CGTN العربية/
وفقا للبيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، فحتى الساعة السادسة من مساء يوم الـ9 من يوليو الجاري بتوقيت بكين، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة لفيروس كورونا الجديد عالميا 12 مليونا، وأكثر من 550 ألف حالة وفاة.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مرة أخرى في مؤتمر صحفي أن الوباء الحالي لم يصل إلى ذروته بعد ولا يمكن الاستخفاف به.
فمعدل انتشار الوباء عالميا لا يزال في ارتفاع، وعاد الوضع الوبائي في الولايات المتحدة للتفاقم مرة أخرى بشكل متسارع. وفقا للتقارير الصادرة عن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في الـ6 من يوليو، وتجاوز عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 3 ملايين حالة، وتزايدت أعداد الإصابات الجديدة في 37 ولاية على الأقل في يوم واحد، من بينها، 16 ولاية تجاوزت معدل أعداد الحالات التي تم تسجيلها بها من قبل.
ومع ذلك، لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصر على رفع الحظر، فقد صرح علنا في عدة مناسبات أن الولايات المتحدة أصبحت الآن في “وضع جيد”، وفي الوقت نفسه يستمر في الضغط على الولايات لاستئناف العمل والإنتاج بشكل كامل.
بالإضافة إلى ذلك، يغرد على تويتر تغريدة تلو الأخرى، مصرحا بأن معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة هو الأدنى في العالم، ويؤكد مرارا وتكرارا أن انخفاض معدل الوفيات يدل على فعالية تدابير الاستجابة الحكومية. ومن أجل تحويل شكوك المواطن الأمريكي، يحاول تشويه سمعة الصين ويصف فيروس كورونا الجديد بشكل متكرر بالـ “الفيروس الصيني”.
ردا على قول ترامب، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي إنه لا يجب الحديث عن معدل الوفيات “المنخفض” لرفع معدل الرضى العام، وذكّر ترامب بأنه لن يسمح لنفسه بالوقوع في فخ الرضى عن الذات.
ليس فقط الشعب الأمريكي هو من لديه شكوك، فوسائل الإعلام الأمريكية باتت تعارض تلك التصريحات بشدة. استخدمت شبكة “سي إن إن” بيانات صادرة عن جامعة جونز هوبكنز لتدحض تصريحات ترامب، توضح تلك البيانات أن معدل الوفيات لـ14 دولة أقل من مثيله في الولايات المتحدة.
في الوقت الحاضر، أعلنت العديد من الولايات توقف أو تباطؤ إعادة تشغيل الخطط الاقتصادية وتشديد القيود مرة أخرى. بالنظر إلى أنه لا يوجد أمل في استئناف العمل والإنتاج في الولايات المتحدة على المدى القصير، حاول ترامب تشتيت المواطن الأمريكي، طلب من الكليات والجامعات استئناف الدراسة في الخريف، كما انتقد المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وقال إن المبادئ التوجيهية لإعادة فتح المدارس “صارمة ومكلفة” و”غير واقعية”.
حتى أنه هدد بأنه سيقطع التمويل الفيدرالي للمدارس التي لا تنوي في إعادة فتح أبوابها.
على الرغم من رغبة ترامب الملحة في استئناف الدراسة في الكليات والجامعات، لكن ما إذا كان “التهديد” فعالا أم لا، فهذا أمر لا يمكنه أن يقرره من تلقاء نفسه.
ردا على ضغوط ترامب، قال حاكم نيويورك أندرو كومو يوم الأربعاء إن إعادة فتح المدارس قرار يرجع إلى حكومات الولايات، وليس الرئيس.
ومن المفارقات، أنه بينما يدعو ترامب إلى الاستئناف المبكر للدراسة، يرفض استقبال الطلاب الوافدين من الخارج.
إن تعقيد إجراءات الحصول على تأشيرة للطلاب الوافدين يضع أمامه الكثير من العقبات: إذا بدأوا بحضور المحاضرات في الجامعات، فقد تكون هناك مخاطر صحية؛ إذا قاموا بمتابعة دروسهم عبر الإنترنت فقط، سيتم ترحيلهم.
تسببت هذه السياسات في استياء شديد في العديد من الجامعات الأمريكية. وفي الـ8 من يوليو الجاري، رفعت جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دعاوى قضائية ضد سياسات الحكومة الأمريكية، قائلة إن الحكومة تجاهلت جهود الجامعة لضمان صحة الطلاب والأساتذة.