وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)/
د. تمارا برو*
أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة تعزية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون على خلفية الانفجار الهائل الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرا، قائلا إنه تلقى نبأ وقوع الانفجار الضخم بصدمة بالغة، معبرا عن خالص التعازي بالنيابة عن الصين حكومة وشعباً إلى الضحايا وذويهم.
وهزّ انفجار ضخم مرفأ بيروت، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 150 شخصاً وآلاف الجرحى وخلّف دماراً هائلاً في عدد من المناطق في بيروت. وعلى إثر ذلك أُعلنت بيروت مدينة منكوبة وناشد لبنان الدول تقديم المساعدات جراء ذلك، فسارعت دول العالم إلى إرسال المساعدات الطبية والغذائية، وأضيئت معالم بعض الدول بالعلم اللبناني تضامناً مع لبنان والشعب اللبناني.
كان لبنان يعاني من مأزق اقتصادي. وجاء انتشار وباء فيروس كورونا المستجد وإغلاق البلد لعدة أشهر ليزيد الطين بلّة ويسرّع أكثر في تراجع الاقتصاد والانخفاض الحاد في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، حتى يتلقى مؤخراً ضربة موجعة بانفجار مرفأ بيروت عصب الاقتصاد اللبناني والذي تأتي أكثر من 85 في المائة من واردات لبنان عبره، ويعتبر أحد أهم الموانئ في الشرق الأوسط.
وعندما كان لبنان يعاني اقتصادياً، وفي ظل غياب الدعم الخارجي وتعثر المباحثات مع صندوق النقد الدولي، لم تقف الصين موقف المتفرج، بل عرضت تقديم المساعدات، حيث اجتمع السفير الصيني لدى لبنان وانغ كه جيان مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب في شهر يوليو الماضي وأعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدات في مختلف المجالات، بما فيها الكهرباء والبنية التحتية وشبكة السكك الحديدية والنفايات، وأخذت اللقاءات والاجتماعات تعقد لهذه الغاية وبدأ الحديث عن التوجه شرقاً.
وبعد حدوث الانفجار، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين أن الصين مستعدة لتقديم المساعدة للبنان وتحقيق التنمية الوطنية. كما أعلن المتحدث باسم الوكالة الوطنية الصينية للتعاون الإنمائي الدولي أن الحكومة الصينية ستقدم مساعدة إنسانية عاجلة للحكومة اللبنانية.
ومن أجل استغلال الوقت لحين وصول المساعدات نظراً لبعد المسافة بين البلدين، وكتعبير عن تضامن الشعب الصيني مع الشعب اللبناني، تبرعت بعض الجمعيات الصينية والصينيين في كل من لبنان والصين بمواد طبية للشعب اللبناني.
كما قامت الدفعة الـ18 لقوات حفظ السلام الصينية المتواجدة في جنوبي لبنان بإرسال فريق طارئ مؤلف من أفراد طبيين إلى بيروت حاملين معهم إمدادات طبية.
ولم يقتصر الأمر على المساعدات الطبية، فقد أعلنت إحدى الشركات الصينية استعدادها لإعادة بناء مرفأ بيروت. ويذكر في هذا الإطار أن للصين تجربة في تأهيل مرافئ لبنان، ففي العام 2012 عملت شركة تشاينا هاربور الصينية على تأهيل مرفأ طرابلس في شمال لبنان ليصبح جاهزا لاستقبال كافة أنواع السفن الضخمة. وفي حديثه إلى صحيفة الديلي ستار قال رئيس غرفة الملاحة الدولية إيلي زاخور إن لبنان ليست لديه وسائل لإعادة بناء أو تشغيل ميناء بيروت وليس هناك من مانع في طلب المساعدة من الصين لإعادة بنائه.
وفي إطار آخر، أرسلت جامعة بكين رسالة تضامن إلى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب أعلنت فيها عن استعدادها لتقديم أي مساعدة ممكنة للجامعة اللبنانية.
وستزيد الكارثة التي ضربت لبنان من تفاقم مشاكله الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهو الآن في أمس الحاجة لدعم الدول والمجتمع الدولي، وقد عهدنا الصين تبادر دائماّ إلى مساعدة الدول المحتاجة، سواء اتفقت معها أم لم تتفق، وخير دليل على ذلك المساعدات التي أرسلتها إلى مختلف دول العالم بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وهي لم ولن تبخل على لبنان بتقديم الدعم على مختلف المستويات. كما أن لبنان، وفي ظل الأوضاع المأسوية والكارثة غير المسبوقة التي يمر بها سيجد الصين خير معين.