شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: رجوى قوراري*
*الكاتبة#رجوى_قوراري, معتمدة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ حاصلة على ليسانس إعلام، وطالبة ماستر تخصص إعلام سمعي بصري، وعضو في الفرع الجزائري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
على رحابة مساحتها و انشراح أرضها، تخالف تضاريسها و تباين أقوامها، واختلاف لهجت شعبها وتنوع ثقافاته، إلا أن المائدة الجزائرية تجمع أبناءها بطبق تقليدي أساسي هو “الكُسْكُس” أو “الكسكسي”، الذي يلم شمل العائلة الجزائرية كبيرها و صغيرها خاصة في يوم الجمعة المقدس عند الجميع.
يصنع الكسكسي من طحين القمح أو الذرة في شكل حبيبات صغيرة (يتم فتل أي تحويل الدقيق إلى حبات صغيرة )، يطبخ بالبخار، ويُقَدَم إما بسقيه بمرق يجمع بين قطع من اللحم، والخضار والفول الأخضر المفور، أو يُسقى بالحليب، أوالزبدة والسكر الناعم، حسب الأذواق والمناسبات.
وفي كل دول المغرب العربي يحضر الكسكس بوصفاته المختلفة ويقدم بالمرق، أو باللبن بدون مرق أو خضر فقط. وتختلف تسميته من منطقة إلى أخرى الكُسكُس، الكسكسى، الكسكسو،السكسو، البربوشة، الطعام، المسفوف، أوالسفة …. ، حيث يُطبخ على أكثر من 380 طريقة لتحضيره حسب تضاريس وخضروات كل منطقة ، فتنفرد كل ولاية بطريقتها الخاصة ومذاقها الإبداعي.
تتميز مدينة الجزائر العاصمة بالكسكس ذو المرق الأبيض، أما الكسكس الصحراوي يتربع على عرشه التمر والمكسرات، الكسكس الشرقي يتلون بالمرق الأحمر…. فهو طبق نوميدي بربري الأصل (حسب سفيرة الثرات الجزائري نوال قاضي، و هو أشهر طبق جزائري يقرن كل الجزائريين. و لا تعوز مكانته في الدول الشقيقة المغاربية، فهو طبق جامع و موحد وتراث مشترك لدول شمال أفريقيا.
حيث صُنف الكسكس المغاربي الاربعاء الفارط (16 ديسمبر 2020) ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للانسانية من قبل منظمة اليونكسو، وقد سجل هذا العنصر لأبعاده الرمزية العميقة التي قربت بين عدة بلدان. فالكسكسى فخّم الهوية المغاربية وحصّن تماسكها الاجتماعي، هو ثمرة ترشيح مشترك بين الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، ما ينجلي عن هذا الإدراج تحقيق التعاون بين الشعوب من خلال تراث ثقافي لا مادي، وهو جوهر عمل اليونسكو.
فلا تكتمل مناسبة في دول المغرب العربي إلا بحضور الكسكس، على غرار الأيام العادية نجده أيضا في الأعراس والمناسبات الدينية والثقافية والأيام المباركة وحتى في الجنائز ، كما تقام على شرفه المعارض المهرجانات، وما يؤكد قداسته ما صرحت به وزيرة الثقافة في الجزائر”مليكة بن دودة” على هامش مهرجان” أيام الكسكس المنظم الأسبوع الفارط: (المرأة التي لا تحسن تحضير الكسكس تمثل تهديدا لعائلتها). كما صرحت على صحفتها في الفيسبوك قائلة : إنه ليس مجرد طبق، بل نسق ثقافي وأسلوب حياتي، انه تقليد متجذر منذ قرون، في الأفراح والأحزان، في الاحترام والاحتفاء، في التضامن والدعم، وهو إشارة مبكرة عن التنوع الذي آمنت به ساكنة المنطقة، بتعدده و تنوعه . فهل تريدون تذوق طعم الكسكس؟!
المراجع:
– موقع منظمة اليونسكو
– الصفحة الرسمية لوزيرة الثقافة الجزائرية