صحيفة الشعب اليومية أونلاين*

خلال انعقاد القمة الإستثنائية لقادة مجموعة العشرين حول فيروس كورونا المستجد، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة هامة لمكافحة هذا الوباء قال فيها: ”إن الفيروس لا حدود له، وهذا الوباء هو عدو مشترك لنا جميعا، ويجب على الدول أن تعمل معا لبناء شبكة دفاع مشتركة أكثر إحكاما للسيطرة على المرض“. في الأيام الأخيرة تزايدت الأصوات داخل المجتمع الدولي من أجل تضافر الجهود من قبل جميع البلدان للإتحاد والعمل المشترك ضد هذا الوباء. إن التنفيذ الفعال لعمليات المكافحة والسيطرة الدولية المشتركة لا يمثل مكافحة الوباء على المستوى الوطني فحسب، ولكنه يمثل أيضا استجابة على المستويين الإقليمي والعالمي، ما يساعد على حشد الحكمة والقوة العالمية ويعزز الثقة العالمية للتغلب على هذا الوباء في أقرب وقت ممكن.

وفيما يتعلق بعمليات مكافحة فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، فإن للصين تجربة ثرية ومقنعة. تعتقد منظمة الصحة العالمية بأن الصين قد تبنت خطة ”الإستراتيجية المشتركة للحكومة والشعب“، والتي غيرت المنحى المتصاعد لتفشي هذا الوباء المميت. وهذا ما يؤكده بحث حديث نشرته مجلة ”العلوم“ على صفحتها على الإنترنت. وأشار تقرير بحثي أجراه باحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين إلى أن إجراءات مكافحة المرض والسيطرة عليه في الصين قد نجحت في كسر سلسلة تفشي العدوى للفيروس، ومنعت الإتصال بين مصادر العدوى والأشخاص المعرضين للإصابة مما تسبب في نجاة مئات الآلاف من الأشخاص كادوا أن يتعرضوا للإصابة. وهذا التقرير مبني على نتائج عملية ترى فيه منظمة الصحة العالمية بأن العالم كله يجب أن يتعلم من الخبرة الصينية في عمليات المكافحة المشتركة والسيطرة على الفيروس.

إن العمل على تكاتف الجهود والسيطرة الدولية المشتركة هو طلب حتمي لكبح التفشي السريع لفيروس كورنا المستجد، كما أنه العامل الحاسم للفوز في هذه الحرب والتغلب على هذا الوباء الذي بات يهدد البشرية جمعاء والتي يجب عليها أن تتحد لسحقه والتخلص منه. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس جميع الدول إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتعامل بحزم مع هذه الجائحة في أسرع وقت، كما دعا مجموعة العشرين إلى مزيد التعاضد فيما بينها واتخاذ تدابير إضافية. كما أوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أنه من أجل تعزيز إجراءات المكافحة المشتركة والسيطرة على هذا الفيروس على الصعيد العالمي، بات من الضروري وبشكل خاص تعزيز عمليات التنسيق والتعاون بين المنظمات الدولية والإقليمية. بينما قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أزيفيدو “لن يذكرنا التاريخ بلطف إذا لم نتمكن من العمل معا”.

يتطلب تنفيذ عمليات المكافحة والمراقبة الدولية المشتركة من الدول تعزيز التبادل والتعاون المكثف. وتشمل هذه العمليات مكافحة الوباء من جميع الجوانب سواء الإبلاغ عن كافة المعلومات المتعلقة بالفيروس أو تبادل الخبرات في مجال المكافحة والسيطرة عليه والتشخيص والعلاج والبحث العلمي والأدوية واللقاحات أو المراقبة في الموانئ الحدودية والحفاظ على التجارة السلسة واستقرار سلسلة التوريد الصناعية العالمية. كما تحتاج جميع البلدان إلى الإتصال الفعال والتنسيق الجيد. وفي هذا السياق، اقترحت الصين إنشاء آلية إقليمية للإتصال في حالات الطوارئ للصحة العامة والتي ستساعد على تحسين سرعة الإستجابة لهذه الحالات. وفي بيان قادة مجموعة العشرين الذي عقد مؤخرا حول فيروس كورنا المستجد، التزمت جميع الأطراف بإنشاء جبهة موحدة للإستجابة لخطر تفشي الوباء بروح من التضامن واتخاذ إجراءات عالمية شفافة وقوية ومنسقة وواسعة النطاق وقائمة على كل ما هو علمي للتحرك في الإتجاه الصحيح.

كانت الصين ولا زالت دولة ناشطة ومسؤولة إلى أقصى الحدود فيما يتعلق بعمليات تعزيز الكفاح والسيطرة الدوليين. كما أنها قامت بنشر التسلسل الجيني لفيروس كورونا وغيرها من المعلومات منذ البداية، وقامت بإعلام منظمة الصحة العالمية والبلدان ذات الصلة فيما يتعلق بكافة المعلومات حول الفيروس في حينه، وتقاسمت تجربتها في عمليات المكافحة مع كافة البلدان وشاركت بنشاط في الأبحاث المشتركة المتعلقة بإنتاج الأدوية وتطوير اللقاحات المناسبة، كما قدمت المساعدات الطبية اللازمة في حدود قدراتها إلى العديد من البلدان. وقد أنشأت الصين أيضا مركزا للمعرفة عبر الإنترنت يتعلق بسبل مكافحة الوباء والسيطرة عليه شرحت فيه تجربتها والمبادئ التوجيهية التقنية والمعلومات حول التشخيص والعلاج وكافة المعلومات الأخرى ذات الصلة. وسواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو العالمي فإن الصين تلتزم دائما بمبدإ التعاون الدولي بروح عالية وبمسؤولية كبيرة، كما أنها تعمل بنشاط على تعزيز عمليات المكافحة والسيطرة المشتركة الدولية، وأوفت بوعودها وتحملت مسؤولياتها المتعلقة بصحة ورفاهية شعوب العالم.

حاليا مازالت تخيم ظلال قاتمة على الإنتشار العالمي لهذا الوباء، وهذه هي المعركة الحاسمة للدفاع عن حياة الإنسان. لذلك يجب على البلدان أن تعمل معا لبناء شبكة دفاعية مشتركة أكثر إحكاما، كما يجب عليها أيضا تسريع وتيرة الأبحاث العلمية الطبية في مجال اللقاحات والإختبارات وأن تسعى جاهدة لتحقيق نتائج مذهلة تفيد البشرية جمعاء في أسرع وقت ممكن.