شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
يتضح للمتابع النابه، نجاح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بقهر فيروس كورونا، إتِّباعاً للطرق العصرية، والعلوم التقدمية، إذ كانت هذه البلاد من أوائل الأقطار التي قهرت هذا الوباء، وتأكد بالتالي نجاعة خبراتها على أرض الواقع اليومي، نظراً لصرامة القوانين والروافع التوعوية المُلزمة للكبار والصغار، وتوظيف المكافحة في كل مواقع الأعمال والدراسة، والمؤسسات والمصانع، وملاحقة الفيروس في كل المناطق التي تم تطهيرها بتقنيات عصرية هي الأنجع، وهو ما أفضى لتكنيس هذا الوباء من كوريا، عِلماً أن انتشاره كان أساساً من خلال تصديره وتهريبه السري والخبيث إلى الداخل الكوري، بطرق عدوانية وبشعة من دول أخرى قريبة منها.
اليوم تتألق بيونغيانع في صورة العاصمة الأنظف في الكون بعيداً عن مختلف الأوساخ والأوبئة والجراثيم والفيروسات، ارتكازاً إلى جهودها الحثيثة لتوظيف الخطط والجهود الصحية التي وضعت الحد النهائي الفاصل لتسللٍ مُبرمج خارجياً من عواصم غير صديقة. نجحت بيونغيانغ في تحقيق هدف النضال: مكافحة الأمراض المعدية الطارئة، التي هدف مرسلوها تحويل أراضي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى مزرعة فيروسية، لكن حزب العمل الكوري والحكومة الكورية بقيادة الرفيق النابه كيم جونع وون، قصموا ظهر كورونا في أقصر وقت، ووفروا الظروف الأنسب لمنع تكرار انتشاره داخل البلاد.
في بيان كوري شمالي رسمي، نُشر في آب الحالي2022، وزعته باسمها سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بدمشق، بحث المشاركون في “الاجتماع الوطني” أعمال مكافحة “الأمراض المعدية الطارئة”، والمجزات والخبرات المكتسبة لتكريس وتثبيت الوضع الصحي في كوريا بعد أزمة كوفيد/19 المُنتهية، ومنع تكرارها، ولتحويل أراضي كوريا الديمقراطية لمنطقة خالية من الفيروس الخبيث للأبد. وبموازاة ذلك، تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في قنوات دخول فيروس “أوميكرون ستيلث” المعدل “BA.2″، الذي ظهر فجأة وانتشر مؤخراً بسرعة في البلاد. لكن الأمر لَم يَتَعدَّ وقتاً قصيراً حتى تم الكشف عن أن منطقة “ايبوري” بقضاء “كومكانغ” في “محافظة كانغوون” المتأخمة للخط الفاصل العسكري مع جنوب كوريا، هي المُمرِضة الأولى والمَتسببة في حدوث الجائحة، وفي الوقت نفسه تم التأكد من أن ظهور أعراض ارتفاع الحرارة عند بعض المواطنين في شمال كوريا، إنما هو ناتج عن أمراض، إذ خلص تقرير “اللجنة الشاملة لتقصي الحقائق”، إلى أن “عوامل ذلك هو دخول الفيروس لمنطقة ايبوري الشمالية الكورية، ذلك أن جندياً يبلغ من العمر18 سنة، وطفلاً في سن الخامسة لمسا البضائع والمنشورات المُلوَّثة بالفيروس الواردة بمناطيد جوية قادمة من جنوب كوريا، وهي بالذات التي نَشرت الفيروسات في شمال كوريا، وحصراً في منطقة جغرافية محددة ومُحيط ثكنة عسكرية وقرية شمالية. وبذلك، تم خرق حُرمة أجواء وسيادة كوريا الديمقراطية بسابق إصرار وترصد من ناحية جنوب كوريا.
هذه الحقائق وغيرها كشفت عن أن قناة دخول الفيروس الوحيدة التي لم تكن موضع السيطرة في كوريا، وهي ليست سوى بضائع نشرتها “المناطيد” القادمة من جنوب كوريا، وقد حمَّلت الهيئة الوطنية الطارئة لقيادة مكافحة المرض لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية جنوب كوريا “العواقب الوخيمة التي قد تتسبب جراء ذلك”، لا سيّما وأن بيونغيانغ “وصلت إلى النتائج الموضوعية والحقائق العلمية خلال تحقيقاتها بعد مراجعات كثيرة”، ومن خلال التعاون مع الجهات المعنية، إذ تأكد دخول الفيروس “عبر ألبسة تم توريدها من جنوب كوريا، وعليه تم اتخاذ خطوات لاختبار وتعقيم بضائع يتم توريدها من هناك، وتم كذلك فضح مَن يٌسمّون أنفسهم بِ”الهاربين من الشمال”، فقد أصروا على ضرورة إدخال كوفيد/19 إلى شمال كوريا، وعملوا على تسيير مئات آلاف المنشورات والبضائع المفيرسة إلى داخل شمال كوريا، عبر نحو 30 منطاداً كبيراً مابين شهري نيسان وحزيران، وبتسهيلات نشرها في أجواء شمال كوريا من جانب سلطة جنوب كوريا.
وفي هذا الصدد أعلنت السلطات المختصة في بيونغ يانغ للعالم، رغم توافر هذه الحقائق “تصر سلطة جنوب كوريا على “عدم احتمال” انتقال عدوى الفيروس عبر البضائع المنقولة بالمناطيد للشمال فحسب، بل ويذهبون إلى منافاة الحقيقة مدعين اتخاذ الشمال ذريعة لِ”استفزاز” جنوب كوريا، وهم بذلك كما المَثل المأثور القائل: “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، وفي الوقت نفسه يشجعون التخريبيين الفارين من الشمال على استمرار نقل المنشورات والبضائع الملوِثة للشمال. ولهذا، أعلنت القيادة الكورية الديمقراطية تصريحها الخطير التالي: “دخلت العلاقات بين شمال وجنوب كوريا مرحلة المواجهة الأشد خطورة، جرّاء جرائم سلطة كوريا الجنوبية التي تدَّعي بـ”الحوار” و”التعاون” علناً، ولكنها “تلجأ إلى الجرائم ضد الإنسانية تجاه بني الأمة الكورية الواحدة”.