله درسا في الفكر الثوري التحرري وفي الاخلاق، فاستحقت بالفعل ان توصف بالثورة الفريدة من نوعها”.
وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي تضمن حقائق تاريخية حول دور الجزائر في دعم ومساندة حركات التحرر في دول القارة الافريقية من اجل نيل استقلالها، فضلا عن المساعدات المادية والمعنوية والدعم الدبلوماسي الذي قدمته لهذه الدول.
كما أدلى المجاهد محمد الطاهر عبد السلام خلال الندوة بالبعض من شهاداته حول الدور الذي لعبته الجزائر ودبلوماسيتها بعد الاستقلال من اجل دعم ومساعدة حركات التحرر في افريقيا واحتضانها للثوار من امثال نلسون مانديلا وديسموند توتو وجوشوان نكومو وروبارت موغابي وسامورا ماشل.
وقد احتضن مقر الارشيف الوطني بمناسبة هذه الندوة التي تندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، معرضا للصور والوثائق تم خلاله إبراز دور الجزائر وما كرسته دبلوماسيتها غداه الاستقلال من جهود ومساع لخدمة القضايا العادلة في العالم.