أديس (شينخوا)، جرى حث إثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية على التعلم من إنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر في إطار جهودها لدفع التنمية الاقتصادية وانتشال الملايين من براثن الفقر.

وأكد مسؤولون وخبراء إثيوبيون أن نموذج التخفيف من حدة الفقر “الفريد” في الصين ساعد على انتشال الناس من الفقر من خلال اتباع نهج مشترك يقوم على مبادرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، فضلا عن تنمية الموارد الطبيعية للبلاد من خلال نهج صديق للبيئة.

وقد ذكر حزب الرخاء الحاكم في إثيوبيا، في بيان صدر يوم الثلاثاء، أن وفدا رفيع المستوى من كبار أعضاء حزب الرخاء يقوم حاليا بجولة ميدانية في الصين، حيث أطلعوا على جهود الصين وخبرتها الشاملة في التخفيف حدة الفقر.

ونقل البيان عن أديسو أريجا، رئيس العلاقات العامة والدولية في حزب الرخاء الحاكم في أثيوبيا، قوله بعد أن شهد أنشطة تنموية في الصين إن “الإنجازات التي حققتها الحكومة الصينية في الحد من الفقر تعد بمثابة تجربة مفيدة للغاية بالنسبة لإثيوبيا”.

وذكر البيان أن الوفد أكد أن النجاحات الجديرة بالثناء التي حققتها الصين في الحد من الفقر والتنمية البيئية من خلال تحويل المناطق الصحراوية عبر تنسيق جهود الشعب فضلا عن النجاحات المسجلة في بناء الوحدة الوطنية لتسريع التنمية هي بعض المجالات التي يمكن للدولة الواقعة في شرق أفريقيا استخلاص الدروس منها.

واتفق أحد كبار الباحثين الإثيوبيين المطلعين على تنمية الصين مع الملاحظات التي رصدها الوفد.

فخلال حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، قال كوستانتينوس بت. كوستانتينوس، أستاذ السياسات العامة بجامعة أديس أبابا في أثيوبيا، إن أثيوبيا على وجه الخصوص، وبقية الدول الأفريقية بشكل عام بحاجة إلى التعلم من نهج الصين في القضاء على الفقر.

وذكر كوستانتينوس أنه من أجل محاكاة إنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر، يمكن لإثيوبيا وغيرها من الدول الإفريقية اتباع نهج الصين الفعال، وخاصة من خلال دمج مبادرات التنمية في التعليم والرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية والتدريب على المهارات وذلك من بين أمور أخرى.

وقال إن “نهج الصين الشامل للتخفيف من حدة الفقر هو نموذج ثبتت جدارته في خلق بيئة مواتية للنمو الاقتصادي وتحسين الرفاه العام لسكانها”.

وأكد الخبير أن تنفيذ سياسات فعالة تعطي الأولوية للتخفيف من حدة الفقر، وتعزيز النمو الشامل، والتصدي للحواجز الهيكلية التي تعترض التنمية يمكن أن يساعد على تهيئة بيئة مواتية للنمو الاقتصادي المستدام، ما يؤدي إلى انتشال ملايين الناس من براثن الفقر في نهاية المطاف.

وذكر أن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن تبينه لنا التنمية الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة في الصين وصعودها كقوة عالمية هو أن الاستثمار في تنمية رأس المال البشري من خلال التعليم وبرامج التدريب على المهارات من شأنه أن يمكّن الأفراد من المشاركة في الاقتصاد والحصول على فرص عمل أفضل. ومن خلال تزويد السكان على نطاق أوسع بالمهارات والمعارف اللازمة، يمكن للبلدان أن تعزز إنتاجيتها والرفاه العام لشعوبها”.