تعد مدرسة حمدان بن زايد أول مدرسة لتعليم اللغة الصينية في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم افتتاحها في عام 2006، وتخرجت منها حتى الآن دفعتان من الطلبة منذ يونيو عام 2019.
أكدت فاطمة البستكي، مديرة مشروع برنامج اللغة الصينية ومديرة نطاق المدارس الصينية أن المدرسة تسعى إلى تزويد الطلبة بمهارات التواصل والتفاعل والعمل في بيئات متعددة الثقافات وتنمية قدرات الطلبة وتطوير مهاراتهم بما ينسجم مع متطلبات وتحديات القرن الـ21. مضيفة أن مبادرة تدريس اللغة الصينية حظيت باستحسان ورضا كبيرين بين أوساط الطلبة وأولياء الأمور الذين رأوا فيها خطوة عملية وجادة على الطريق الصحيح لتمكين الطلبة من اللغة الصينية، إذ باتت الصين إحدى أهم الدول المصدرة للمعرفة والتكنولوجيا الحديثة ووجهة عالمية مؤثرة حضاريا وعلميا.
فاطمة البستكي، مديرة مشروع برنامج اللغة الصينية ومديرة نطاق المدارس الصينية وهي مع طلبة في مدرسة حمدان بن زايد
يعمل في الوقت الحالي في هذه المدرسة 10 معلمين صينيين، ومن بينهم “ما تشيوان مينغ”، وهو معلم من مقاطعة قانسو في شمال غربي الصين. قال “ما” إنه بدأ تعليم اللغة الصينية في المدرسة عام 2016 وكان شاهدا على التطور السريع الذي حققته المدرسة في تعليم اللغة الصينية، حيث يتم تدريسها الآن من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الـ12 إضافة إلى تعليم ثقافة الصين وفنونها.
إن مدرسة حمدان بن زايد ليست الوحيدة من نوعها في الإمارات العربية المتحدة. شهد حجم تعليم اللغة الصينية في الإمارات توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة في ظل التطور الهام لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والذي تحقق بفضل الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى التي قام بها قادة الدولتين. حيث أصبحت الإمارات أول دولة عربية تدرج اللغة الصينية في نظامها التعليمي الوطني.
معلم صيني يتحدث مع زميله الإماراتي في أحد المكاتب في مدرسة حمدان بن زايد
أفادت البستكي أنه في الوقت الحالي بلغ عدد المدارس الخاضعة لبرنامج تعليم اللغة الصينية على مستوى الدولة 142 مدرسة حكومية بدءا من مرحلة رياض الأطفال إلى مختلف المراحل التعليمية.
وقامت وزارة التربية ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي بتوظيف 180 معلما ومعلمة من الجنسية الصينية لتحقيق رؤية البرنامج وللوصول إلى 200 مدرسة حكومية مع إشراف العام الدراسي 2023/2024، باعتبار اللغة الصينية “لغة المستقبل” التي تعبر عن قوة سياسية واقتصادية عظمى.
تربط بين الصين والإمارات العربية المتحدة صداقة تجاوزت حواجز المكان والزمان، كما يرغب شعبا البلدين في تعزيز تلك الصداقة والتفاهم من خلال تعلم لغة وثقافة بعضهما البعض. وبهذا الصدد شارك “ما” خبرته الخاصة قائلا إن اللغة العربية لعبت دورا مهما في تكوينه لصداقات مع العرب، مضيفا أن عدد المعاهد والجامعات التي تدرس فيها اللغة العربية في الصين تجاوزت الآن 50 جامعة ومعهد، كما ازداد عدد الصينيين الذين يستطيعون التحدث باللغة العربية بشكل ملحوظ.
يؤكد القول الصيني أن “العلاقات الودية بين الدول تقوم على أساس التحابّ بين الشعوب، وهذا التحابّ يأتي من تفاهم الشعوب”. لذلك يُعد فهم اللغة هو أساس تفاهم الشعوب، وهو قوة غير مرئية تربط بشكل وثيق بين شعبي الصين والإمارات العربية المتحدة.
*سي جي تي إن العربية.