CGTN العربية/

حققت حالات “كوفيد-19” في الولايات المتحدة أرقاما قياسية في ظل الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية. وفقا لبيانات صادرة عن جامعة جونز هوبكنز، حتى 10 نوفمبر بتوقيت بكين، تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 10 ملايين، ووصل الى 10018278، بإجمالي 237742 حالة وفاة. حتى الآن، لا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر معاناة من مرض “كوفيد-19″، حيث يحتل العدد التراكمي للحالات المؤكدة والعدد التراكمي للوفيات فيها المرتبة الأولى في العالم.

تسبب الوباء المتصاعد في مخاوف الخبراء الطبيين الأمريكيين. يرى بعض المحللين أنه ما لم يتخذ البيت الأبيض إجراءات، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم جائحة فيروس كورونا الجديد. في مواجهة ارتفاع معدل انتشار الأوبئة في الخريف والشتاء، يرى الخبراء عموما أن “الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد”.

الحالات المؤكدة الجديدة تحقق أرقاما قياسية

وفقا للإحصاءات، في 21 يناير، أبلغت الولايات المتحدة عن أول حالة مؤكدة لمرض “كوفيد-19”. حتى 28 أبريل، تجاوز العدد التراكمي للحالات المؤكدة في الولايات المتحدة مليون حالة. استغرق الأمر 99 يوما ازدادت الحالة المؤكدة من واحد إلى مليون. منذ ذلك الحين، استمرت جائحة فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة في التفاقم، وازداد عدد الحالات المؤكدة بسرعة. وأشارت شبكة “سي إن إن” الإخبارية إلى أنه في أقل من 10 أشهر، ارتفع عدد المصابين بمرض “كوفيد-19” في الولايات المتحدة إلى 10 ملايين. في الأسبوع الماضي، تجاوز متوسط عدد الحالات الجديدة يوميا في الولايات المتحدة 100 ألف حالة، وحقق أرقاما قياسية.

في الوقت نفسه، فإن معدل الإصابة في الولايات المتحدة يتجاوز بكثير معدل الاختبار. قالت روشيل والينسكي، أستاذة في كلية الطب بجامعة هارفارد: “حققت الحالات المؤكدة الجديدة في حوالي 23 ولاية في جميع أنحاء البلاد أرقاما قياسية خلال الأسبوع الماضي. نحن بالتأكيد بحاجة إلى مزيد من الاختبارات. حيث إن معدل الزيادة في الحالات المؤكدة أسرع بكثير من معدل الزيادة في معدل الاختبار”.

وفقا لتقارير صادرة عن شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، مع استمرار عدد الحالات المؤكدة الجديدة في البلاد في تحقيق أرقام قياسية جديدة، حذر خبراء طبيون من أن جائحة فيروس كورونا الجديد تزداد سوءا وتفاقما في جميع أنحاء البلاد، وأن الشتاء قد يواجه عواقب وخيمة. كما أشارت ميغان راني، أستاذة في كلية طب الطوارئ بجامعة براون في الولايات المتحدة، إلى أن الولايات المتحدة “تدخل أخطر فترة لجائحة كورونا،” “سنرى أوبئة صغيرة عبر الولايات المتحدة تتشابك وتتخالط.” وسيكون “رهيبا مثل إضافة الوقود إلى النار”.

هل تستطيع الولايات المتحدة السيطرة على الوضع؟

وكتبت صحيفة واشنطن بوست: “في مواجهة جائحة فيروس كورونا الجديد وهي مثل القطار الخارج عن السيطرة، يجب على الولايات المتحدة أن تضغط على دواسة الفرامل”. هل تستطيع الولايات المتحدة حقا أن تضغط على الفرامل؟ ذكر المقال أن فيروس كورونا الجديد ينتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه تقريبا في كل منطقة وكل ولاية في الولايات المتحدة. في الأسابيع المقبلة، تواجه الولايات المتحدة تحديات هائلة، لكن لا يوجد مخرج واضح. لذلك يشعر الخبراء بالقلق إزاء إستراتيجية حكومة الولايات المتحدة للاستجابة لجائحة كورونا.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الولايات المتحدة تمر حاليا بـ “فترة انتقالية” رئاسية، التي تعد فترة غير مؤكدة، مما يجعل الاستجابة لجائحة كورونا أكثر صعوبة. لقد تخلى ترامب بشكل أساسي عن الإجراءات الفعالة. يخطط “الرئيس المنتخب” بايدن لإنشاء مجموعة عمل جديدة لمكافحة الوباء والسيطرة عليه، لكن الوضع الخارج عن السيطرة سيشكل تحديا كبيرا لفريق بايدن.

ومن الجدير بالذكر أن الانتخابات الأمريكية والاحتفالات والاحتجاجات ما بعدها أدت إلى تفاقم وضع جائحة كورونا. وفقا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، خلال حملات الانتخابات الأمريكية، يتعرض موظفو مركز الاقتراع والفرز لخطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد. في الوقت الحالي، هناك أكثر من 20 موظفا كانوا على اتصال وثيق مع المرضى المصابين بمرض “كوفيد-19″، وهم في عزل ذاتي في الوقت الراهن.

يظهر تحليل بيانات “مشروع تتبع COVID” الذي شرعته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية في مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، أن متوسط عدد الحالات المصابة بمرض “كوفيد-19” في قسم المرضى المقيمين بالمستشفيات للعلاج في 38 ولاية أمريكية قد ارتفع بنسبة 5% على الأقل.

في الآونة الأخيرة، أشار مكتب حاكم ولاية يوتا الأمريكية في بيان إلى أنه “مستشفيات ووحدات العناية المركزة التابعة للولاية وصلت إلى العدد الأقصى. وإذا استمر هذا الوضع، فلن يتمكن سكان يوتا من الحصول على الخدمات الطبية في الأيام المقبلة. يجب أن نتخذ إجراءات فورية لحماية مستشفياتنا وطاقمنا الطبي لتجنب المزيد من الضرر لعائلاتنا ومجتمعاتنا وشركاتنا”.

“جائحة فيروس كورونا الجديد أكثر خطورة في الوقت الراهن”

في مواجهة الوضع الخطير لجائحة فيروس كورونا الجديد، ذكر الخبراء الأمريكيون أن التبعات ستكون فظيعة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة في الأشهر المقبلة. قال مارك روزنبرغ، عالم الأوبئة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية: “الحكومة والكونغرس حاليا بحاجة إلى اتخاذ تدابير سريعة لأن جائحة كورونا أصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى. إذا لم يكن لدينا مجموعة واضحة من السياسات وهدف واضح وثقة من الجميع، سيرتفع عدد الوفيات إلى مستوى غير عادي وأيضا سيرتفع معدل الإصابة. لذلك، ستكون الأشهر المقبلة حاسمة للغاية”.

كما أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن الولايات المتحدة ستدخل أخطر مرحلة لجائحة فيروس كورونا الجديد، لكن لا توجد إستراتيجية استجابة واضحة. قال خبراء الصحة إنه بعد انتخابات شرسة، ستؤدي الانتخابات العامة والمأزق السياسي إلى تفاقم أزمة فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، وستدخل جائحة فيروس كورونا الجديد مرحلة مميتة للغاية .

وقال لاني: “نحن الآن في أخطر وضع للجائحة. مدى انتشار عدوى مرض “كوفيد-19″ وأضرارها في الولايات المتحدة سيعتمد إلى حد كبير على الوضع في الشهرين المقبلين”.