CGTN العربية/

تراجعت التجارة العالمية بشكل حاد هذا العام متأثرة بوباء كوفيد-19، ولكن لا يزال الأداء العام للتجارة الخارجية للصين أفضل من توقعات السوق وأفضل من الاقتصادات العالمية الرئيسية. تشير البيانات إلى أن صادرات التجارة الخارجية للصين قد حافظت على زخم النمو لأربعة أشهر متتالية، وحققت نموا مزدوج الرقم لأول مرة في يوليو، أما الواردات، فحافظت على النمو لمدة شهرين متتاليين. هذا ليس أمرا سهلا في ظل الركود العميق للاقتصاد العالمي وانخفاض طلب السوق، والذي يظهر بشكل كامل المرونة القوية للاقتصاد الصيني.

قال محلل بالبنك التجاري الهولندي في تقرير إنه مقارنة بشهر يونيو، تحسنت صادرات الصين في يوليو بشكل عام، ليس فقط للإمدادات الطبية، ولكن أيضا للمنتجات الإلكترونية والسيارات والملابس. ويرى محلل في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البريطانية للبحوث الاقتصادية، أنه في ظل سياسات التحفيز الحكومية ذات الصلة، سيستمر الاقتصاد الصيني في التعافي في الأشهر القليلة المقبلة، مما سيدعم مواصلة ارتفاع الواردات، بينما سيستمر استئناف الصادرات بعد تباطؤ وضع الوباء العالمي.

يعتبر التحسين المستمر لواردات وصادرات الصين فائدة كبيرة لاستقرار السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية. وفقا لتقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي، تعد الصين أكبر مصدر للواردات لـ65 دولة وأكبر وجهة تصدير لـ33 دولة. اجتذب معرض كانتون الـ127 الذي أقيم في يونيو من هذا العام مشترين من الخارج من 217 دولة ومنطقة للتسجيل والتفاوض في “السحابة”، مما يشير إلى أن استقرار التجارة الخارجية للصين له أهمية كبيرة بالنسبة للعالم.

في النصف الثاني من هذا العام، سيظهر تأثير الانكماش الاقتصادي العالمي على الطلب، وما زالت السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد تواجه مقاومة كبيرة. ما هي الخطوة التالية بالنسبة للصين لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية؟ في هذا الصدد، أشار مسؤول في وزارة التجارة الصينية خلال المقابلة مع مجموعة الصين للإعلام مؤخرا إلى تنفيذ سياسات المالية والضرائب والتأمين ومساعدة الشركات على دخول الأسواق الدولية وتوسيع التجارة الإلكترونية عبر الحدود والاستعداد الجيد للدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للاستيراد وما إلى ذلك. وكشف مسؤول في الإدارة العامة للجمارك الصينية خلال المقابلة أنها ستقلص وقت التخليص الجمركي وستواصل تعزيز سلسلة من الإجراءات الجديدة مثل إرجاع البضائع للتجارة الإلكترونية عبر الحدود والإشراف على الصادرات.

والجدير بالذكر أن مجلس الدولة الصيني طرح 15 تدبيرا سياسيا لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، مما وفر المزيد من الدعم والضمان لشركات التجارة الخارجية.

في ظل الوضع الوبائي العالمي المعقد، اتخذت الصين سلسلة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية وحققت نتائج ملحوظة وتلك لا تسهم في التشغيل المستقر للسلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية فحسب، بل تضخ قوة جديدة في تحقيق انتعاش الاقتصاد العالمي الذي تضرر بشدة.