شبكة طريق الحرير الإخبارية/
23 نوفمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
قام ممثلو الدول الأفريقية المشاركون في منتدى التعاون الزراعي الصيني الأفريقي الثاني في أوائل الشتاء، وأمام التمثال البرونزي ليوان لونغ بينغ الواقع في حديقة الأرز الوطنية في مدينة سانيا بمقاطعة هاينان، بوضع شتلات أرز هجين لإحياء ذكرى “أبو الأرز الهجين”.
منذ ما يقرب من نصف قرن، انتشرت بذور الأرز الهجين ووصلت إلى أفريقيا، مما أدى إلى بناء جسر من التعاون والصداقة بين الصين وأفريقيا. واليوم، بمساعدة الصين، تم تنفيذ مشاريع التكنولوجيا وتدريب المواهب واحدا تلو الآخر في أفريقيا، زرعت “بذور” جديدة لتعزيز التعاون الزراعي بين الصين وأفريقيا.
تم بناء مدرسة ياباسي الزراعية المهنية والتقنية الثانوية في الكاميرون بمساعدة صينية، وهي أول مدرسة فنية زراعية في الكاميرون، تقدم بشكل أساسي دورات في زراعة المحاصيل وتربية الماشية ومعالجة المنتجات الزراعية وصيانة الآلات والمعدات الزراعية وما إلى ذلك، ومنذ افتتاحها وفي عام 2017، قامت بتدريب ما يقرب من 500 طالب محلي من الفنيين الزراعيين المحترفين. وقال الطالب جونيور مودينا إنه بفضل هذه المدرسة التي تدعمها الصين، فقد أتيحت له الفرصة للالتحاق بالمدرسة الإعدادية وتشغيل الآلات والمعدات الزراعية.
وقال جان ميرابو إيبا، رئيس منطقة ياباسي، أن هذه المدرسة المتوسطة قد غيرت بشكل كبير وجه التكنولوجيا الزراعية في ياباسي وساعدت بشكل فعال في حل مشاكل التوظيف المحلية، مضيفا: “آملا أن يتحسن التعاون التعليمي بين البلدين إلى الأفضل”.
تعد فاطمة واحدة من العديد من المستفيدين من تكنولوجيا جونتساو الصينية في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى. ولا يقتصر مشروع المساعدة الفنية الصيني جونتساو في أفريقيا على إثراء طاولات الطعام للشعبين الصيني والأفريقي فحسب، بل ينشر التكنولوجيا الزراعية ويعزز التوظيف المحلي ويخفف من حدة الفقر أيضا.
قالت فاطمة إنه في الماضي، الفطر الذي كان يؤكل محليا كله بريا، ولم يكن أحد يعرف تكنولوجيا زراعة الفطر الاصطناعي، أما الآن فقد أصبح فطر جونتساو الذي يزرعونه مشهورا، ويضم عملاؤه السكان المحليين والأجانب على حد سواء، والمبيعات تتحسن باستمرار. وبالاعتماد على فريقها الصغير، لم تقم فاطمة بتسجيل الشركة فحسب، بل قامت أيضًا بتدريب النساء المحليات بانتظام على تكنولوجيا جونتساو، مما قادهن إلى التخلص من الفقر وتحقيق الثراء. وقالت فاطمة: “إنه مشروع واعد حقاً. الكثير من الناس يأتون للاستفسار عن التدريب، وأنا مشغولة بصياغة خطط التدريب، على أمل خلق المزيد من فرص العمل للنساء والشباب المحليين”.
قال تانغ رين جيان، وزير الزراعة والشؤون الريفية الصيني، في منتدى التعاون الزراعي الصيني الأفريقي الثاني، إنه خلال السنوات العشر الماضية من التعاون الزراعي بين الصين وأفريقيا، أرسلت وزارة الزراعة والشؤون الريفية أكثر من 400 خبير زراعي إلى أفريقيا، قام بتدريب أكثر من 10 آلاف موظف إداري وفني لأفريقيا. ووفقا لتدابير التعاون العملي لتنفيذ “خطة الصين لمساعدة التحديث الزراعي في أفريقيا” التي أعلنتها وزارة الزراعة والشؤون الريفية في المنتدى، سيتم بناء عدد أكبر من مراكز العرض والتدريب المشتركة بين الصين وإفريقيا لتبادل التكنولوجيا الزراعية الحديثة. وفي السنوات الثلاث المقبلة، سيتم تدريب 1000 موظف آخر في مجال العلوم والتكنولوجيا والإدارة الزراعية في أفريقيا.
وخلال المنتدى، أصبحت “الدعوة” الصادرة في الموقع بمثابة مثال حي للتعاون الصيني-الإفريقي في مجال التكنولوجيا الزراعية وتدريب المواهب. وبعد أن قدم البروفيسور هو فنغ يي من جامعة يوننان التقدم الأخير في “تجذير” الأرز الدائم في أفريقيا، وجه روبن فيري، وزير الزراعة في زامبيا، الذي تحدث لاحقًا، دعوة حارة إليه مباشرة: “يجب أن تأتي إلى زامبيا وتتواصل مع علمائنا لتعليمنا كيفية عمل ذلك.”
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قامت الصين ببناء 24 مركزًا تجريبيًا للتكنولوجيا الزراعية في أفريقيا وشجعت أكثر من 300 تكنولوجيا متقدمة وقابلة للتطبيق، مما دفع إنتاج المحاصيل المحلية إلى زيادة بنسبة 30% إلى 60% في المتوسط، وقد استفاد من ذلك أكثر من مليون مزارع صغير في البلدان الأفريقية.
سافر مسؤولون وفنيون زراعيون من جنوب أفريقيا ونيجيريا والكاميرون وأوغندا والكونغو (برازافيل) ودول أفريقية أخرى آلاف الأميال إلى هاينان في سبتمبر من هذا العام، للمشاركة في “الدورة التدريبية حول تكنولوجيا إنتاج واستخدام النباتات الطبية الاستوائية في البلدان النامية” و”الدورة التدريبية حول تنمية صناعة الكسافا في البلدان النامية” التي نظمتها الأكاديمية الصينية لعلوم الزراعة الاستوائية.
وبعد مشاركته في التدريب الفني على إنتاج واستخدام النباتات الطبية الاستوائية، قال الباحث العلمي النيجيري عبد الجلال يوسف نادابو، إن ذلك وسّع آفاقه وأكسبه الكثير. مضيفا: “كان التدريب غنيًا بالمحتوى، وقد تعلمنا كيفية زراعة واستخدام النباتات الطبية، وقام الخبراء في مختلف المجالات بنقل المعرفة حول الكسافا وجوز الهند والفطريات وغيرها من المحاصيل، وكان ذلك ملهمًا جدًا لأبحاثي المستقبلية. ”