شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الكذب الأمريكي بحق مسلمي الإيغور مفضوح ومدان
بقلم الدكتور سعيد طوغلي
شهدنا في الآونة الأخيرة حملة إعلامية غير مسبوقة تشنها وسائل الإعلام الغربية على جمهورية الصين الشعبية، وكانت تتصاعد حدتها في كل مرة بأشكال متنوعة من الكذب والتلفيق واستخفافاً بالعقول.
وحقيقةً، لم أستغرب هذا السُعار الأمريكي وكما يقول المثل العربي “الصراخ على قدر الألم” وعلى ما يبدو أن التقدم والتطور الصيني قد أفقد بعض المسؤولين الأمريكيين رشدهم حتى باتوا لا يعرفون ماذا يخرج من أفواههم، فتارةً يتهمون الصين بعدم الشفافية فيما يتعلق بفيروس كورونا وتارةً بزيادة الرسوم على الواردات وتارةً بتخفيض عدد الصحفيين العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية، والمُضحك حقيقةً أن الرئيس الأمريكي (زعيم الدولة العظمى في العالم)، أعلن انه سيمنع تطبيق “تيك توك” الصيني في بلاده!
لقد جربت الإدارة الأمريكية كل الوسائل والأساليب لردع التقدم الصيني ولم تفلح مما جعل دوائر التآمر في حالة تخبط قصوى، فلم يبقى لها سوى الحرب النفسية وبث الشائعات واللعب على الوتر الديني واستهداف الحالة النفسية والشعور الإيماني للمتلقي، وطبعاً كانت وسائل التواصل الإجتماعي إحدى الساحات الهامة لتهييج العواطف وإلهاب المشاعر.
وعلى الرغم من ذلك ظلت القيادة الصينية تحافظ على هدوء أعصابها وردت بكل شفافية ودعت الجميع لزيارة إقليم شينجيانغ والإطلاع على الحقيقة على أرض الواقع، وهناك العديد من الصحفيين والإعلاميين والمسؤولين الدوليين وممثلين لمنظمات حقوق الإنسان زاروا الصين للإطلاع على حقيقة الوضع هناك حيث التقوا الكثير من الإيغوريين والذين أكدوا وبدورهم على كذب الإدعاءات والإفتراءات الغربية من هدم للبيوت والمساجد وقمعٍ للحريات.
والحقيقة عكس ذلك تماما. المساجد تمتلئ بالمصلين في شينجيانغ خصوصاً وفي غيرها، وهي تلقى اهتماماً ورعاية من الدولة والحزب كما وقامت الدولة بحسب “cgtn” 20/10/2020 بترميم أكثر من “26” مليون وحدة سكنية لصالح “17”مليون عائلة، وبنت مساكن جديده وخلقت فرصاً للعمل لحوالي 2687،700 إيغوري تنفيذاً للخطة الحكومية في محاربة الفقر ورفع مستوى المعيشة. وعلى الرغم من كل الجهود الممتازة التي تبذلها القيادة الصينية والحزب الشيوعي الصيني في مد جسور التعاون والتنمية في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم نجد أن الدوائر الحاكمة في البلدان الرأسمالية الأستعمارية الكبرى تصر على بث الأكاذيب والأستمرار في خداع الرأي العام.
وأنا أعتقد أن كذبهم ما هو إلا تغطية استراتيجية تهدف داخلياً إلى إخفاء سياسات فاشلة وخارجياً إلى إشاعة الفوضى وخلق الفتنة والتأثير على سمعة الصين بين العرب والمسلمين وبهدف شيطنة الساسة الصينيين وعرقلة مسيرة الحزام والطريق.
فالصين لا ترى في الإسلام والمسلمين تهديداً ولا تراه حتى في أي دين، فكيف لدولة يحكمها القانون والدستور أن تقوم أو تسمح بتجاوزات بعيدة كل البعد عن تاريخها وحضارتها.. إن الصين تحترم الأديان كل الأديان وذلك من خلال رؤيتنا وعلاقاتنا المباشرة وصداقاتنا المنتشرة مع الصينيين في كل أرجاء الصين.
وفي نص الدستور الصيني نقرأ عن احترامٍ كامل للأديان والمؤمنين بها، وهذا اقتباس منه: “إن مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية الأعتقاد الديني وأنه لا يحق لأي من أجهزة الدولة أو المنظمات الإجتماعية أو الأفراد إرغام أي مواطن على الإعتقاد بأي دين أو عدم الإعتقاد به، ولا يجوز التعصب ضد اي مواطن يعتقد بأي دين او لا يعتقد به ولا يجوز لأي شخص أن يقوم على تخريب النظام الإجتماعي”. انتهى الإقتباس.
فالحقيقة إذاً هي أن مسلمي الإيغور، وغيرهم من مسلمي الصين، يعيشون في تناغم وأنسجام مع حكومتهم ووطنهم، ويتمتعون بكامل الحريات الدينية والمدنية من طقوس دينية وتعليم إيماني، ولو كان عكس ذلك فلماذا تنفق الحكومة مبالغ فلكية على تحسين المستوى المعيشي وتطويره للمسلمين الصينيين وأصحاب الأديان في الصين، ناهيك عن عدد المساجد العاملة الذي تجاوز 24 ألف مسجد، (المرجع: وكالة أنباء “شينخوا” الرسمية، 24/12/2019)، ولماذا كذلك تحمي الدولة الصينية – لو لم تكن مهتمة بالمسلمين والأديان – التراثين الثقافي والديني، ولماذا تحمي الأنشطة الدينية وترعى مصالح المؤمنين، ولو لم يكن كذلك لمَا اهتمت الصين بطباعة القرآن الكريم بمختلف اللغات، ورعاية مواطنيها المتوجهين إلى الحج إلى الديار المقدسة.
ولذلك كله يجب على دوائر التآمر الدولي الكف عن مسرحياتهم الهزلية والتي لا تتعدى نكتة سخيفة حين سماعها.
*تعريف بالكاتب: #سعيد_طوغلي: عضو في هيئة#الإتحاد_الدّولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين في سورية؛ وإعلامي #سوري؛ ومؤسس ورئيس نادي قراء “مجلة الصين اليوم” في سورية، ونادي مستمعي وأصدقاء القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI في سورية؛ وعضو قيادي في هيئات إعلامية دولية؛ وسفير سلام؛ ورئيس المكتب الإعلامي لمنظمة HWPLالعالمية؛ وعضو في إتحاد الإعلاميين العرب؛ ورئيس تحرير؛ وسفير لجامعة الشعوب العربية للإعلام الإلكتروني في سورية؛ ومدير مكتب اتحاد المثقفين العرب ورئيس الهيئة الاعلامية.
ـ (ملاحظة: هذه المقالة تُعبّر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة عن رأي “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”.)