انتشرت جلسة موقد الشاي والدردشة مع الأصدقاء على نطاق واسع في أوساط الشباب الصيني هذا الشتاء. حيث يجتمع الأصدقاء حول موقد صغير لتغلية الشاي، ثم يؤثثون المائدة المحيطة ببعض الفواكه والمكسرات، ويقضون وقتا في التسامر وتذوق الشاي.

“شرب الشاي والدردشة مع الأصدقاء، شيء يساعدني على التخلص من الضغوط”، يقول تشو تشوان، وهو شاب من مواليد التسعينات. ويرى بأن هناك المزيد من الشباب يقبلون على هذه العادة الآن.

في الواقع، “جلسة موقد الشاي”، لديها تاريخ طويل في الصين، وكان يطلق عليها قديما اسم “مأدبة الشاي”. وهي في الغالب، كانت تمثل عادة يحرص على ممارستها الأدباء في عصور الصين القديمة. أما اليوم، فقد تحولت هذه العادة التقليدية إلى أسلوب جديد للتعارف بين الشباب. كما تعبّر عن تطلّع الشباب إلى الحياة الهادئة والبطيئة التي كان يقضيها الصينيون القدامى، في مقابل الحياة الصاخبة والسريعة التي يعيشونها اليوم.

ووفقًا لبيانات منصة “ديانبينغ دوت كوم”، المختصة في مراجعات المستهلك، فقد زاد حجم البحث عن جملة “جلسة موقد الشاي” في محركات البحث الصينية منذ نوفمبر 2022 بنسبة 1173٪، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. وحققت مدن تشنغدو وشانغهاي وهانغتشو وتشانغشا، المبيعات الأعلى في السوق الصينية لطواقم جلسات موقد الشاي. كما قام عدّة مدونين بمشاركة صور لجلساتهم مع المتابعين. من جهة أخرى، تقوم بعض المقاهي وصالونات الشاي بإضفاء المزيد من الديكور والأكسسوارات لجلسات الشاي التي تقدمها، مثل أزياء هانفو القديمة والمراوح المستديرة وغيرها من الأدوات الصينية التقليدية لزيادة نكهة الجلسة.

وتقوم عدة منصات تسوق عبر الإنترنت، ببيع أقداح الشاي الخزفية ومواقد الفحم ومواقد السيراميك الكهربائية وشبكات الشواء والكراسي المصنوعة من الخيزران وغيرها من المعدات اللازمة لتأثيث الجلسة. وتأتي تشنغدو وشانغهاي وسوتشو في المراكز الثلاثة الأولى من حيث انتشار جلسات الشاي بين السكان.

*صحيفة الشعب اليومية أونلاين/