يتحمل التعليم المهني المسؤولية الهامة المتمثلة في تنمية المواهب المتنوعة، ووراثة المهارات الفنية، وتعزيز التوظيف وريادة الأعمال. وقد ساعدت الصين العديد من الدول الأفريقية على تحسين جودة التعليم المهني تدريجيًا، وتنشيط سوق التعليم المهني، وتربية العديد من المواهب الفنية الشابة، وتحويل الأرباح الديمغرافية إلى مزايا تنموية، من خلال المساعدة في بناء المدارس المهنية والتقنية أو مراكز التدريب المهني، وإنشاء ورش عمل لوبان، وتوفير المساعدات في التعليم المهني وغيرها.

“الدخل الشهري ثلاث أضعاف الدخل من الوظيفة السابقة”

تتمثل جهود المساعدات الصينية في بوركينافاسو بالتركيز على مساعدة ثلاث مراكز للتدريب المهني، وهي مركز جينالي للتدريب المهني ومركز واغادوغو الإقليمي للتدريب المهني، ومركز بوبو ديولاسو للتدريب المهني الصناعي.

منذ إطلاق مشروع المساعدة الفنية في عام 2018، ساعد الخبراء الصينيون مركز جينيالي للتدريب المهني في بناء تخصصين أساسيين في تكنولوجيا الكمبيوتر وتطبيقه، وتطبيقات السيارات وصيانتها، وصياغة برامج تدريب الموظفين ذات الصلة، ويتم تنفيذ ما مجموعه 1200 ساعة من التدريس والتدريب كل عام.

بعد عام من التدريب، حصل غوستاف البالغ من العمر 24 عامًا على شهادة دبلوم فني محترف، وسرعان ما وجد وظيفة في متجر سيارات في العاصمة واغادوغو. “الآن، دخلي الشهري هو ثلاثة أضعاف ما كنت أتحصل عليه في وظيفتي السابقة، وأكسب أكثر من العديد من زملائي.” قال غوستاف مفتخراً.

غويندي، الذي درس الهندسة الكهربائية، هو أحد الخريجين النموذجيين لمركز جينالي للتدريب المهني. وقد شارك في مسابقة المهارات المهنية الأولى التي نظمها المشروع عندما تخرج في عام 2019، ثم استخدم أموال الجائزة لتأسيس شركة لبناء وصيانة الطاقة. واليوم، تشهد الشركة ازدهاراً وتطوراً.

“حقق الطلاب المتخرجين من مراكز التدريب المهني الثلاثة نسبة 100٪ من التوظيف أو ريادة الأعمال، كما أن رواتبهم أعلى من رواتب خريجي مدارس التدريب المهني العامة”. قال ليو تشيوان، رئيس فريق المشروع الصيني:” إن الالتحاق إلى المشروع هذا العام هو ضعف ما كان عليه في العام السابق، لكن المعروض لا يزال يعاني من نقص”.

وحتى الآن، نظم المشروع ما مجموعه 18 خبيرا صينيا للذهاب إلى بوركينا فاسو على التوالي، ودرب أكثر من 1000 من المواهب الفنية الشابة في مختلف المجالات والمهنيين. في الوقت نفسه، يختار المشروع المعلمين والطلاب المحليين المتميزين للذهاب إلى الصين للتبادل والتدريب. كما تبرع الجانب الصيني بمعدات التدريس والتدريب وقطع الغيار لمساعدة بوركينافاسو على تحسين مستوى وجودة التدريب المهني.

أشاد درابو، وزير الرياضة والشباب والتوظيف في بوركينافاسو، بمساعدة الصين في تعزيز التعليم المهني في بلاده. وقال إن تطوير التعليم المهني سيساعد على تعزيز توظيف الشباب في البلاد، وتحسين مستوياتهم المعيشية، كما أعرب عن اعتقاده بأن تعزيز التعاون في مجال التعليم المهني بين بوركينافاسو والصين سيضخ بالتأكيد المزيد من الزخم في التنمية الاقتصادية في بلاده.

“بالمواهب الفنية، يمكننا إنتاج منتجات تنافسية وجيدة”

يقع المركز الأوغندي للتدريب على المهارات الصناعية والإنتاج في مجمع نامانوي الصناعي، على بعد حوالي 13 كيلومترًا شرق العاصمة كمبالا، وقد تم بناؤه بهبة مقدمة من الحكومة الصينية، وشيدته شركة مجموعة جيانغدو للإنشاءات المحدودة، وتم تسليمه إلى أوغندا بعد الانتهاء من تشييده في أوائل عام 2020. ويعتبر المركز قاعدة أوغندا لتدريب مهندسي المستقبل.

