CGTN العربية/
مع انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم، أصبحت البيانات الحية عن الإصابات المؤكدة والوفيات مهمة بالنسبة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه. وتستخدم الكثير من وسائل الإعلام من مختلف الدول البيانات من خريطة البيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، لتحديث تغطيتها للوباء.
وهذه الخريطة التي أثارت اهتماما كبيرا تصنع من قبل طالبي دكتوراه صينيين دونغ إن شنغ ودو هونغ رو، في الصف الأول بقسم علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، إضافة إلى الأستاذ المساعد لورن غاردنر في نفس القسم.
قال دونغ “إننا توصلنا إلى اتفاق عن إنشاء اللوحة التفاعلية في 21 يناير الماضي، واستهلكت نحو سبع أو ثماني ساعات في الليلة لصنع النسخة الأولى، ثم نشرها مشرفي على تويتر الساعة الـ11 صباحا تقريبا في اليوم التالي”.
كانت غايتهم الأصلية لإنشاء هذه اللوحة هي جمع البيانات للبحث الأكاديمي. ولكن مع انتشار الوباء، أصبحت هذه البيانات الوبائية المصدر الأكثر نقلا من قبل المسؤولين الحكوميين وعلماء الصحة العامة ووسائل الإعلام الرئيسية في دول العالم. وقد صار تحديث وتشغيل هذا الموقع “العمل الرئيسي” لدونغ.
وكان دونغ ومشرفه يقومان بتحديث بيانات الخريطة يدويا مرتين كل يوم، ولكن مع تفشي الوباء، وجدا أن التحديثات اليدوية غير مستدامة، فقررا أتمتتها ودعوة دو لمشاركتهما في هذا العمل.
انضم دو إلى الفريق في 1 فبراير الماضي، وعمله الرئيسي هو برمجة الخريطة لجعل التحديثات تلقائية ومقارنة البيانات التي جمعها الفريق مع الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العاليمة من أجل ضمان اتساقها ودقتها.
قال دو “إن أصعب شيء بالنسبة لنا هو أن مصادر البيانات هي في مختلف الأشكال واللغات، ويجب علينا جمع وتنظيم هذه المصادر وتعديلها إلى الشكل المحتاج وثم رفعه إلى لوحة القيادة”.
قال دونغ “كلما حدث تعليق الخادم، هذا يعني ظهور تغير هائل في الوباء”. منذ نشر هذه الخريطة، ظهر ثلاث قمم: “المرة الأولى كانت تحدث حين عدلت الصين نهجها لتشخيص الحالات. ووجد الناس أن عدد الحالات المؤكدة ارتفع فجأة، وذهب الكثير منهم إلى موقعنا. المرة الثانية كانت في حال تفشي الوباء في إيطاليا، فالعديد من الإيطاليين تدفقوا إلى الموقع. الآن هو بمناسبة الذروة الثالثة، ويرجع ذلك إلى تفشي الوباء في الولايات المتحدة”.
مع استمرار انتشار الوباء عالميا، تتزايد البيانات التي تحتاج إلى التتبع. وتطور فريق دونغ تدريجيا من ثلاثة أفراد إلى ما يقرب من 50 فردا، الذي يضم طلاب الدكتوراه الآخرين في القسم والمتطوعين من كليات أخرى وبعض الفنيين من الشركة التي تقدم الدعم الفني.
حتى 31 مارس الماضي، حصل الموقع على أكثر من 15.5 مليار زيارة حول العالم، وتجاوز أكبر عدد للزيارات خلال يوم واحد ملياري مرة. وقال دونغ “إنه من أجل الحفاظ على تشغيل الموقع، قد استبدلنا ثلاثة خوادم”.