سناء كليش*
اقترحت تونس، في اطار حرصها على مزيد دعم التعاون العربي الصيني، استضافة الدورة الحادية عشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني، التي ستتزامن مع الاحتفال بستينية العلاقات الدبلوماسية التونسية الصينية، وفق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية نور الدين الريّ، في كلمة ألقاها خلال مشاركته أمس الاثنين، في أشغال الدورة التاسعة لمنتدى التعاون العربي الصيني برئاسة مشتركة بين الأردن والصين،
وأكد الري أنّ التحولات الدولية الراهنة ولاسيما في ظل استشراء جائحة كورونا تطرح العديد من التحديات، بما يستوجب تمتين التضامن الدولي وتعزيز الأمن والاستقرار في العالم، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل تنفيذ مبادرة تونس التي اعتمدها بالإجماع مجلس الأمن، من أجل هدنة إنسانية ووقف النزاعات المسلّحة في العالم، والدّفاع عن القضايا الإنسانية العادلة
وأبرز الوزير حرص تونس، في إطار ترؤسها للقمة العربية وعضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، على مواصلة دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض مخطط الضمّ الذّي يهدد بتصفية حل الدولتين
وشدد على ضرورة الدفاع عن وحدة الدول العربية كافة والحفاظ على سيادتها والالتزام بالتسويات السياسية للأزمات، وفي مقدّمتها الوضع في ليبيا الشقيقة، عبر تكاتف الجهود من أجل إنهاء الاقتتال الدائر، وتحقيق التسوية السياسية المنشودة في إطار حلّ سياسي ليبي- ليبي طبقا لقرارات الشرعية الدولية، بما من شأنه أن يحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق.
وثمن من جهة أخرى، الحركية التّي شهدتها العلاقات العربية الصينية على مدى السنوات الفارطة في الدّفاع عن هذه القضايا العربية الجوهرية، والارتقاء بالتعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، داعيا إلى ضرورة السعي المشترك من أجل مزيد تطوير هذه العلاقات، ولاسيما في المجالات التي تسجل فيها الصين ريادة عالمية على غرار تكنولوجيات المعلومات والإتصال
كما أبرز وزير الخارجية، أهمية تفعيل التعاون العربي الصيني في مجال التدفق السياحي والتكوين والتدريب، لاسيما عبر الإسراع بإنشاء المركز العربي الصيني للتكوين السياحي والفندقة في تونس
وأكد أن انخراط تونس في مبادرة الرئيس الصيني « الحزام والطريق »، تمثل خطوة جديدة نحو مزيد الارتقاء بالعلاقات التونسية الصينية، معربا عن تطلع تونس إلى تطوير المبادلات التجارية بين الدولتين وتقليص الفجوة الراهنة في الميزان التجاري، من خلال مضاعفة الاستثمارات الصينية في تونس وتنشيط مختلف مجالات التعاون
وقد صدر في ختام أعمال المنتدى « إعلان عمّان »، الذي تضمن مواقف الدول العربية والصين حول أهم القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ورؤيتهم المشتركة حول سبل مزيد الارتقاء بالتعاون العربي الصيني في مختلف المجالات، والتأكيد على ضرورة الانجاز الفعلي للبرنامج التنفيذي للفترة 2020-2022، الى جانب اجماع الوزراء على ضرورة الارتقاء بآليات التعاون المشترك لاسيما من خلال تنظيم قمة عربية صينية مشتركة
كما اتفق الجانبان العربي والصيني، على مزيد تطوير التعاون في مجال الصّحة وخاصة مكافحة جائحة كورونا، حيث نصّ البيان المشترك الصادر عن المنتدى على ضرورة تنسيق السياسات في هذا القطاع، والاستفادة من الآليات المشتركة في الوقاية والسيطرة على الأوبئة والحدّ من تداعياتها.