عند الحديث عن “القناع الذهبي”، قد يذكر الكثيرون واحدا من أشهر الكنوز للمتحف المصري – القناع الذهبي لتوت عنخ آمون. ومع ذلك، فقد عثر علماء الآثار على ست حفر قرابين جديدة واكتشفوا “القناع الذهبي” وأكثر من 500 قطعة أثرية ترجع تاريخا إلى حوالي 3000 عام في أطلال “سانشينغدوي” في جنوب غربي الصين، والتي تمثل مفاجأة للناس.
وتقع الاكتشافات الأثرية الجديدة بجوار حفرتين تم اكتشافهما في عام 1986، حيث تم اكتشاف أكثر من 1700 قطعة أثرية ثمينة، وأصبحت الأطلال مشهورة في البلاد. وتشكل هذه الحفر المنطقة التي كان يقدم فيها سكان حضارة “شو” القديمة القرابين إلى السماء والأرض وإلى أسلافهم، وصلوا من أجل الرخاء والسلام. ومن المتوقع اكتشاف حفر قرابين جديدة حول الحضارة القديمة.
ويعد “الاكتشاف العلمي” أحد أكبر ميزات لهذا الاكتشاف الأثري، وتم استخدام أحدث التقنيات في كل عملية بداية من التنقيب إلى الترميم. وتم إنشاء صوبات واقية لتغطية موقع الأطلال، وذلك ليس فقط للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة، بل لمنع دخول الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا أيضا.
واستخدم علماء الآثار تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصميم أغطية واقية للقطع البرونزية، ثم استخدموا معدات حديثة لاستخراج الآثار المكتشفة. ويوجد أيضا معمل لحماية الآثار ومستودع بجوار الصوبات، مع أنواع مختلفة من المعدات المتطورة.
ولا تظهر الآثار الفريدة التي تم اكتشافها في أطلال “سانشينغدوي” روعة حضارة “شو” القديمة فحسب، بل تظهر أيضا تنوع الثقافة الصينية. وبالنظر إلى العالم، يعكس التفاعل بين الحضارة الصينية والحضارات القديمة الأخرى مثل “القناع الذهبي” روعة الحضارة الإنسانية والتعلم المتبادل بين الحضارات بشكل أكبر.
وفي السنوات الأخيرة، قامت الصين والعديد من الدول العربية بمحاولات ناجحة في التعاون لاكتشاف الآثار وحماية التراث الثقافي:
— في عام 2018، أجرى الفريق الأثري المشترك بين الصين والسعودية أعمال الاستكشاف والتنقيب لمدة 50 يوما في موقع أطلال “السرين” على شاطئ البحر الأحمر، وتم اكتشاف الأحجار الكريمة والفخار العربي والخزف الصيني أيضا، مما يؤكد أن الصين ومنطقة البحر الأحمر كانت لها تبادلات بحرية وثيقة منذ قديم الزمن.
— وتغلبت البعثة الأثرية المصرية الصينية المشتركة على تأثير وباء “كوفيد-19″، وحققت نتائج مهمة في معبد مونتو في مدينة الأقصر الغنية بالآثار جنوب مصر.
— وتم إدراج المواقع الأثرية بمدينة ليانغتشو شرقي الصين، ومدينة بابل الأثرية في العراق، وتلال مدافن دلمون في البحرين، على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
تعد حماية التراث العالمي مسؤولية مشتركة للبشرية، ويشارك المزيد من الناس في هذه العملية. ومع ذلك، لا تزال حماية التراث العالمي تواجه تحديات مختلفة.
ومن المتوقع عقد الجلسة الـ44 للجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو في مدينة فوتشو بشرقي الصين هذا الصيف. وتعلق الصين أهمية كبيرة على حماية التراث وستقوم بإسهاماتها الخاصة في تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات والتنمية المستدامة للمجتمع البشري.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.