Sunday 24th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

تعليق: منطق التنصل من المسؤولية الأمريكي مثير للسخرية

منذ 4 سنوات في 06/يونيو/2020

صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

في ليلة من الليالي المظلمة التي تشوبها رياح شديدة، داهمت مجموعة من الإرهابيين أحد القرى، فقام أفراد الأسرة التي وقع عليها الاعتداء بإحداث أصوات في محاولة لإبلاغ بقية العائلات داخل القرية بخطر الإرهابيين، وعند سماعها لأصوات الاستغاثة، لم تبقى بقية الأسر داخل القرية مكتوفة الأيدي فحسب، بل على العكس من ذلك، قالوا بكل برود أعصاب: “لا بد وأن أفراد هذه العائلة قاموا بعمل أغضب الإرهابيين، لذلك قاموا بالهجوم عليهم، فليواجهوا ما جنت به عليهم أنفسهم.” وبشكل غير متوقع، قامت العائلة التي وقع عليها الاعتداء بمقاومة الإرهابيين، وأظهروا بسالة وقوة لا مثيل لها في التصدي لخطر الإرهابيين، مما اضطر الإرهابيين إلى الانصراف إلى أماكن أخرى داخل القرية.

من كان يتوقع أن أبواب منازل العائلات التي وقفت مكتوفة الأيدي بادئ الأمر كانت مفتوحة على مصراعيها، زد على ذلك أنهم لم يستعدوا لمجابهة خطر الإرهابيين، مما سهل مأمورية الإرهابيين الذين كانوا قادرين على سفك الدماء وحصد الأرواح بشكل تعسفي، مما تسبب في خسائر فادحة. وحتى الآن لم تقم العائلات التي تعرضت لهجوم الإرهابيين بمراجعة ومحاسبة أنفسها ومعرفة سبب وقوع هذا الكم الهائل من الخسائر، بل على العكس، فقد قاموا بإلقاء اللوم على أفراد العائلة التي تعرضت لهجوم الإرهابيين بادئ الأمر لأنهم لم يمسكوا بالإرهابيين ويدمروهم، وطلبوا منهم دفع تعويضات لتسببهم في الخسائر التي حلت بهم……

ألا يحاكي السيناريو أعلاه وضع وحالة تفشى فيروس كورونا المستجد في العالم؟

اليوم، لا يزال الوضع الوبائي في الولايات المتحدة خطيرا، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس وحالات الوفاة، وهو ما يفسر فشل التعامل مع المرض. ومن أجل التنصل من المسؤولية وتحويل وجهة الرأي العام، قام بعض السياسيين في الولايات المتحدة باتهام الصين بأنها قامت بإخفاء الوباء، وأن الفيروس تسرب من المختبرات الصينية. لقد تم نقض هذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة مرارا وتكرارا من خلال الحقائق الثابتة على أرض الواقع، كما تم دحضها من قبل العديد من خبراء الصحة حول العالم، وأصبح القاصي والداني يعترف بأنها هراء لا أساس له من الصحة. وفي الآونة الأخيرة ، قام السياسيون الأمريكيون بتغيير ادعاءاتهم قائلين إن انتشار الوباء العالمي راجع بالأساس إلى أن الصين لم تتحكم في الفيروس، وأن “عدم كفاءة الحكومة الصينية تسبب في معاناة جميع الدولحول العالم”.

أي منطق هذا؟ إنه منطق المؤامرة الخيالية الذي تم ذكره أعلاه! إنه منطق التنصل من المسؤولية الغير معقول والمثير للسخرية!

يريد الجميع القضاء على مرض معد جديد فاجئ من خلال ضربة واحدة، ولكن لا يمكن لأحد أن يضمن ذلك، وهذا هو المنطق السليم والمنطق الطبيعي. الأكثر من ذلك، أن فيروس كورونا المستجد هو فيروس جديد تمامًا، والجميع يجهل خصائص انتقاله وآلياته المسببة للأمراض، وليس من السهل بتاتا مكافحته ومنع انتشاره.

