CGTN العربية/
على مدى العقدين الماضيين، أرسلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو مئات الآلاف من القوات إلى أفغانستان. وفقا لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية، كان هناك 98 ألف جندي أمريكي وأكثر من 130 ألف من 50 دولة من دول الناتو والدول الشريكة في أفغانستان.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل عدد كبير من المقاولين العسكريين الخاصين لصالح الولايات المتحدة في أفغانستان. ووفقا لإحصاءات قسم أبحاث الكونغرس الأمريكي، بحلول نهاية عام 2020، تم توظيف أكثر من 7800 مواطن أمريكي من قبل المقاولين من القطاع الخاص.
الشعب الأفغاني هو من عاني من نتيجة الانسحاب
منذ أن بدأت قوات الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو الانسحاب رسميا من أفغانستان في أول مايو، استمر الوضع الأمني في أفغانستان في تدهور. و على الرغم من ذلك، لا يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة لتغيير خطتها بالإنسحاب.
لقد سحبت الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بطريقة غير مسؤولة للخروج من مستنقع الحرب، والشعب الأفغاني هو من عاني من عواقب هذه الخطة.
قال المحلل السياسي الأفغاني نزاري بارياني إن أنواعا مختلفة من المسلحين، بما في ذلك الإرهابيون، لا يزالون نشيطين للغاية في أفغانستان، وتسحب الولايات المتحدة قواتها في الوقت الراهن على نحو غير مسؤول. إن هجوم طالبان المكثف على القوات الحكومية والهجوم على مدارس كابول هما في الواقع نتيجة الإنسحاب غير المسؤول للقوات الأمريكية.
وأشار بارياني إلى أن ضحايا ما يسمى بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب هم الشعب الأفغاني، وسيواجهون المزيد من الصراعات الكارثية في المستقبل القريب.
وفقا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الفرنسية في واشنطن، مع انسحاب الولايات المتحدة والناتو تدريجيا من أفغانستان لإنهاء حرب استمرت 20 عاما، فقد تركوا كمية كبيرة من المعدات العسكرية ليتم تدميرها. يقوم الجيش الأمريكي بتدمير قاعدة باغرام الجوية، وكل ما لم يتم إعادته إلى البلاد أو تسليمه للجيش الأفغاني يتم هدمه.
وبحسب التقرير، أدت الأعمال التي كانت الولايات المتحدة قد تفاخرت بها على أنها ضرورية أو مفيدة ولكنها في نهاية المطاف خيبت أمل الأفغان وعانوا منها بشكل كبير. و يشعرون اليوم بأنه قد تم التخلي عنهم إلى حد كبير.
الولايات المتحدة تتجاهل تضحية حلفاء الناتو
وجد تقرير دراسي نشره مشروع “تكلفة الحرب” التابع لجامعة براون في الـ12 من الشهر الجاري، أن معدل الوفيات بين القوات البريطانية والكندية في أفغانستان يزيد عن ضعف معدل وفيات الجيش الأمريكي. وقال جايسون ديفيدسون، مؤلف التقرير وأستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة ماري واشنطن: لم يدرك الأمريكيون ولا يعترفون بشكل كامل بالتضحيات التي قدمها حلفاؤهم في أفغانستان.
وقام التقرير بتقييم نسبة عدد القتلى في عدد القوات المنتشرة في أفغانستان خلال فترة الذروة. فقد بلغ عدد القتلى من جنود الجيش الأمريكي 2.3%. كما بلغ عدد القتلى من الجنود البريطانيين 455، وهو ما يمثل 4.7%، بينما قتل 158 جنديا كنديا وهو ما يمثل 5.4%.
الموقف الصيني
أدى الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية إلى انفجارات متتالية في أفغانستان، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ في التاسع من الشهر الجاري إن الإعلان المفاجئ الأخير عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أدى إلى انفجارات متتالية في أماكن كثيرة من أفغانستان، وأصبح الوضع الأمني أكثر خطورة، مما يشكل تهديدا خطيرا لسلام واستقرار أفغانستان وأمن شعبها وأرواحهم. و يدعو الجانب الصيني القوات الأجنبية في أفغانستان إلى النظر بجدية في أمن الشعب في أفغانستان والمنطقة، والانسحاب بطريقة مسؤولة لتجنب جلب المزيد من الاضطرابات والمعاناة للشعب الأفغاني.