صحيفة الدستور الاردنية /
الاكاديمي مروان سوداح
يومياً تُحيى أذربيجان العزيزة وشعبها الشقيق (مأساة مدينة خوجالي)، التي تُعتَبر واحدة من أبشع المجازر بحق الإنسانية، إذ لم يَرتكب أحد خطيئةً نظيرها عبر التاريخ الحديث سوى قطعان النازية والفاشية ومَن لفَّ لفها.
(بكائية خوجالي) التي نَشرت (الدستور) مؤخراً صفحة كاملة للتعريف بها، بقلم السيد (راسم رضاييف)، سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة، تُكتب كل يوم بدموع الأذربيجانيين شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، يَجتمعون في بكائيات في المدن والقرى والنواحي، لاستعادة ذكرياتهم الأليمة عن أقربائهم وأحبائهم من الشهداء والجرحى، مِمَن استهدفوا أرمينياً. في تلك المأساة – المَلهاة المُقترفَة بحِراب العدوانيين، كانت مَجزرة همجية رجعية ورعناء، أُريقت فيها شلالات من دماء الأذربيجانيين الطاهرة- الشعب الضاربة جذور حضارته في أعماق التاريخ الآسيوي والعالمي- وعلى امتداد الجغرافيا وفضاءات الأنسان. لقد اقتُرفَت المَذبحة على مرأى ومَسمع العَالم المُتحضّر الذي لم يَهرع حينها؛
وللأسف الشديد؛ إلى مُقاضاة القتلة الذين بقروا بطون النساء الحوامل، وأخرجوا قلوب المدنيين من أجواف صدورهم، ولم يَنتصر للشهداء المُسَالمين العُزّل إلا قرارات مجلس الأمن، ذوات الأرقام (822، 853، 874، و884)، والتي طالبت بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأرمينية من أراضي الأذربيجانيين، وهي تدين باسم المجتمع الدولي دولة أرمينيا المُنقلِبة على جارتها، عابثة بها وببكائيتها المتواصلة برغم انطواء الأزمان، فصفحات هذه المَرثية باقية أبداً في عقول ومشاعر الأجيال الأذربيجانية والعالمية، التي تَعي تماماً مَعنى السّحل طَعناً في الظهر، إذ يَستحيل على أذربيجان المَطعونة الوثوق بدولة أرمينيا وادّعاءاتها بالمَدنية والتمدّن، الحضارة والتحضّر.
في بعض التفاصيل، اقترفت العسكرتاريا وميلشيات أرمينيا، ابتداءً من يوم25 فبراير/شباط1992، جرائم في (خوجالي). حينها تكشّف للعَالم صِلة القتلة برُعَاع القروسطية والنظام المشاعي البدائي، حين كان البدائي يَقتل الآخر ليأكله ويَسطو على طعامه وشرابه. ولذا، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين(أواخر فبراير/شباط الماضي)، أن (مذبحة خوجالي) هي احتلال أرمينيا غير القانوني للأراضي الأذربيجانية، وذكّر الدكتور العثيمين بالبيان الختامي للدورة(12) لمؤتمر القمة الإسلامية بالقاهرة(2013)، والتي اعتَبرت الأعمال المُرتكبة ضد الأذربيجانيين بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وعملاً من أعمال الإبادة الجماعية.
كذلك، رداً على الجريمة وعدوان أرمينيا على أذربيجان واحتلال نحو(20)بالمئة من أراضيها، ضمنها إقليم «قره باغ»، أوضحت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في قرارها الصادر بتاريخ22 أبريل/نيسان2010، أن الأحداث التي شهدتها (خوجالي)، (تعادل جرائم الحرب)، أو (الجرائم ضد الإنسانية). فباحتلال (خوجالي) تسبّبت أرمينيا في تهجير نحو مليون أذربيجاني من أراضيهم ومدنهم، وقتل(613) مواطنًا أذربيجانيًا، بينهم(106) إمرأة، و(70)عجوزاً، و(63)طفلًا، وأسرت القوات الأرمينية ألفًا و(275)أذربيجانيًا، (150)منهم في عداد المفقودين للآن، فيما اختفت(8) عائلات بالكامل خلال المذبحة، وفَقَدَ(25) طفلاً كلا والديهما، فيما فَقَدَ (130)طفلاً أحد والديهم، وبلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالدولة الأذربيجانية بسبب الاحتلال الأرميني (200) بليون دولار.
وهكذا، تتواصل بُكائية (خوجالي) بلا وِداعٍ، تذكيراً بالعدالة والشعوب المُعتَدى عليها.
*كاتب وصحفي أردني
ششششششكرا ألف شششكر اخي ورفيقي وصديقي العزيز جدا استاذ خليل لنباهتكم ومتابعاتكم الليلية والفجرية للمقالات ونشرها دون تعب ولا كلل أو ملل.. بارك الله وشدد عزائمك ونقلك إلى مراتب المجد والعزة والفخار.. شكرا أيها السايوزنيك والتفاريش المخلص والبريداني…