وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)/
قال خبراء إن الصين في طريقها لتحقيق تعافٍ اقتصادي مثير للإعجاب، من صدمة كوفيد-19، وذلك بفضل الجهود الفعالة التي تبذلها البلاد لاحتواء تفشي الفيروس.
وفي حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء، قالت لوسي تشيو، وهي خبيرة استراتيجية في الأسواق الناشئة، تعمل مع مجموعة ((يو بي أس)) لإدارة الثروة عالميا، “نعتقد أن التعافي الاقتصادي يسير على الطريق الصحيح”.
وأضافت تشيو “أن الاحتواء الفعال للوباء ودعم السياسات الاستباقي، أسهما في دعم التعافي المبكر للاقتصاد الصيني، مقابل بقية العالم”.
وأوضحت هذه المحللة الاقتصادية أن الإنتاج الصناعي واستثمارات الأصول الثابتة، والعقارات واستثمارات البنية التحتية على وجه الخصوص، قد قادت التعافي حتى الآن.
وأشارت إلى أن نمو الصادرات قد عاد إلى الإيجابي في يونيو، في حين ظل الاستهلاك ضعيفا، مضيفة أن البلاد قادرة على إطلاق العنان لإمكانيات هذا القطاع من خلال سياسات مستهدفة، بما في ذلك دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، والسياسات التي تركز على حماية فرص الأعمال.
ويتوقع الخبراء أن يحقق نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني تقدما ملحوظا في الربع الثاني من هذا العام وما بعده، مدعوما بالمكافحة الفعالة للفيروس، والمحفزات السياسية.
على الصعيد نفسه، قال اديتيا بهافي، وهو خبير اقتصادي بارز في ((بنك أوف أمريكا))، لـ((شينخوا))، يوم الثلاثاء، إنه “وفقا لتوقعاتنا، فإن النمو على أساس ربع سنوي، وعلى أساس سنوي، سيكون إيجابيا في الربع الثاني من عام 2020”.
وأشار بهافي إلى أنه بينما يكون “من السابق لأوانه وصف شكل الانتعاش الصيني”، ولكنه كان حتى الآن على شكل حرف V (أي انتعاش حيوي ملحوظ)، حيث تحرر الاقتصاد من حالة الإغلاق.
أما ميهران ناخجافاني، وهو خبير استراتيجي بالأسواق الناشئة في مؤسسة ((MRB)) وشركائها للأبحاث الاقتصادية، فقال لـ((شينخوا))، إن القراءات الاقتصادية للصين لشهري مايو ويونيو انتعشت، و”نرى هذه الوتيرة مستمرة في النصف الثاني من العام”.
وفي مذكرة بحثية الأسبوع الماضي، قال معهد التمويل الدولي (IIF)، وهو رابطة عالمية للصناعة المالية، مقره بواشنطن العاصمة، إن الصين ظلت على طريق تطبيع نشاطاتها الاقتصادية مع إظهار الإنتاج الصناعي والتصنيع، انتعاشا قويا.
وقال محللون في هذا المعهد إن “التطبيع في قطاع التجزئة قد يكون مهمة شاقة”، مضيفين “أنهم واثقون من أن النشاط العام يشهد انتعاشا على شكل حرف V”.
في الوقت نفسه، أشار الخبراء إلى أن الرياح المعاكسة ما زالت متواجدة أمام الانتعاش الاقتصادي الصيني، حيث يعتبر ضعف الطلب الخارجي من بين التحديات الرئيسية، وحيث تتخلف الدول الأخرى بشكل أساسي فيما يتعلق باحتواء الفيروس، واحتمال أن تتسبب الموجة الثانية في تأجيل عملية إعادة فتح النشاطات عالميا. وحذر البعض أيضا من مخاطر تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتطلعا إلى المستقبل، قال الخبراء إن مجموعة من السياسات المالية والنقدية ستواصل تعزيز الزخم في اقتصاد الصين، باعتباره ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال المحللون في معهد التمويل الدولي “إن تجربة الصين تشير إلى أن الانتعاش القوي في الصناعة قد يكون ممكنا في الدول التي تكون فيها إجراءات احتواء الفيروس فعالة”.