لقد قامت الصين بالإبلاغ عن الوباء منذ البداية، ولكن متى وأين بدأ انتشار فيروس كورونا المستجد من شخص لآخر، فإن هذا الأمر لا يزال غير معروف. لقد جعلت الصين مكافحة الوباء، الأكثر انتشارا والأوسع نطاقا والأكثر صعوبة في الوقاية منه والسيطرة عليه منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة، أولوية قصوى. وقد قام الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ شخصيا بالإشراف على عملية مكافحة الوباء ومتابعته، ودعا إلى ضرورة بذل الجهود لمكافحة الوباء والسيطرة عليه على الصعيد الوطني منذ البداية.

وقد قامت الصين بوضع سلامة حياة الناس وصحتهم الجسدية في المقام الأول، ووضع ووهان وهوبي على رأس الأولويات، وطرحت متطلبات واضحة لعدم انتشار الفيروس في الداخل ومنع تفشيه في الخارج، واتخذت بشكل حاسم سلسلة من إجراءات الوقاية والسيطرة، واستغرقت أكثر من شهر لكبح انتشار الوباء في بداية الأمر، واستغرق الأمر نحو شهرين للتحكم في عدد حالات الإصابات المحلية الجديدة ضمن أرقام مفردة، وحوالي ثلاثة أشهر لتحقيق نتائج حاسمة في حرب ووهان وحرب هوبي، وتحقيق السيطرة الفعالة على الوضع الوبائي على الصعيد الوطني.

الصين دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، ومن الصعب للغاية السيطرة على الوباء في مثل هذا الوقت القصير. وكما قالت العديد من وسائل الإعلام والشخصيات الدولية بأن “نجاح الصين في مكافحة الوباء أمر لا جدال فيه”. لقد حدت الحرب ضد الوباء في الصين من انتشار الوباء، وقطعت سلسلة انتقال الفيروس بشكل فعال، وقدمت مساهمة كبيرة وفعالة في مكافحة الوباء على الصعيد العالمي.

بعد تفشي الوباء داخل الصين، أشاد كبار الشخصيات الأمريكية بالتدابير التي اتخذتها الصين لمكافحة الوباء مرات عديدة: “الصين محترفة للغاية، وتبقي كل شيء تحت السيطرة” ؛ “تعمل الصين بجد لاحتواء الفيروس، والولايات المتحدة تقدر بشدة جهودها وشفافيتها”؛ “الصين تمارس انضباطا صارما، وستكون هذه عملية ناجحة للغاية “.

في 23 يناير، قامت الصين بإغلاق قنوات ومنافذ المغادرة من مدينة ووهان، حيث لم تكن هناك رحلات طيران تجارية من ووهان منذ 24 يناير إلى غاية 8 أبريل، ولم يغادر أي قطار ووهان طيلة هذه الفترة.

في 31 يناير، أخذت حكومة الولايات المتحدة زمام المبادرة في الإعلان عن منع قيام شركات الطيران الأمريكية الرئيسية الثلاث بتنظيم رحلات مباشرة بين الصين والولايات المتحدة. وفي 2 فبراير، تم منع المواطنين الصينيين والأجانب الذين زاروا الصين خلال الأيام الـ 14 السابقة تمامًا من دخول الولايات المتحدة.

 يبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أن دور الصين متمثل أساسا في كبح جماح الفيروس والسيطرة عليه، ومن ثم قطع روابط الطيران بين الصين والولايات المتحدة، ومن خلال وجود هذين الأمرين، يمكن للولايات المتحدة أن تستريح وتسترخي. ولكن، من الواضح أن هذا يتعارض مع الحس السليم لعلم الأوبئة، وهو تفكير بالتمني، ومن الخطر للغاية صياغة استراتيجية استجابة وفقًا لذلك.

لقد أثبتت الحقائق أن الجانب الأمريكي أضاع الحيز الزمني الذي وضعته الصين لمحاربة الوباء. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة أن التأخير في التدابير التقييدية الاجتماعية في الولايات المتحدة تسبب في حصد عشرات الآلاف من الأرواح: لو تم تنفيذ التدابير التقييدية الاجتماعية قبل أسبوع واحد، لتمكنت الولايات المتحدة من إنقاذ 36 ألف شخص إضافي؛ ولو بدأت الإجراءات التقييدية الاجتماعية قبل أسبوعين، لتمكنت الولايات المتحدة من إنقاذ 83 ٪ من المرضى الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة.

