Wednesday 20th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

تايوان..!

منذ 3 سنوات في 15/مارس/2022

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

تايوان..!

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح

 

 تكاثرت الأسئلة التي يُرسلها إلي القاصي والداني بما يخص الوضع في جزيرة تايوان، وما حولها تاريخياً وراهناً اتصالاً بالحرب الحالية المندلعة على الأراضي الأوكرانية، ورغبة أو عدم رغبة الصين، كما في سؤال تم توجيهه إلي، “باحتمال” ضم تايوان بالقوة للبَرِّ الصيني، توظيفاً لقدرات الصين الجبارة، وفي مواجهة حرب التحالف الدولي على روسيا حالياً، واحتمالية تهديد الغرب للحليف الروسي للصين بالنووي والسلاح الكيماوي والبيولوجي.

 شخصياً، لا أرى أن تايوان الصغيرة مساحةً والمحدودة الإمكانات – دون الالتفات لتحالفها مع واشنطن ودول أخرى في انعكاس لخصومتها مع جمهورية الصين الشعبية – يمكنها أن تُشكِّل أي تهديد للصين العملاقة والضخمة بمساحتها وعدد سكانها ومكانتها الفلكية في كل الحقول، وتقدمها العلمي ونفاذها العسكري، وثبات عقيدتها الدفاعية التي لا تجرؤ أي دولة على مَسِّها مَسَاسَاً حتى.

 لكن، وبالرغم من كل ذلك، يَحق للصين، وهو حق قانوني، اعتبار جزيرة تايوان “الجزء من الكل” الذي هو الأرض الصينية الواسعة، فقد سبق للصين توقيع تفاهمات بهذا الصدد مع واشنطن، وغيرها من العواصم والجهات، لتأكيد حقوقها القانونية والتاريخية والجيوسياسية في تايوان، وأيضاً في جوار تايوان البحري الإقليمي. وعلى أساس تلك التسويات والتوافقات تم إقامة الصِّلات الدبلوماسية ما بين الصين وتلك الدول وتفاعلها، استناداً إلى اعترافها بأحقية الصين في ترابها كاملاً. 

 برغم انفصال تايوان إدارياً وسياسياً عن الصين الأم، إلا أنها أبقت على طبيعتها وقسماتها وتقاليدها الصينية، وبقَطْع النَّظر عن الاحتلال الأجنبي الذي تعرَّضت إليه من اليابان، وبعدها التأثيرات الغربية والغزو الأمريكي العسكري لها في عام 1954، بتوقيع ما يُسمَّى “معاهدة الدفاع المشترك” بين الأمريكان والكومينتانغ الفارين من البر الصيني إلى الجزيرة، بعد انتهاء حقبة الحرب الكورية (1950-1953)، عمل التايوانيون على تطوير ثقافتهم الصينية العميقة واستحضارها في يومياتهم، بغض النظر عن انفصالها عن البر الصيني، فالشعب الصيني لم يُقر هذا الانفصال ولم يُباركه، وهو يُحافظ إلى يومنا هذا على صينيته، وهذه الوطنية الصينية تُحفظ لجميع الصينيين بنور ونار على كل صعيد، وتَتَمَثَّلُ بِنَموذَجها الأَعْلَى هذا شعوب كوكبنا. 

 يقع البعض في حُفرة عميقة بتفسيرهم أن الحرب الدائرة حالياً بين روسيا وأوكرانيا، إنما هي “فرصة ذهبية للصين لاستعادة تايوان بالقوة”. ويذهب مَن يحملون في جِعابهم نظرة الصراع إلى أن “تخلي واشنطن والعواصم الغربية عن أوكرانيا سيدفع بالصين لاستخدام القوة مع تايوان الصغيرة”! أعتقد أن هذه نظرة قاصرة لا تُدرك حقيقة السياسة الصينية التي تنتظر دمج تايوان بالصين سلماً وبهدوء وبرغبة غالبية مواطنيها، بعيداً عن النزاعات داخل الأمة الصينية التي تُفاخر على امتداد تاريخها الطويل بالوَحدة الجهوية التكوينية والسياسية. ولنا اليوم أن نستعيد المِثال الصيني السلمي في استعادة الصين لأرضها في هونغ كونغ، دون استخدام أي سلاح عدا سلاح المفاوضات مع بريطانيا التي لم تعد عُظمى منذ عهد بعيد، ودون لجوء بكين إلى توظيف أي شكل من أشكال القوة، إذ تم تسوية “مسألة هونغ كونغ” سلماً مع لندن، ليعود كل صيني بروحه وأحاسيسه وكيانه الفيزيائي إلى البر الصيني، متمتعاً بالتواصل اليومي مع عشيرته وأهله وأصدقائه، ومُمَارساً مهنة المتاجرة، والتي غالباً ما تدر هذه على أصحابها والمشتغلين الصينيين بالبيع والشراء مبالغ وفيرة، لا تتأتى سوى من خلال أجواء الاستقرار المحلي، وانفتاح قنوات الترابط المُثمر مع بلدان الدنيا، وتعظيم المنافع والمكاسب المتبادلة. وللحديث بقية تأتي.

*متخصص في الشؤون الصينية.

** ملاحظة المحرر: أعيد نشر المقالة على موقع القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين المركزي، تاليا رابط المقالة:

https://arabic.cgtn.com/n/BfJIA-cA-EAA/HJFIIA/index.html

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *