*صحيفة الدستور الأردنية:
مُجدّداً، تسعى الصهيونية الدولية إلى شرعنة إضافية للكيان الصهيوني العنصري الاستعماري والاقتلاعي الاستيطاني، بتوظيفه لتبرير جرائمها بحق «اليهود» أنفسهم؛ والتي يَندى لها جبين الإنسانية؛ بخاصة خلال الحرب العالمية الثانية المُنتهية قبل 75 سنة!
ليس غريباً على زعماء الكيان (الصهيونازي)- وَلِيد الإمبريالية العالمية والذي يَستمر ومنذ زرعِهِ الاستعماري في فلسطين ومنحه صفة الشرعية أجنبياً رغماً عن أصحاب الأرض التاريخيين- بالتنكّر بكل وقاحَة وخسّة لأربابه النازيين والفاشيين من خلال عمله بحمأة للظهور بمظهر الحَمَل الوديع دولياً المُعَادي لهتلر وموسوليني المقبورين. لذا، سارع لتنظيم احتفالات بانتصاره على النازي والفاشي!، فجَمَعَ نتنياهو شخصيات دولية ليُوظّفها بصورة بشعة احتفاءً معه بمهزلته للتغطية على جرائم الصهيونية/الهتلرية بقتل أعداد ضخمة من «يهود» شرق أوروبا وغربها، بدعوى استذكاره(الهولوكوست).
الإمبريالية الغربية كانت أجمعت على إقامة الكيان الصهيوني الفاشي للتحكّم بيهود الغرب والشرق على حد سواء، ولتقديمهم قرابين لمَحرقة جديدة في حروبها بِ»الشرق الأوسط» لإنقاذ زعماء الصهيونية من محاكمات نورمبرغ وانتقام الستالينية الدفاعية منهم، فقدّمت الروافع الغربية للصهاينة أرضاً وتاريخاً على طبق ذهبي مُدَمّى بجثث الملايين من شهداء فلسطين والوطنيين العرب، ودشّنت للفاشيين الجُدد(الصهاينة) دويلة ولو كركوزية، لكنها ترابِط كدركي ومَخفر حربي «أمامي» على مفترق طرق المواصلات والالتقاءات الدولية لآسيا وأفريقيا وأوروبا، لتدعيم مهام الصهيونازية لإجهاض مساعي التحرّر والتلاحُم الأُممي الدولي، الذي تعاظم دوره عالمياً بعد خواتيم الحرب الكونية الثانية واستمر صعوده، فأسست (إسرائيل) كنسخة مُجدَّدَة للاستعمار القديم؛ الذي تم استيلاده كنِتاج للتحالف الشرير القائم
ما بين الاحتكارات الغربية الدولية (الرأسمال الصناعي الأوروبي) من جهة، وتحالف كونسيرنات «اليهود» الصهاينة في المانيا أدولف هتلر-شيكلغروبر وخارجها من جهة أخرى، ذلك أن مصانع الصهاينة الحربية لم تتوقف عن أنتاج السلاح وبيعه لمختلف القوى المُتصارعة خلال الحرب الكونية الأخيرة!
واليوم، وكعادتها، تنشغل حكومة نتنياهو الاستعمارية بعمليات تهويد البقية الباقية من فلسطين وغور الاردن. وفي مسعاها هذا تُفتضح أهداف توظيفها فقراء «اليهود» بمواجهة الرفض العربي والدولي. وبوقاحة مُفرطة وبرغم استعماريتها للأرض الفلسطينية، تُسَارِع لإظهار اليهود الصهاينة بمظهر «المُعذبين بِحِرابِ الغويم»، في أسلوب وضيع للتغطية على التحالف التاريخي الشرير للصهيونية مع النازية والفاشية والإمبريالية العالمية في عواصم الغرب، ولتمويه رقصاتها المتواصلة على كل الحِبال الغربية والشرقية في وقت واحد!
ما أشبه اليوم بالبارحة حين يَسعى نتنياهو لحروب متجدّدة، على خلفية توتيره وحلفائه الغربيين الأوضاع في المنطقة إلى حد أقصى، بدفعها نحو حربٍ مواتٍ، تارةً مع إيران، وضد سورية في أُخرى، وثالثة للنيل من لبنان، وفي رابعة سحب المنطقة نحو هاوية محرقة شاملة جديدة بدعمه الإرهابيين الدوليين في المرتفعات السورية المحتلة، الشاهِدة على الصهيونية الهتلرية في نسختها المُحدَّثَة المناهضة للسلام والعدالة والاستقرار الكوني، وفي رقصِها على جثث «اليهود» والعرب و»الغُوييم» هذه المَرّة أيضاً!
*كاتب وصحفي أردني