Friday 22nd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

اللقاء الشتوي عبر آلاف الأميال

منذ 3 سنوات في 01/فبراير/2022

شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

 

إنّ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين على وشك الافتتاح في 4 فبراير من العام الجاري، وبينما تتطلع جميع دول العالم بفارغ الصبر إلى “الوليمة الكبرى للجليد والثلج”، حتى دول الشرق الأوسط في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ليست استثناءً.

إنّ زعماء دول الشرق الأوسط سيتوافدون زرفاتٍ ووُحدانًا. سيقوم كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي‎ وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود‎ وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد أبوظبي بالإمارات محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة إلى الصين لحضور مراسم الافتتاح لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وسيقيم الرئيس شي جين بينغ مأدبة الترحيب على شرف رؤساء الدول الأجنبية ورؤساء الحكومات وأعضاء العائلة الملكية ورؤساء المنظمات الدولية، بمن فيهم رؤساء دول الشرق الأوسط، والذين يأتون إلى الصين لحضور مراسم الافتتاح، وسيعقد لقاءات ثنائية معهم.

ترفض دول الشرق الأوسط تسييس الرياضة. أعرب وزراء الخارجية لدول الشرق الأوسط الست والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذين زاروا الصين قبل فترة وجيزة، عن رفضهم لتسييس الرياضة ودعمهم للصين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين بنجاح. قال رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية رضا صالحي أميري في مقابلة صحفية مؤخرًا إنه يجب فصل الرياضة عن السياسة وعدم تسييسها والتلاعب بها. لن تؤثر محاولة تسييس الرياضة على تطلعات المجتمع الرياضي الإيراني لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. بالتالي أكدت اللجنة الأولمبية الوطنية التركية في بيان على أنها تفرض تسييس الرياضة، ويتطلع الرياضيون الأتراك للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين وهم يعتقدون أنّ بكين ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بنجاح مثلما استضافت بنجاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008.

يكون الرياضيون الأولمبيون الشتويون من دول الشرق الأوسط متحمِّسين للمشاركة في المسابقات. سيشارك أكثر من 20 رياضيًا من 6 دول في الشرق الأوسط بما فيه السعودية ولبنان والمغرب وإيران وتركيا وإسرائيل في التزلج الألبي والتزلج الريفي والتزلج الفني على الجليد والزلاجة والتزلج السريع على المضمار القصير وغيرها من الأحداث في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، سترسل  السعودية رياضيًا واحدًا للمشاركة في مسابقة التزلج الألبي. هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها السعودية ودول الخليج العربي رياضيين للمشاركة في الأولمبياد الشتوي، وكذلك هي على وشك تحقيق الاختراق الصفري في تاريخ الأولمبياد الشتوي في السعودية ودول الخليج العربية.

وإنّ شعوب دول الشرق الأوسط ترحب بالصين وتدعمها في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بالطرق المختلفة. منذ 10 أيام قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، أضاء عرض الضوء تحت عنوان دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين برج القاهرة في مصر، وتألقت الحلقاتُ الخمس الرائعة في الليلة الجميلة وهي تصبح مناظرَ طبيعيةً جميلةً على طول نهر النيل.

وأقام الشعب الإيراني مراسم الوداع الكبيرة لوفدهم الرياضي الوطني، وأصبحت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين موضوعًا رائجًا على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، وافتتح موقعُ “عشاق التزلج” الذي يكون الموقعَ المتخصصَ في مجال التزلج في تركيا، ركنًا خاصًّا للتعريف بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين وكتب بحماسة: “الرياضيون الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين هم أكثر حظًا من أولئك الذين شاركوا في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة، وكذلك تعتبر الجوانب اللوجستية والمعيشية للقرية الأولمبية مريحة للغاية، ويمكن للرياضيين الوثوقُ ببكين تمامًا”. وكذلك تمَّ طلاءُ ما يقرب من 200 حافلة إسرائيلية بالصور الجميلة لتمائم الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين المتمثلة بـ”بينغ دونغ دونغ” و”شيويه رونغ رونغ”. وتسير بفرح ومرح في شوارع وأزقة تل أبيب والمدن العشرين المحيطة بها.

في الوقت الحالي، لا تزال جائحة فيروس كورونا المستجد تتفشى في جميع أنحاء العالم، وبينما لا تزال بعض الدول تبذل قصارى جهدها لتشويش وتقويض دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين وفرض الضغوط على دول أخرى في هذا الصدد.

ما الذي جعل رؤساء دول الشرق الأوسط يسافرون إلى بكين للاحتفال بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية رغم المتاعب؟ وما الذي جعل دول الشرق الأوسط المهتمة بالرياضات الصحراوية تهتم بدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين؟ وكذلك ما الذي يجعل جميع دول الشرق الأوسط تدعم الصين بثبات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين؟

ينبع الجواب الأوَّل من الصداقة العميقة والثقة المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط. منذ العصر الحديث وخاصَّةً في أكثر من 10 سنوات بعد “الربيع العربي” ، ظلت دول الشرق الأوسط تسعى جاهدةً لاستكشاف الطريق التنموي الذي يتفق مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، ومن ناحية أخرى تريد بعض الدول دائمًا أنْ تكون بمثابة “المعلِّم” لبلدان الشرق الأوسط،  حتى تزعم كاذبةً أنَّها “ستفرض التحول الديمقراطي في الشرق الأوسطً”. إلّا أنّ الصين تقف دائمًا بحزم إلى جانب دول الشرق الأوسط، وتحترم النظام السياسي والطريق التنموي الذي اختارته دول الشرق الأوسط بإرادتها المستقلة، ولنْ تتدخل أبَدًا في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط، وتتمسك دائمًا بمفهوم صحيح للعدالة والمصالح ومفهوم الإخلاص والصداقة وحسن النية لتطوير العلاقات مع دول الشرق الأوسط، ممَّا يضمن المصالح المشتركة للدول النامية بما في ذلك الصين ودول الشرق الأوسط، وتدافع عن العدالة والإنصاف للعالم، وكذلك تواصل ترسيخ الصداقة والثقة المتبادلة بين الصين ودول الشرق الأوسط.

ينبع الجواب الثاني من إرادة الصين الراسخة في السعي لتحقيق التنمية المشتركة مع دول الشرق الأوسط. ستقام دورةُ الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين حسب الموعد المقرر، مما يعكس النتائج الإيجابية للصين في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، والزخم القوي لتنمية الاقتصاد الصيني. خلال الجائحة، تساندت الصين ودول الشرق الأوسط بروح الفريق الواحد. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين ودول الشرق الأوسط جاهدةً للتغلب على الصعوبات وتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات. وأنشأت الصينُ والإمارات خطَا إنتاجيًّا لتعبئة اللقاحات الصينية في أبوظبي، وتبرعت شركة سينوفاك الصينية بمخزن تبريد اللقاحات للشركات المصرية من إنتاج اللقاحات والمنتجات البيولوجية، وتم بناء استاد لوسيل — الملعب الرئيسي لكأس العالم في الدوحة — الذي أقامته شركة CRCC الصينية في الموعد المحدد، وكذلك تم توليدُ الطاقة المتصلة بالشبكة بنجاحٍ للوحدتين 1 و2 من محطة حصيان لتوليد الطاقة بالفحم النظيف في دبي وأنشأتها شركة هاربين اليكتريك. ساهمت هذه الإنجازات في فتح آفاق مشرقةً لدول الشرق الأوسط التي تأمل في تعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، كما تعزِّز إرادتها الراسخة لتعميق التعاون المتبادل المنفعة مع الصين.

ينبع الجواب الثالث من مساعي الصين الدؤوبة للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيزهما. سواء كان دعمًا ثابتًا طويل الأمد للقضية العادلة للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، أو معارضةً صارمةً لتغيير النظام في دول الشرق الأوسط، وسواء كانت جهود الدفاع عن الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني الذي يكون نتيجةً مهمةً للتعددية، أو طرح المبادرة لمنصة الحوار المتعدد الأطراف التي تهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، فقد انطلقت الصين دائمًا من المصالح الأساسية والطويلة الأمد لدول الشرق الأوسط، ومن مصلحة شعوب دول الشرق الأوسط، وساهمت الصين بحكمتها في تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط، وطرحت المقترحات الصينية.

قبل فترة وجيزة، تحدَّث مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي في مينة ووشي بمقاطعة جيانغسو الصينية عن الصداقة التاريخية ومستقبل الشرق الأوسط مع ستة وزراء الخارجية من دول الشرق الأوسط والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذين زاروا الصين، وشجع دول الشرق الأوسط على التخلص من المنافسة الجيوسياسية وتدخل القوى الكبرى، والمضي قدمًا بروح الاستقلال والتمسُّك بزمام المبادرة، واستكشاف الطريق التنموي ذي خصائص الشرق الأوسط، والسعي إلى التضامن والتقوية الذاتية بموقف التسامُح والتصالُح، وحل قضية الشرق الأوسط بطريقة الشرق الأوسط، وترك مصير شعوب الشرق الأوسط في أيديهم. حظي مفهوم دبلوماسية الدولة الكبيرة في الشرق الأوسط ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بتقدير عال من دول الشرق الأوسط، وهو يعزِّز بدرجة أكبر تصميمًا وثقةً من دول الشرق الأوسط لدعم وتطوير الصداقة مع الصين.

ساهمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في ترسيخ علاقة سحرية ورائعة بين الصين والشرق الأوسط. إنّ العالم يتطلع إلى الصين، وأصبحت الصين جاهزة. نحن على ثقة راسخة أنه بفضل الدعم من جميع دول العالم، بما في ذلك دول الشرق الأوسط،  ستعرض الصين حدثًا أولمبيًّا بسيطًا وآمنًا ورائعًا للعالم، وستجلب الثقة والدفء والأمل للناس في جميع أنحاء العالم، وتبدي موقفًا حماسيًا للتضامن والتعاون العالميين، تجمع قوةً مهيبةً للبشرية جمعاء للتغلب على الصعوبات سويًّا. علاوةً  على ذلك، نتمنى أن يحقق رياضيو الأولمبياد الشتوي من مختلف دول الشرق الأوسط نتائجَ مميزة  في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. دعنا نتقدَّم سويا نحو المستقبل!

*سي جي تي إن العربية.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *