وقال السيد بوقدوم، في كلمته أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقدة اليوم الاثنين بالقاهرة، ان “القضية الفلسطينية عاشت أصعب فتراتها في المرحلة الأخيرة، ومن الضروري استعادة زمام المبادرة من أجل توفير الظروف الملائمة لإعادة بعث مسار المفاوضات على أساس مرجعيات السلم المتوافق عليها دوليا، و وفقا للوائح الأممية ومبادئ الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلم العربية”.
وأوضح السيد بوقدوم أن “حساسية المرحلة تتطلب قبل كل شيء، ترتيب البيت الداخلي، وتضافر الجهود، ووضع مصلحة القضية الفلسطينية فوق كل اعتبار، والحرص أن تكون مواقفنا منسجمة مع المصالح القومية المشتركة”.
وتابع “وإنني هنا إذ أشيد بالجهود المبذولة في سبيل الصف الفلسطيني، فإنني أحيي الإخوة في فلسطين على الخطوة الهامة المتخذة مؤخرا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية والتي نأمل أن تسهم في ترقية المصالحة و توحيد الموقف الفلسطيني”.
وأكد السيد بوقدوم أنه و “بطبيعة الحال، تأتي القضية الفلسطينية، على رأس قائمة اهتماماتنا، لما لها من مكانة في قلوبنا جميعا”، ولا يفوتني في هذا المقام، أن أذكر أن بلدي التي كان لها شرف احتضان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988، تؤكد على موقفها الثابت واللامشروط الداعم لحق الشعب الفلسطيني في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلم العربية”.
إقرأ أيضا: بوقدوم يشارك في الاجتماع الوزاري غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية بشأن فلسطين
كما ترحم السيد بوقدوم “على روح الأخ والزميل صائب عريقات، الذي فارقنا منذ أشهر قليلة، وهو الذي أفنى حياته في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق” .
وأشار الى ان “العالم العربي يمر بأزمات عدة استفحلت خطورتها وباتت تهدد وحدته وسيادته و استقلاليته”، مضيفا أن “هذا الوضع الذي لا يخفى على أحد، يتطلب منا بذل جهود صادقة لنبذ العنف وتفعيل الحلول السلمية والسياسية بما يضمن أمن وسلمة شعوبنا وبلداننا”.
واعتبر السيد بوقدوم ،ان “تحقيق هذا الهدف يتطلب أولا العمل على تحقيق رؤية مشتركة لحل هذه الأزمات، وكل التحديات التي نواجهها، وفي مرحلة ثانية، وضع آلية جماعية فعالة قادرة على التعامل مع أي متغير، بما يضمن إيجاد حلول سريعة داخل البيت العربي قبل أن تستفحل الأمور وتصعب السيطرة عليها”.
وفي هذا الإطار- يضيف السيد بوقدوم- “يجدر التذكير بموقف الجزائر المبدئي والذي دافعت عنه منذ البداية في جميع الاجتماعات العربية والدولية والرافض لأي تدويل لقضايانا العربية، كما عملت بلدي كل ما في وسعها من أجل إيجاد حلول سلمية، تحفظ الدم العربي ووحدة وسيادة الدول العربية، وعارضت كل المساعي التي تتنافى مع هذا الموقف المبدئي”.
أما فيما يتعلق بآليات العمل العربي المشترك -قال السيد صبري بوقدوم- فإن “إصلاح جامعة الدول العربية أصبح ضروريا للحفاظ على انسجام الصف العربي وصيانة الأمن القومي العربي… وفي سبيل ذلك، لا بد من إعادة النظر في هياكل ومناهج المنظومة الحالية، للتمكن من مواكبة التحولات ،وتفعيل دور منظمتنا في تحقيق السلم والاستقرار”.