القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية*

تبنت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الاثنين الماضي قرارا حول منع التجارة بالحيوانات البرية واستهلاكها لحماية البشر وصحتهم.

وتهدف الخطوة لحماية السلامة البيولوجية والبيئية ومنع مخاطر الصحة العامة، حيث دخل القرار حيز التنفيذ يوم صدوره.

وتأتي هذه الخطوة الصارمة بعد سلسلة من الدراسات التي ربطت فيروس كورونا الجديد بسوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين.

قال الأستاذ بجامعة بكين للمعلمين لي تشانغ: “سيساعد هذا القرار في وقف بيع الحيوانات البرية ومنع البشر من الاتصال بهم، مما يقلل إلى حد كبير من فرص انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان”.

استلهام من حظر قرون العاج في الصين

الاعتقاد الخاطئ بأن الحيوانات البرية تحتوي على مغذيات قوية تعزز مناعة الجسم زاد الطلب على لحوم الحيوانات البرية بثمن عالي.

في مثل هذا السيناريو، اقترحت جمعية رواد الأعمال والبيئة وهي منظمة غير ربحية، ضمان أن تكون المشاركة المجتمعية وسيلة فعالة للتعامل مع الطلب المتزايد على الحيوانات البرية، ما وافق عليه جزء صغير من الناس.

بغض النظر عن الاستهلاك، امتلاك أجزاء من الحيوانات البرية مثل قرون العاج ووحيد القرن التي تعتبر رمزا للمكانة في البلاد، له علاقة كبيرة بالصيد الجائر للفيلة الأفريقية؛ لكن الصين نجحت في فرض الحظر على تجارة قرون العاج ووحيد القرن عام 2018 مما يحمي المئات من ذوات الناب العاجي من الصيد الجائر في البلدان الأفريقية.

أضاف الأستاذ لي أن مثل هذا الإجراء يمكن من تقليل الطلب بشكل كبير وتعزيز حماية الأحياء البرية ودفع الناس لتغيير عاداتهم في أكل الأحياء البرية.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “وايلد إيد” بيتر نايتس: “كما تطبق الإجراءات مثل إجراء منع تجارة قرون العاج، تتمكن الصين من تحويل الأزمة المدمرة التي تضر حاليا بسمعتها الدولية إلى إيجابية، ويمكن أن تقود العالم في تنفيذ حل شامل تجاه الوباء”.

المعلومات التي تحتاج لمعرفتها حول القرار الجديد

– لا بد من معرفة قائمتين:

تستند حماية الصين للحيوانات البرية إلى قائمتين، وهما الحيوانات البرية تحت الحماية الخاصة والأخرى للحيوانات البرية الأرضية ذات القيم الإيكولوجية والعلمية والاجتماعية الهامة.

وفقا لتحليل أجراه مركز شانشوي للحماية في بكين وهي منظمة غير حكومية، هناك 1811 من الفقاريات تحت حماية القائمة – 215 من الثدييات و 944 من الطيور و268 من البرمائيات و384 من الزواحف. مع ذلك، هناك 1077 آخرين لا تشملهم القائمة.

– لماذا القرار الجديد الآن؟

رغم المقترحات الداعية لتحديث القوائم فإن عملية إصدار قانون جديد ليست بسيطة، لكن تفشي فيروس كورونا الجديد أعطى أولوية قصوى للتعديل.

قال المتحدث باسم لجنة الشؤون التشريعية في اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تسانغ تي وي إن إجراء مراجعة شاملة لقانون حماية الحيوانات البرية يحتاج إلى عمليات معينة، وفي اللحظة الحرجة المتمثلة في منع الوباء والسيطرة عليه، من الضروري والعاجل أن توافق اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب على قرار خاص في أقرب وقت ممكن.

وأشار أنه قبل إجراء التعديلات التشريعية، يوفر الحظر الواضح على تجارة الحيوانات البرية واستهلاكها والقضاء على تلك العادات السيئة دعما تشريعيا قويا في المعركة ضد الوباء وحماية حياة الناس وصحتهم.

– كيف تحدد “الحيوانات البرية”؟

مصطلح “حيوان بري” له معان مختلفة في سياقات مختلفة. يمكن أن تشير إلى جميع الحيوانات التي تنمو بشكل طبيعي في البرية أو جميع الحيوانات التي لم يستأنسها البشر بمعنى واسع. في المفهوم الأول، لا ينتمي النمر الثلجي الأسير إلى البرية بينما في الثاني هو حيوان بري. بالتالي، قد يؤدي التحديد غير الواضح إلى منطقة قانون رمادية.

أوضح يانغ خه تشينغ، أن القرار هو فرض حظر تام على أكل الحيوانات البرية. بناءا على قانون حماية الأحياء البرية، تم توسيع مشروع القرار لضمان الحظر الشامل لأكل الحيوانات البرية.

– هل لا تزال الأسماك متاحة للأكل؟

بمجرد نشر القرار، سيسأل البعض ما إذا كانت الأسماك لا تزال متاحة للأكل؟ صرح يانغ للإعلام بأن الأسماك والحيوانات البرية المائية الأخرى غير مشمولة في الحظر لأن صيد الأسماك هو وسيلة إنتاج زراعي هامة وممارسة دولية شائعة. علاوة على ذلك، ينظم قانون المصايد استخدام الموارد السمكية الطبيعية.

تعد المواشي والدواجن الشائعة، مثل والماشية والأغنام والدجاج والبط والإوز وغيرها حيوانات رئيسية للأكل، وتخضع لإدارة قانون تربية الحيوانات وقانون منع وباء الحيوانات.

– ما الرأي العام حول استهلاك الأحياء البرية؟

وفقا لمسح أجراه مركز شانشوي للحماية في بكين قبل الموافقة على القرار الجديد، أيد 96.4% من الناس حظرا شاملا على أكل الأحياء البرية و 97.4% حظر تجارة الأحياء البرية واستهلاكها.

بعد نشر القرار، أعرب الكثير من الصينيين عن تأييدهم له: قائلين إن “حماية الحيوانات البرية هي حماية للبشر! أكل المواشي والدواجن من المواد الغذائية الآمنة، وتعزيز الدعاية الإعلامية والتعليم القانوني”.