صحيفة الشعب اليومية أونلاين/
منذ تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، حافظت الصين والدول العربية على تعاون مستمر في مكافحة الوباء، مما يعكس الصداقة العميقة بين الجانبين وتبادلهما المساعدة في وجه العاصفة. وقد لعبت الجالية الصينية في الدول العربية دورا مهما في تعزيز التعاون الصيني العربي إبان أزمة كورونا.
التعاون في مكافحة الوباء
قال تشن جياننان، هو ناشط جميعاتي يعييش في مصر، بأن الرأي العام في مصر ظل مهتمّا بجهود الصين في مكافحة الوباء: “خلال فترة تفشي الوباء في الصين، أضاءت عدة مواقع مشهورة في مصر مثل الأهرام، بألوان العلم الصيني. كما عبر المصريون عن دعمهم للصين في مواجهة الوباء، ونقلوا روح الصداقة العميقة بين الصين ومصر. لكن مصر اليوم تعيش وضعا وبائيا خطيرا نسبيًا، ويأمل الشعب المصري أيضًا في التعلم من تجربة الصين في مكافحة الوباء لتعزيز أعمال الوقاية من الوباء في مصر “.
في السعودية، ومع تخفيف اجراءات الحجر الصحي، تزايد أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد مجددا. في هذا الصدد، يقول لين داوانغ، رئيس اتحاد رجال الأعمال الصينيين بالمملكة العربية السعودية، أن الصين والسعودية قد عزّزا التعاون في مكافحة الوباء، مما ساعد على تخفيض عدد الوفيات في السعودية. وإلى جانب شراء السعودية لكميات كبيرة من الأدوية والمواد المضادة للوباء من الصين، قامت الحكومة الصينية بإرسال فريق من الخبراء الطبيين، الذين قدّموا الى الجانب السعودي الخبرة الصينية والارشادات في مكافحة الوباء. كما انضمت العديد من الشركات الصينية إلى حملات الوقاية من الوباء في المملكة العربية السعودية، على غرار مختبر “هويان” لشركة BGI الصينية الذي ساعد في إجراء عمليات الفحص بالحمض النووي. ويرى لين داوانغ أن علاقات الصداقة بين الصين والسعودية قد لعبت دورا مهما في تعزيز التعاون بين البلدين للتصدّي لفيروس كورونا المستجد.
ويرى لي سونغ تاو، الرئيس المؤسس لغرفة تجارة مقاطعة خنان بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن الصينيين المقيمين في الامارات قد قاموا بتوزيع الكمامات والمعقمات على العمال أثناء تفشي الفيروس في الإمارات. مما أسهم في تعميق روح الصداقة بين الصين والإمارات.
تزايد الفرص التجارية
تأثرت الدول العربية بوباء فيروس كورونا المستجد مثل بقية دول العالم. وقد ألقى ذلك بظلاله على الوضع الاقتصادي في الدول العربية، وعلى الصينيين المغتربين الذين يمارسون أعمال التجارة الدولية في الدول العربية أيضا. حيث صرح تشين جيانان، الذي يعمل في مجال إنتاج الصلب والصناعات الغذائية في مصر، بأن تفشي الوباء في مصر قد كان له تأثير كبير على أعماله، ويرى أن من الصعب تحقيق التعافي على المدى القصير، لكنه يعتقد بأن العلاقات الودية بين الصين ومصر تعد أساسا متينا لتنمية فرص الأعمال بالنسبة لرجال الأعمال الصينيين في مصر. حيث قال “لقد جلب الوباء أزمة، لكنه قدّم فرصًا جديدة أيضا”.
وفي سلطنة عمان، تسبب الوباء في تأجيل رجل الأعمال الصيني بايوزنغ إنشاء مشروع سوق الجملة الصيني. لكن مع تحسن وضع السيطرة على الوباء في عمان، بدأ باويوزنغ استئناف عملية بناء المشروع.
“إن التجارة الإلكترونية في البلدان العربية لاتزال في بدايتها، وقد أدى الوباء دفع تنمية التجارة الإلكترونية في عمان والعديد من البلدان العربية، مما يوفر أيضًا فرصًا لرجال الأعمال الصينيين المحليين. وقد أنشأنا مستودعًا خارجيًا ومركزًا لوجستيًا صينيًا لتقديم الخدمات اللوجستية لتطوير التجارة الإلكترونية؛ بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتطوير منصات التجارة الإلكترونية، لتسهيل عمليات البيع والوصول إلى المزيد من المستهلكين.” يقول بايوزنغ.
آفاق جيدة
“بالنسبة لرجال الأعمال الصينيين، تعد المملكة العربية السعودية أرضا بكرا،” يقول لين داوانغ. ” ويضيف: ” الى جانب أنها واحدة من أهم الدول في الشرق الأوسط، تمتلك المملكة العربية السعودية مساحة إقليمية كبيرة وقاعدة سكانية وإمكانيات استهلاكية ضخمة. كما توفر السياسات المنفتحة في المملكة مساحة لتنمية أعمال رجال الأعمال الصينيين على المدى الطويل، ومع استمرار الصين والمملكة العربية السعودية في تعميق التعاون في مجال مكافحة الوباء، سيشهد التعاون الشامل بين الحكومتين مزيدا من التقدم، وستكون التبادلات بين الشركات الصينية والسعودية أكثر قربًا وعمقا”.
ويرى لي سونغتاو إن دول الإمارات قد نجحت في السيطرة على الوباء بشكل جيد، وبدأت إمارة دبي 7 يوليو الترحيب بالسياح من جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن ينجح معرض دبي العالمي الذي سينعقد في 1 أكتوبر 2021، في تحقيق موجة قوية من التعافي السريع لاقتصاد الإمارات. “نحن نتطلع بشدة ونعتقد أن أعمال الصينيين المغتربين في الامارات ستعود قريبا إلى مستوى ماقبل الوباء.”
لقد لعب التعاون الصيني العربي في مجال الصحة خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد دورا مهما في مساعدة العديد من الدول العربية على السيطرة على الوباء. ويرى رجال الأعمال الصينيين أن الوباء كان محطة جديدة لتعزيز روح الصداقة بين الجانبين، وتوسيع آفاق التعاون في المستقبل.