شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
باسم التفاهم والازدهار:
شي جين بينغ يَدعو لبناء مجتمع المصير المشترك لآسيا والباسيفيك
بقلم/ الأكاديمي مروان سوداح: رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الأردن.
عودنا رئيس جمهورية الصين الشعبية، الرفيق شي جين بينغ على متابعة خطاباته ومداخلاته ودعواته التي تزخر بأفكار إيجابية وتقدمية عديدة، تصب في صالح البشرية جمعاء، وليس في صالح شريحة ما منها دون أخرى، ما يؤكد أن القاعدة الفكرية لِما يدعو إليه سيادته، إنما هو منظومة فكرية متكاملة، تساندها آليات تقف على أهبة الاستعداد لتنفيذها دون أي إبطاء فيما لو اتفق المجتمع الدولي برمته عليها، ليتم بالتالي تعبيد عالم جديد جُلّه المساواة بين البشر إقتصادياً وإنسانياً، مادياً ومعنوياً، بحيث لا تتغول فئة على أخرى، ولا قيادة دولة على قيادة أخرى.
الرفيق شي جين بينغ يطرح أفكاره في المصير المشترك لآسيا والباسفيك لِمَا لهذه المنطقة من ثِقل دولي وتاريخي وحضاري وثقافي، ولتمتعها بإمكانات مادية ومعنوية هائلة تؤثر بشكل حاسم على مصير البشرية. فآسيا على سبيل المِثال، قارة مفتاحية للعالم، وفيها انبثقت الحضارة وتسارع نموها لينهل العالم منها الكثير، وليكتسب نتاجات باهرة ولّدتها الفتوحات العلمية والثقافية، والحضارة الصينية – الآسيوية لخير مِثال على ذلك، فهي استمرت لحقبة طويلة من الزمن، مَنحت وأهدت وأعطت خلالها للعالم ما لم يره في ألفياته العديدة.
قبل أيام قليلة، نوّه الرئيس شي جين بينغ، خلال حضوره الاجتماع الـ27 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك)، في بكين، عبر رابط فيديوي، إلى أنه يجب على منطقة آسيا – الباسيفيك أن تأخذ افتتاح رؤية التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ لِمَا بعد 2020، كنقطة انطلاق جديدة وفتح مرحلة جديدة من التعاون بين آسيا والمحيط الهادئ، وبناء مجتمع مصير مشترك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في قراءة للمصفوفة الفكرية التي تحدث عنها الرفيق شي في (المنتدى)، ضرورة التمسك بالانفتاح والتسامح، والإصرار على الابتكار والنمو، والالتزام بالتواصل والترابط، والعمل على التعاون والفوز المشترك، ذلك أن الصين ما توقفت تتجيش بالأمل والعمل في تعظيم التعاون الدولي للتغلب على الصعوبات والجوائح والتحديات، ولتتمكن من المساهمة في تحقيق الازدهار والاستقرار والتنمية في منطقة آسيا والباسيفيك ولشعوبها، إذ أن مصير هذه المنطقة الشاسعة مرتبط بمصير العالم، لذا من الضروري الشروع لدولها توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وعبر المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى دعم راسخ للنظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، ومواصلة دفع عملية التكامل الاقتصادي الاقليمي، والسعي لإنجاز منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك في أقرب الآجال.
وفي موازاة أفكار وعقيدة الرئيس شي التعاونية – التدرجية – السلمية، نرى ونلمس أن العلاقات الدولتية لعواصم بلدان آسيا بدأت بتطبيع مساراتها الجماعية بروح وثابة ومفردات صداقة وتعاون تلاقت بسرعة، وها هي وبفضل عقلنة توجهها في مقابل أو لنقل في مواجهة متعقلة وعقلانية تواجه دعوات تنحى نحو المواجهة والحروب وقطع الطُرق الآسيوية على البعض والاستعداءات بألفاظ فاقعة؛ أخذت “رؤية أبيك بوتراجايا 2040″، التي سميت باسم مركز بوتراجايا للإدارة في ماليزيا، تتطلع بعمق للوصول إلى مصير مشترك لآسيا والباسفيك والبشرية، متلاقية مباشرة، بالتالي، مع الأفكار والأيديولوجية السلمية للتعاون الصيني، و “مبادرة الحزام والطريق” للرئيس شي جين بينغ، ومنها للقفز إلى خطوة تكريس “إقامة مجتمع آسيا – باسيفيك مفتوح وديناميكي ومرن وسلمي بحلول عام 2040، من أجل رخاء جميع الشعوب الآسيوية وأجيال آسيا الجديدة، التي تنظر بعيون فرح متآخية ألى مستقبل واحد وجماعي، بعيداً عن نهم دول أجنبية أو ملحقة بها، ترى في الحروب وسيلة لتنمية أموالها بصناعاتها الحربية المُتدثرة بروحية حربية، تسعى لتصديرها إلى آسيا قوى من وراء المحيط العالمي.
إضافة إلى ذلك، نلمس بجلاء إنسانية الرئيس شي والنظام السياسي الصيني في مساعدة العالم لمواجهة التحديات التي نتجت عن تفشي فيروس كورونا المستجد، وتتبدى لنا هنا بالذات إنسانية الرئيس شي، وعمق طرحه الفكري والسياسي، من خلال دعواته لجميع الدول لتعزيز التضامن وتعميق التعاون في مجال اللقاحات وللقضاء على الجائحة جماعياً وبجهود الجميع لأجل الجميع وخير الانسان كل إنسان، وإلى جانب ذلك، تنادي بكين إلى تسهيل تدفق الأشخاص والمواد الطبية والسلعية، للتغلب على الأزمة بجهود جماعية، ولدفع الاقتصاد نحو الانتعاش الاقتصادي والنمو المتواصل، وهو ما يَستدعي تعزيز عملية التكامل الاقتصادي الإقليمي والعالمي، وإقامة مجتمع آسيا – باسيفيك المفتوح، والحيوي، والمرن، والسلمي بحلول عام 2040، بل وقبل ذلك بهدف وقف مخططات إحباط هذا المشروع الأممي من جانب قوى خارجية استعلائية وتوسعية، والصين بزعامة الرفيق شي ستشق طريقاً عالمياً رفاقياً وأخوياً للجميع، دون أي استثناء، لجمع البشرية حول مائدة مستديرة تنشغل خلالها بأفكار تكون في صلب مصلحة الجميع بتساوٍ، ودون استعلائية أحد على أحد، وهذا بالذات هو ضمانة نجاح فكرة الرئيس شي لبناء مجتمع المصير المشترك لآسيا والباسيفيك و.. ولجميع العالم، وهو ما كانت البشرية وما تزال وستبقى تتوق إليه في إبداعات أفكارها الوضعية والدينية، وفي غيرها من العقائد التي تصب في مصلحة الانسان أي إنسان.
https://arabic.cgtn.com/n/BfJAA-CcA-FIA/EccCcA/index.html
شكرا للقناة العربية في التلفزيون الصينيGTN الذي نشر مقالتي بالرابط اعلاه نقلا عن شبكة طريق الحرير الاخبارية العظيمة..