CGTN العربية/
في قرية تونغله بمقاطعة قوانغشي جنوب غرب الصين، يعتبر منزل يانغ تيان، التي ورثت مهارات التطريز لقومية دونغ أبا عن جد، مختلفا إلى حد كبير و دائما ما يسوده جو الفرحة و السعادة.
فقد تم تحويل المبنى الخشبي الذي تم بناؤه قديما إلى متحف لفن التطريز من قبل يانغ تيان. يعرض هذا المبنى الذي يتميز بخصائص قومية دونغ، في الطابق الأول آلات النسج وأسطوانات الصباغة ومعدات أخرى كانت تستخدم قديما؛ أما عن غرفة المعيشة في الطابق الثاني فتعرض أعمال التطريز، وهي أيضا مكان لاستقبال نساء قومية دونغ لتعلم مهارات التطريز؛ والطابق الثالث هو ورشة عمل خاصة بيانغ.
تتعلم فتيات قومية دونغ التطريز على يد أمهاتهن منذ الصغر.قالت يانغ تيان: “تعلمت التطريز على يد والدتي عندما كنت في السابعة من عمري، ثم على يد والدة زوجي بعد أن تزوجت. لم أشعر بالكلل من ذلك مطلقا لمدة خمسين عاما. ” والدة زوج يانغ تيان يناهز عمرها الـ94 عاما وهي وريثة لحرفة التطريز التي تتميز بها قومية دونغ. وتأثرا بأم زوجها، أصبحت تتقنها بشكل أفضل، وحصلت أعمالها على العديد من الجوائز، لتصبح أحدى الورثة الأبرز لحرف تطريز قومية دونغ.
التطريز في قومية دونغ له تاريخ طويل، فالأنماط الشائعة للحيوانات والزهور ترجع الى الحياة الزراعية، وكان تطريز فتيات قومية دونغ لتلك الرسومات على الملابس بخيوط الحرير الملونة للتعبير عن حبهن واحترامهن للطبيعة.
يستغرق خياطة الأزياء التقليدية للقومية دونغ من نسج القماش الى التطريز أكثر من نصف عام. ومع ذلك، منذ أكثر من عشر سنوات، كان من الممكن بيع بذلة من أزياء دونغ مقابل حوالي 100 يوانات فقط. قالت يانغ: “في ذلك الوقت، كانت أسرتي فقيرة للغاية فكنت أطرز الملابس حتى الساعة الثانية صباحا لكسب المال لدفع مصروفات ابنتي الدراسية.”
تدريجيا، حظيت أعمال يانغ باهتمام متزايد ولاقت اقبالا في السوق تدريجيا، يأتي الزوار من جميع أنحاء البلاد لزيارة معرضها. فقد أصبحت الآن، مصممة تجيد هذا الفن والحرفة المميزة. من أجل الحصول على منصة عرض أفضل لهذه الثقافة، اقترضت هي وعائلتها الأموال لأكثر من عامين وحولوا منزلهم إلى متحف.
بعد بناء المتحف، جاء العديد من الخبراء والسياح لزيارته؛ وأصبحت يانغ تقوم بتدريب القرويات على تعلم حرفة التطريز هنا، لتحقيق حلم نشر تلك الثقافة.
قالت يانغ: “عندما بدأت تعليم حرفة التطريز، لم يكن هناك راتب للمتدربات، لذا كان يمكنني فقط الطبخ في المنزل لتوفير الطعام لهن. في السنوات القليلة الماضية، كان هناك المزيد من الطلب والدعم الحكومي، أصبح يمكننا كسب المزيد من الأرباح.” يمكن بيع بذلة من الملابس المطرزة مقابل ثمانية آلاف يوان، والأقراط والحقائب المصنوعة يدويا وغيرها من المصنوعات اليدوية المطرزة على طراز قومية دونغ الذي أصبح يحظى بشعبية كبيرة لدى العملاء.
في السنوات الأخيرة، عززت قرية تونغله توارث حرفة التطريز لقومية دونغ عبر الأجيال واعتمدت نموذج الأعمال التجارية “مزارعي + قاعدة + مزارع”، ونظمت دورات لتعليم القرويات مهارات التطريز، وعززت مشاركة أكثر من 300 مزارع محلي بما في ذلك أكثر من 50 أسرة فقيرة. وأصبحت الملابس المطرزة يدويا تُباع في الداخل والخارج لمساعدة المزارعين على التخلص من الفقر وتحسين مستوى معيشتهم.
شعب ناهض بمعنى الكلمة. يستثمر الوقت وما هو متاح آخر في سبيل التقدم. مرحى للصين وشعبها وحزبها وقيادتها.