وأكد رئيس اتحاد الشباب للتطوع, حسين حني, في تصريح لوأج, أن اشراك الشباب في الحياة العامة يعد “أحد أشكال الديمقراطية التشاركية”, مبرزا أن تفعيل المشاركة الشبابية في مختلف المجالات, سيما في البحث العلمي أو السياسي أو الاجتماعي أو في اعداد السياسات الموجهة للشباب, يكتسي “درجة كبيرة من الأهمية”.
ومن هذا المنظور, أشار ذات المتحدث الى أن المشاركة الشبابية تعد “وسيلة حقيقية لتعبئة طاقات الأجيال الصاعدة” للمساهمة بصفة حقيقية في التنمية المستدامة على المستويين الوطني والمحلي.
وبدورها, اعتبرت رئيسة جمعية “حورية” للمرأة الجزائرية, عتيقة حريشان, أن المشاركة النسائية في الحياة السياسية أصبحت “مكسبا أساسيا” يفعل دورها في ترقية المجتمع على جميع الأصعدة و يعزز مساهمتها في مختلف مجالات التنمية الشاملة.
وأشارت ذات المتحدثة الى أن الجزائر من الدول التي أكدت على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وكرست كل الوسائل والآليات لازالة العقبات لتمكين مشاركة الجميع في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وأكدت على عدم التمييز بين المواطنين على أساس الجنس.
وذكرت نفس المسؤولة بما جاء به التعديل الدستوري الأخير حول مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في العديد من مواده, وذلك في الحقوق والواجبات, من خلال المساواة في التعليم والعمل, وتساوي الجميع في تقلد المهام والوظائف وحق الانتخاب والترشح, وتمكين المرأة من مواقع متقدمة في التمثيل النيابي.
وبنفس المناسبة, نوهت السيدة حريشان بالتوجيهات الرامية الى تشجيع التمثيل النسوي في القوائم الانتخابية بالمناصفة الذي جاء ليثمن جهود الدولة في مجال ترقية حقوق المرأة واعترافا بمجهوداتها في المساهمة في تنمية المجتمع ومشاركتها في عجلة التنمية, مضيفة أن تفعيل مشاركة المرأة في الحياة السياسية يعد من “أبرز مظاهر تعزيز تواجدها الحقيقي في المشهد السياسي”.
وفي سياق آخر, شددت السيدة حريشان على ضرورة وضع برامج تكوين سياسي تشرف عليه الاحزاب موجهة للشابات من أجل تأهيلهن لخوض غمار المنافسة السياسية بكل جدارة واستحقاق, مركزة على دور المجتمع المدني في تحسيس وتوعية المرأة ومرافقتها في المجال.
وكشفت ذات المتحدثة أن جمعية “حورية” ستطلق حملة تحسيسية على المستوى الوطني في الايام القليلة القادمة لحث المواطنين عموما والمرأة على وجه الخصوص على أهمية المشاركة في انتخابات 12 يونيو المقبلة, مبرزة أن الحملة ستجري عبر عديد الفضاءات والمساحات وكذا عبر مواقع الكترونية, مع الحرص على الامتثال للاجراءات الوقائية ضد كوفيد-19.
وبدوره, اعتبر رئيس المنتدى الوطني للشباب, يزيد بوطيغان, أن مسألة اشراك الشباب في الحياة السياسية في غاية الأهمية, مثمنا المجهودات الرامية الى اعطاء مكانة حقيقية للشباب, وإشراكه في مختلف المنابر المحلية والوطنية وإبراز قدرات هذه الشريحة للإسهام في بناء الجزائر الجديدة.
واعتبر مستشار أكاديمية المجتمع المدني, حجازي نبيل, تفعيل دور الشباب في الحياة السياسية “مكسبا كبيرا” لهذه الفئة من المجتمع, معربا عن أمله في أن “يتشكل أغلب أعضاء البرلمان المقبل من الشباب خاصة خريجي الجامعات” للاستفادة من أفكارهم وآرائهم وقدراتهم ومن أجل مساهمة نوعية لهذه الفئة في مسار التنمية.
وأضاف السيد حجازي أن فتح الباب على مصرعيه أمام الشباب خاصة حاملي الشهادات الجامعية لجعله عنصر فعال في ترقية المجتمع من خلال تفعيل مساهمته في الحياة السياسية يعد “مكسبا تاريخيا”, معتبرا أن دسترة مشاركة الشباب في الحياة السياسية يعتبر “تكريسا” لدور هذه الشريحة التي تعد “ثروة هامة” في بناء الوطن.
وأشاد السيد حجازي بقدرات الشباب خاصة الجامعيين حيث يكتسبون كفاءات يعول عليها في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية, خاصة أن هذه الشريحة -مثلما أضاف- “لديها مهارات في التسيير والعمل الجماعي”, سيما, الشريحة التي ساهمت في العمل الميداني الجمعوي.
للاشارة فان توزيع المترشحين عبر الولايات حسب المستوى التعليمي, الذي كشفت عنه السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات, يشير الى أن 76 بالمئة من مجموع المترشحين, الذي بلغ عددهم 24.214 مترشح, لهم مستوى جامعي.
كما تشير ذات المعطيات إلى أن هناك ولايات أين يمثل المترشحون ذوي المستوى الجامعي أكثر من 80 بالمائة على غرار باتنة (85 بالمائة) وتبسة (83 بالمائة) والجزائر العاصمة (82 بالمائة) وغرداية (85 بالمائة) وأم البواقي (81 بالمائة) وعين تيموشنت (81 بالمائة) وعنابة (82 بالمائة).
يذكر أن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, كان قد قدم توجيهات تتمثل سيما في “مراجعة شرط سن ترشح الشباب ورفع حصته في الترشيحات ضمن القوائم الانتخابية إلى النصف بدل الثلث”, و”رفع حصة الشباب الجامعي إلى الثلث ضمن القوائم الانتخابية دعما للكفاءات الوطنية وخريجي الجامعات في كل ربوع الوطن” و”تشجيع التمثيل النسوي في القوائم الانتخابية, بالمناصفة والمساواة لإلغاء نظام المحاصصة”.