شهدت الصين نموا اقتصاديا لمدة خمسة أرباع متتالية بداية من الربع الأول من عام 2020 إلى الربع الأول من عام 2021، حيث أظهرت معدلات النمو في الأرباع الخمسة منحنى انتعاش قويا. وفي بداية عام 2020، كان الاقتصاد الصيني يعاني من صدمة شديدة غير مسبوقة. واتخذت الصين قرارات علمية واستجابات دقيقة، ونسقت بين مكافحة الوباء والتنمية الاقتصادية.

وبفضل هذه الجهود، تحول الاقتصاد الصيني إلى النمو الإيجابي في عام 2020، بينما كانت البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم لا تزال تكافح جائحة “كوفيد-19″، حيث شهدت اقتصاداتها ركودا. وفتح عام 2021 فصلا جديدا لتنمية الصين ورحب بالمخطط الجديد للخطة الخمسية الـ14.

وفي الربع الأول من عام 2021، أظهرت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، مثل الاستهلاك والتجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي، نموا مزدوج الأرقام. ومع تعزيز القوة الدافعة الذاتية، بات الاقتصاد الصيني يظهر للعالم حيويته.

وفي قرية سانخه في ضاحية مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين، أقيمت مؤخرا مباراة لكرة القدم من سبعة لاعبين. وهذا العام، أقامت هذه القرية المميزة التي تحمل موضوع “كرة القدم والموسيقى”، عشرات المباريات، وجذبت أكثر من 30 ألف سائح للمشاركة فيها، مما أدى إلى تفعيل السوق الاستهلاكية للقرية مثل المطاعم والأنشطة الشعبية والترفيهية.

كما شهدت الصين انتعاشا مطردا للاستهلاك في الربع الأول من العام. وأظهرت البيانات أنه اعتبارا من الشهر الماضي، بلغ متوسط نمو إيرادات خدمات المطاعم على مدى عامين 0.9%، مما يعني أن حجم الإيرادات الشهرية أصبح أعلى مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.

كما أصبحت حركة الاستهلاك في المتاجر، والتي كانت مقيدة بسبب جائحة “كوفيد-19″، تتعافى بشكل متسارع. وفي الربع الأول من عام 2021، زادت مبيعات التجزئة للسلع في المتاجر بنسبة 42.2% على أساس سنوي، وكان متوسط معدل النمو لمدة عامين 4.5%، بزيادة 0.4 نقطة مئوية عن ذلك خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.

وتظهر حيوية الاقتصاد الصيني أيضا في صناعة التكنولوجيا المتقدمة. وفي الربع الأول من عام 2021، زادت القيمة المضافة للتصنيع عالي التقنية بنسبة 31.2% على أساس سنوي، وهو ما كان أسرع بكثير من معدل النمو الإجمالي للصناعات.

واستفاد النمو السريع لصناعة التكنولوجيا المتقدمة إلى حد كبير من تحسين الكفاءة الناتج عن التحول الذكي والرقمي. وفي منطقة التكنولوجيا المتقدمة بمدينة سوتشو شرقي الصين، أكمل مصنع للسيارات تحويل سبعة خطوط إنتاج الذكية هذا العام. وتم تقسيم عملية الإنتاج الطويلة إلى سبع وحدات إنتاج أكثر مرونة، مما أدى إلى تقصير وقت الإنتاج إلى حد كبير.

وقال تشانغ تشون هوي، مسؤول عن مصنع لشركة “LEXY” للكهرباء بمدينة سوتشو: “كان الأمر يستغرق ست ساعات تقريبا لتغيير خط الإنتاج، ولكنه الآن يستغرق حوالي ساعة واحدة فقط، مما يعني أنه يستغرق حوالي 20% فقط من وقت الإنتاج الأصلي”.

لم يكن المصنع في سوتشو الوحيد الذي تم تحويله، فهناك تسريع لوتيرة رقمنة الصناعات في جميع أنحاء البلاد. وسيتم تحويل 2000 مؤسسة صناعية في مدينة ووهان بوسط الصين للذكية هذا العام. وفي مدينة ووهو بشرقي البلاد، حققت 1791 مؤسسة صناعية تغطية كاملة لمنصة “الحوسبة السحابية الصناعية”.

وفي الربع الأول من عام 2021، زاد الاستثمار في صناعات التكنولوجيا المتقدمة في جميع أنحاء البلاد بنسبة 37.3% على أساس سنوي، مما أرسى أساسا متينا للسلسلة الصناعية في البلاد للمضي قدما إلى الاتجاه الأكثر تقدما، وذلك لتحقيق التنمية عالية الجودة.

وتعكس الحركة الاقتصادية المحلية أيضا حيوية اقتصاد البلاد. ففي موسم شاي الربيع، وبمساعدة الخدمات اللوجستية، تم فتح قناة سريعة لنقل الشاي إلى وجهات في جميع أنحاء البلاد في وقت أقصر. وبقطف أوراق الشاي في الصباح وتجفيفها في المساء، يمكن لقرية تشهشيا بشرقي الصين نقل منتجات الشاي إلى مركز فرز لوجستي في صباح اليوم التالي.

وقال قوه جيو بين، تاجر شاي في قرية تشهشيا: “في الماضي، لم نكن نتمكن من بيع المنتجات المصنعة أو توصيلها فور الانتهاء من عملية إنتاجها، وكان الأمر أحيانا يستغرق يومين أو ثلاثة أيام لبدء عملية التوصيل. والآن يمكن توصيلها في يوم الإنتاج”.

في العديد من مقاطعات الصين، دخل التوصيل السريع والنقل المبرد إلى القرى النائية. وقامت تعاونية التوريد والتسويق بمقاطعة جيانغشي شرقي الصين بدمج شركات التوصيل السريع وبنت شبكة توزيع وتوريد. ونتيجة لذلك، أصبح أكثر من ستة ملايين مزارع يتمتعون الآن بخدمات لوجستية سريعة.

وفي الربع الأول من عام 2021، بلغ نصيب الفرد من الدخل للسكان الريفيين 5398 يوانا (831 دولارا أمريكيا)، بزيادة قدرها 16.3%، وبلغت النسبة بين الدخل الفردي لسكان الحضر والريف 2.43، وانخفضت بمقدار 0.09 عن نفس الفترة من العام الماضي.

وقال وانغ تشانغ لين، رئيس أكاديمية بحوث الاقتصاد الكلي: “لن يتغير اتجاه التحسن للاقتصاد الصيني على المدى الطويل. إننا اقتصاد كبير يتمتع بمرونة قوية وإمكانات كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، لدينا مزايا النظام الاشتراكي ذات الخصائص الصينية، والذي يوفر دعما ثابتا للتحسن طويل الأجل للاقتصاد الصيني”.

 المصدر: CGTN العربية.