في ظل انتشار وباء كوفيد-19 وموجات الحمائية، دخلت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) حيز التنفيذ رسميا في الأول من يناير عام 2022. باعتبارها أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، سيجلب دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ تأثيرا مهما لتعزيز التجارة بين الدول الأعضاء، وازدهار الاقتصاد الإقليمي، وإنعاش الاقتصاد العالمي بأبعاد متعددة.
بصفتها اتفاقية تجارة حرة تغطي عددا كبيرا من السكان، وذات هيكل أعضاء متنوع، وإمكانات إنمائية ضخمة، سيؤدي الإطلاق الرسمي لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة إلى استقرار سلسلة التوريد الإقليمية والسلسلة الصناعية بشكل فعال، وتنشيط السوق الإقليمية، وتحفيز التجارة والاستثمار الدوليين، والمساعدة في التكامل الاقتصادي الإقليمي والانتعاش الاقتصادي العالمي.
في السنوات الأخيرة، أعاقت النزعة الأحادية والحمائية التجارة الحرة العالمية بشكل خطير وأصبحت عقبة كبيرة أمام تعافي الاقتصاد العالمي. في هذا السياق، تعلن الدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة للعالم أن التعاون والفوز هو السعي المشترك للبشرية وأن التجارة الحرة لها حيوية قوية.
كما قال الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ليم جوك هوي، إن الانتهاء السريع من عملية الموافقة على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة هو انعكاس حقيقي لالتزام الدول الأعضاء بتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف عادل ومنفتح ومفيد في المنطقة والعالم.
تشمل الدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة كلا من البلدان المتقدمة والنامية، ويغطي محتواها مجموعة واسعة من المجالات مثل تخفيض الرسوم الجمركية، وتسهيل التجارة، وفتح الاستثمار الخدمي، مع مراعاة مرحلة التنمية والاحتياجات الاقتصادية لجميع الأطراف إلى أقصى حد، ما يوفر إلهاما إنمائيا مهما للعولمة الاقتصادية عند مفترق طرق.
بصفتها مشاركا مهما في التعاون الاقتصادي الإقليمي، طبقت الصين مفهوم التعاون مع الدول المجاورة، مما يدل على انفتاحها ومسؤوليتها كدولة كبيرة. وفقا للتقارير، فمنذ توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في نوفمبر 2020، تقدمت الصين على غيرها في الإعلان عن الانتهاء من أعمال الموافقة في مارس 2021.
أشار لي يي شيان، وزير التجارة والصناعة السنغافوري السابق إلى أن الصين سمحت أولا للمنتجات من دول الآسيان المتخلفة بدخول السوق الصينية لإفادة جيرانها، مما يدل على سعيها للسلام والفوز والازدهار المشترك، وكان ذلك موضع تقدير على نطاق واسع من قبل دول جنوب شرق آسيا.
يجب أن يعرف الناس أن دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ سيعزز بشكل فعال تحقيق تكامل اقتصادي أعلى جودة وأعمق في المنطقة، ويساعد الاقتصاد العالمي على تخطي العقبات، ويصعد إلى ذروة جديدة من الشمولية والانفتاح والفوز المشترك.
*سي جي تي إن العربية.