منذ أكتوبر من العام الماضي، أجرى المركز 3 دورات تدريبية متتالية، ووظف 12 خبيراً صينياً، وقدم 7 دورات في معالجة الأجهزة، واللحام، والرش، والتشغيل الآلي. قال هان شيخه، مدرس صيني جاء من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في كلية شاندونغ ويفانغ المهنية، ولديه خبرة غنية في التدريب على المهارات، إنه فيما يتعلق بأساليب التدريس، فقد تم استخدام نموذج “النظري + التطبيقي” للتعليم المهني الصيني كمرجع، وهناك دورات نظرية وفصول تدريب عملي في الورشة، ويمكن للطلاب الاستماع والعمل معاً.

” درب المركز حتى الآن، أكثر من 300 متدرب، وتحسنت مهاراتهم المهنية بشكل كبير.” قال تشارلز كيسيجا، رئيس المركز الأوغندي للتدريب والإنتاج على المهارات الصناعية: ” يمكننا مع الأشخاص المهرة إنتاج منتجات جيدة قادرة على المنافسة وفتح سوق أكبر.”

“هذا شرفنا المشترك”

سعيد، طالب متخصص في الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة بجامعة عين شمس في مصر، درس سنة في مجال تكنولوجيا تطبيقات الطاقة الجديدة الرئيسية في ورشة عمل لوبان في مصر. وفي أغسطس من هذا العام، شارك سعيد في مسابقة مهارات الكليات المهنية العالمية التي أقيمت في تيانجين الصينية عن طريق الفيديو، وفاز فريقه بالمركز الأول في مسابقة “تكنولوجيا هندسة الطاقة المتجددة والمحايد الكربوني”.

“هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مسابقة دولية للمهارات المهنية، والنتائج الجيدة لا تنفصل عن التوجيه الدقيق وتدريب المعلمين من كل من مصر والصين، وهذا شرفنا المشترك.” قال سعيد، إنه يمكنه التعرف على أحدث تقنيات تطبيقات الطاقة من خلال الدراسة في ورشة عمل لوبان، وأعرب عن أمله في أن يتمكن من العمل في هذا المجال في المستقبل.

يمكن اعتبار ورشة عمل لوبان المصرية، التي تم بناؤها بالاشتراك بين الكلية المهنية والتقنية في تيانجين للصناعات الخفيفة وكلية تيانجين المهنية للنقل بالتعاون مع المدارس المصرية، كمشروع معياري ونموذجي لورشة عمل لوبان الأفريقية. وتعتبر مصر هي الدولة الوحيدة التي افتتحت ورشتي عمل لبان، تتضمن المدرستان 5 غرف تدريب حديثة، ولأول مرة حقق التكامل والتلاحم بين التعليم المهني والثانوي والعالي في نظام التعليم المهني، ويمكن الطلاب الحصول على درجة البكالوريوس بعد التخرج.

ووفقًا للاحتياجات المهنية، يقوم المعلمون الصينيون والمصريون بشكل مشترك بتطوير مناهج التدريب ومعايير المناهج والمواد التعليمية ثنائية اللغة. كما نظم الفريق الصيني مدرسين مصريين لإجراء تدريب احترافي للمعلمين في تيانجين، وتبرع بـ 55 مجموعة من المعدات المهنية لمصر، والذهاب إلى مصر لتركيب المعدات وتشغيلها عدة مرات، فضلاً عن التدريب الميداني للمعلمين والطلاب المصريين.

محمد عوض، أستاذ هندسة التصميم والإنتاج بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والمدير التنفيذي لورشة لوبان بجامعة عين شمس، والمشارك في بناء ورشة لوبان في مصر. “نحافظ على اتصال وثيق مع المعلمين الصينيين”. قال عوض:” شارك الفريق الصيني تجربته معنا دون تحفظ، وسجل لنا خصيصا فيديو تدريبي. شكرا جزيلا للفريق الصيني على العمل والدعم.”

“ورشة لوبان تساعد على تعزيز إصلاح التعليم المهني والتقني في مصر.” قال محمد مجاهد، نائب وزير التعليم الأساسي والتعليم الفني في مصر، إن التعاون في مجال التعليم المهني بين مصر والصين واعد، ومستعدون لمناقشة مجالات جديدة للتعاون في مجال التعليم المهني مع الصين، وتعزيز إقامة علاقات تعاون واسعة بين المزيد من الكليات المهنية في مصر والصين.