البعض في الولايات المتحدة لم يفهموا بعد: “عند اندلاع الوباء في ووهان، لماذا لم يتفشى في باقي أرجاء الصين كما تفشى حول العالم؟” إن كانوا لم يفهموا حقا، فلن يفهموا حتى ولو بينت لهم ذلك لعدة مرات. ويخشى أنهم يتعمدون عدم الفهم، ويسألون وهو يعلمون الإجابة.

إن جهود الصين لمكافحة الوباء ليست مجرد كلام، بل هي إجراءات صارمة من قبل الدولة بأكملها، فهي “إغلاق” مدينة ووهان التي يبلغ عدد سكانها عشرات الملايين، و”إغلاق” مقاطعة هوبي التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 60 مليون نسمة. إنه دعم لعملية تعبئة شاملة وواسعة النطاق للأفراد والمواد، هو علاج مجاني مهما كان الثمن والتكاليف. هي وقاية ودفاع مشترك للمجتمع في في جميع المناطق الحضرية والريفية من البلاد. هي 1.4 مليار شخص يرتدون الكمامات طوعًا، ويغسلون الأيدي بشكل متكرر، ولا يتجمعون … هذه التدابير في نظر بعض الأمريكيين الذين لا يفهمون الصين، قد تكون أمرا لا يصدق، ولكن هذا ما حدث بالفعل في الصين. هذا هو السبب في أن الصين تمكنتمن السيطرة بشكل فعال على الوباء في ووهان وهوبي، ومنع انتشاره إلى مقاطعات أخرى في جميع أنحاء البلاد على نطاق واسع، وحتى تقليل احتمال اتنقله وتصديره على نطاق واسع في الخارج.

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، تظهر الإحصائيات الخاصة بالوباء في العديد من المقاطعات الكندية الرئيسية أن الفيروس قد دخل إلى كندا عن طريق المسافرين الأمريكيين.

وأوضحت أستراليا في منتصف مارس أن 80 ٪ من الحالات تم استيرادها من الخارج أو كانت على اتصال وثيق بالحالات المستوردة من الخارج، ومعظمها من الولايات المتحدة.

كما أوضحت أحدث نتائج الأبحاث التي أصدرتها جامعة تل أبيب في إسرائيل أن حوالي 70٪ من الحالات في البلاد مصابة بسلالات من الفيروس من الولايات المتحدة.

ووجدت دراسة أجراها معهد باستور في فرنسا أن مصدر انتشار سلالة الفيروس في فرنسا غير معروف. كما لم تأت أي من الحالات المستوردة في روسيا من الصين. كما أن أقل من 1/10 من الحالات المستوردة في سنغافورة من الصين.

وذكر المعهد الوطني للأمراض المعدية في اليابان أن الوباء المنتشر في اليابان بعد مارس لم يكن مصدره الصين.

إضافة إلى ذلك، وبعد البحث في سلالات الفيروس التي تحملها حالات مختلفة، توصلت معاهد البحوث المختلفة في الولايات المتحدة إلى نفس النتيجة تقريبًا: تشبه حالات الفيروس في الولايات المتحدة إلى حد كبير سلالات الفيروس التي يحملها المسافرون الأوروبيون.

إن الحقائق تثبت بشكل قاطع أن الصين حققت نجاحًا كبيرًا في مكافحة الوباء، وهذه ليست فقط مسؤولية تجاه سلامة وصحة الشعب الصيني، ولكنها أيضًا مسؤولية تجاه الصحة العامة في العالم.

أحدث الوباء منافسة بين الجميع حول قدر تحمل المسؤولية، كما مثل اختبار اللأخلاق وللضمير.

لطالما أصرت الصين وأعطت الأولوية دائما للشعب ولحياة الشعب، وأصدرت “ورقة إجابة صينية” أشاد بها العالم خلال هذا الامتحان الكبير والصعب.

يأمل الشعب الصيني بإخلاص أن تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على كوفيد-19 في أقرب وقت ممكن، وفي الوقت نفسه، يريد الشعب الصيني إبلاغ بعض السياسيين في الولايات المتحدة بأن التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين، لن يغير الوضع السائد، بل على العكس من ذلك فسوف تكون نتائجه عكسية.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *