شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

اليابانيون “اللى مش مسلمين “! 

                                  رؤية حرة

منصور ابو العزم

التعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).

بينما كان ابنى الذى لم يزد عمره آنذاك عن ثلاث سنوات يسير الى جانبى، فى الشارع بالقرب من المنزل الذى كنت اسكن فيه فى العاصمة اليابانية طوكيو، ارتطم رأسه بعمود النور، وفجأة وجدت دماء غزيرة تسيل من وجهه بالقرب من عينه. اصبت بالذعر ولكن تذكرت انه يوجد على بُعد خطوات مستشفى للنساء والولادة، حملته بين يداى وانا احاول وقف نزيف الدماء الى المستشفى، وبمجرد ان شاهدته الممرضة والدماء تسيل بالقرب من عينه، خطفته من بين يداى إلى حجرة العمليات مباشرة. لم تسألنى من اى بلد انت، ولم تطلب منى جواز السفر أو بطاقة الاقامة، والاهم انها لم تطلب مبلغًا من المال مبالغًا فيه – كما تفعل المستشفيات عندنا – كمقدم تحت الحساب قبل اجراء اى كشف او تلقيه أى علاج !!

دخل ابنى غرفة العمليات وكشف عليه طبيب متخصص فى الجراحة كان موجودا في المستشفى، وبعد حوالى 15 دقيقة خرجت الممرضة وقالت ان الطبيب اجرى له كل الاسعافات الضرورية، وتم السيطرة على النزيف، وابنك فى حالة جيدة فلا تقلق، وان الطبيب قال ان ابنك سوف يبقى فى المستشفى لمدة 3 ساعات حتى نتأكد ان الجرح بدأ يلتئم، وان لم يحدث الالتئام سوف يضطر الطبيب الى عمل ثلاث غرز فى منطقة الجرح اعلى حاجب العين، وكان الله لطيفًا بعبده وبدأ الجرح فى الالتئام طبيعيًا.

وجاء إلي الطبيب بنفسه ليقول لى ذلك ويقدم مجموعة من النصائح والارشادات التى يتعين اتباعها خلال مرحلة التعافى. وسألت الممرضة عن التكاليف وانا اتوقع مبلغًا يفوق ما معى فى هذا الوقت، غير ان المفاجأة التى لم اكن اتوقعها او حتى تخطر ببالى فى هذا البلد الرأسمالى الذى لايعرف شيئًا عن الاسلام او التراحم والتواد الذى يحث عليه ولا نطبقه. قالت لاشئ.. لن تدفع شيئا فهذه خدمة من المستشفى لطفل تعرض لحالة طارئة. قلت لها هل تفعلون ذلك لأننى أجنبى، أم ان هذا نظام للمستشفى يُطبّق على اليابانيين أيضًا.

قالت وهى مندهشة طبعًا: يُطبّق على اليابانيين بكل بساطة .
من المؤكد ان كل مصرى له تجارب مع مستشفياتنا التى لايعرف معظمها الرحمة ولا الانسانية، ولايطبق المسئولون فيها الذين لا يتركون فرضًا من فروض الصلاة نفاقًا ورياءً أى من قِيم الاسلام الراقية من الرحمة والتسامح، وان يكون لديهم مبدأ «حياة المريض اولًا» هو السائد. متى يصل مجتمعنا الى مثل هذا التحضر والرقى الانسانى الذى وصلت اليه اليابان !!.