Sunday 17th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الطائرات الورقية.. قصف وتخريب!

منذ 4 سنوات في 16/يونيو/2020

جريدة الدستور الأردنية/

الأكاديمي مروان سوداح*

لا أمانع ان تعج سماء الوطن بطائرات ورقية، يُمَارس من خلالها الصغار والكبار والمحترفين أيضاً رياضتهم المُحببة والقديمة جداً في تاريخ العرب، لكن ذلك كله لا يجب أن يكون بأي حال من الأحوال على حساب مصالح الدولة والأُردنيين، بخاصة مَن لحق بهم الأذى من هذه الرياضة التي لا تتوافر للآن أي ضوابط رسمية لممارستها.

 الطائرات الورقية تطير بلا حسيب وبدون رقيب منذ بداية عصر كورونا، وهي جميلة وتملاً كبد السماء بمئات وآلوف بمختلف الأشكال والأحجام، وتسبح في كامل المساحة الفضائية للمملكة، وأحياناً كثيرة ترتفع لأكثر من مئات الأمتار، وبعضها يتطاير على ارتفاعات منخفضة فوق أسطح عماراتنا مباشرة، فتَعلق بأسلاك الكهرباء في الشوارع، وتلتف حول هوائيات التلفزيون القديمة والستلايت وخزانات المياه و(هوّايَاتها) الحديدية الطويلة المنتشرة على أسطح منازلنا فتكسرها وتقتلع ما تقتلعه منها حين تلتف حِبال هذه (الورقيات) حولها! 

 لم نسمع للآن عن أي معارضة رسمية أو شعبية لهذه الرياضة، بل ربما هنالك تعاطف عام معها إعجاباً بجانب واحد فيها دون الجوانب الأخرى المزعجة التي تصاحبها، ولذلك نُلمس وجود تغاض عن سلبياتها التي تمس المواطنين المسالمين المتحصنين في بيوتهم، خشية من كوفيد-19. 

 منذ سنوات طويلة لم نشاهد سماء الوطن مزيّنةً بهذه الألعاب الطائرة، برغم بعض الإزعاجات التي تتسبب بها. فهذه الطائرات المتوافرة بثمن بخس للعائلات رقيقة الحال، تُعتبر بديلاً سهلاً وسريعاً للطائرات المَعدنية الفخمة والمُكلفة مالياً والمُسيّرة عن بُعد باللاسلكي؛ اذ لا يستطيع عامة الناس مُجرّد التفكير في اقتنائها، وتبقى حُلماً جميلاً يراود الأطفال ويرافقهم إلى سِني كهولتهم.

 لا أعتقد أن هذه الطائرات تعيق حركة الطيران في أجواء الوطن، لكن بعض الممارسين لهذه الهواية لا يلتفتون لما تسبّبه من أذى لغيرهم.. بل إنهم لا يأبهون لذلك أبداً! وأحياناً، يُضطر أصحاب المحال والبيوت والمتاجر إلى إصلاح ما خرّبته هذه الطائرات، بكل ما يتسبب به هذا الإصلاح من كُلف مالية كبيرة. والأكثر إزعاجاٌ في هذا الأمر، أن غالبية المُتسبّبين بالتخريب لا يعترفون به. بل، ولا توجد قوانين؛ بحسب معرفتي؛ تسمح بإلقاء القبض عليهم أو لمجرد زجرهم، فهم يختفون فور اقترافهم الموبقة، وغالبيتهم (يُطيّرون) طائراتهم بعيداً عن المواقع التي يتحصّنون بها، وبالتالي يَصعب التعرّف على شخصياتهم. فقد يُدير (ربّان) الطائرة سفينته الفضائية متحصناً في جبل عمّان، لكن طائرته تحلق فوق جبل الحسين! 

 هؤلاء يتنصلون بكل صلف وعنجهية من التخريب الذي تتسبب به طائراتهم، ويختفون عن الأنظار وكأن شيئاً لم يكن!، وهو ما حدث معي بالذات أكثر من مرة، ولم أتمكن من تجريم أصحاب الجُرم، والبقية تأتي في رأي الحكومة وهيئات القانون.

*كاتب وصحفي أردني.

التصنيفات: مقالات
بواسطة: مروان سوداح

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *