تعهدت الصين وعُمان يوم الاثنين، بتعزيز التواصل والتعاون، وبذل جهود مشتركة لمساعدة الشرق الأوسط على تحقيق السلام والاستقرار.
جاء ذلك التعهد خلال لقاء بين عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني السيد فهد بن محمود آل سعيد، بالعاصمة العُمانية مسقط.
وأشار وانغ إلى أن الصين وعمان بلدان محبان للسلام، يفخر كل منهما بتاريخ طويل يضرب في عمق الزمن، مضيفا أن “طريق الحرير البحري” الذي ربط في وقت ما بين الشعبين كان هو نقطة البداية للتبادلات الودية بين البلدين ولعلاقة الصداقة التقليدية بين الصين والعالم العربي بوجه عام.
وأشاد وانغ بالعلاقات الصينية-العمانية بوصفها نموذجا للعلاقة القائمة على قدم المساواة وتبادل المنفعة وتحقيق الربح للجانبين بين بلد كبير وآخر صغير، لافتا إلى أن الصين وعمان واصلتا تعميق شراكتهما الاستراتيجية عبر تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتبادل الدعم القوي بشأن القضايا التي تمس المصالح الأساسية لكل منهما.
وأوضح وانغ أن الجانبين اتفقا خلال زيارته على تعميق التضافر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية و”رؤية 2040″ العمانية، وتوسيع نطاق التعاون الثنائي الذي يحقق مصالح الشعبين.
وأضاف أن الصين وعُمان تؤيدان بقوة إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية والتمسك بالتعددية وحماية النظام الدولي، القائم على القانون الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن البلدين اتفقا أيضا على بذل الجهود المشتركة لمواصلة علاقة الصداقة التقليدية والمضي قدما بها، والسعي بقوة نحو تحقيق تطور أكبر للشراكة الاستراتيجية بينهما في العصر الجديد.
وأكد أن الصين لا تسعى مطلقا إلى تحقيق مكاسب خاصة أو تأسيس مجال نفوذ في الشرق الأوسط، ولا تعتزم المشاركة في المنافسة الجغرافية بالمنطقة، مشددا على أن بكين تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون الجنوبي-الجنوبي مع بلدان الشرق الأوسط، والدفاع عن المصالح المشتركة وتحقيق التنمية المشتركة.
وأعرب وانغ عن دعم الصين لبلدان الشرق الأوسط، التي قال إنها يجب أن تظل سادة مصائرها، في سبيل تسوية قضاياها الساخنة ومشكلاتها التي خلفها التاريخ عبر الحوار والتشاور، مضيفا أنه يثق بأن بوسع بلدان المنطقة العمل معا لبناء شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا ورخاء، ما دام بوسع دول المنطقة اعتماد التفاهم والتسامح والثقة تجاه بعضها البعض.
وأشاد وانغ أيضا بسياسة عُمان الخارجية المعتدلة والبراجماتية، مستشهدا على ذلك بجهود عمان لإقامة تواصلات مكثفة مع البلدان الأخرى في المنطقة، ودورها المتفرد في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
وأكد أن الصين ستواصل كونها شريكة موثوقة على المدى البعيد بالنسبة لعمان وغيرها من بلدان الشرق الأوسط.
من جانبه، قال فهد إن الصين تلعب دورا رئيسيا على الساحتين الإقليمية والدولية، وتقدم إسهاما كبيرا في تحقيق التنمية السلمية في المنطقة وفي العالم بأسره.
وأشار إلى أن عمان تعتز بصداقتها مع الصين، موضحا أن بلاده تعتزم السعي بقوة نحو توسيع نطاق التعاون مع الصين، والمضي في تطوير العلاقات الثنائية.
وقال إنه في ضوء الصراعات والخلافات الكثيرة التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط، يتعين على بلدان المنطقة السعي نحو الاتحاد في أوقات السراء والضراء.
وأشاد فهد بتمسك الصين بمبدأ الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة في سياستها الخارجية، معربا عن تطلعه إلى أن تمارس الصين تأثيرها بدرجة أكبر وتقدم إسهامات أكبر لتحقيق المستقبل المشرق للشرق الأوسط وللعالم بأسره.
وأكد اعتزام عُمان تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين، وبذل الجهود الحثيثة معها لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.
الصين وعمان تتفقان على تعزيز التعاون ودفع محادثات التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي
عقد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي يوم (الاثنين)، اجتماعًا مع نظيره العماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي، اتفق خلاله الجانبان على تعزيز التعاون الثنائي ودفع محادثات منطقة التجارة الحرة قدما بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.
وقال وانغ إن الروابط بين الصين وسلطنة عمان، التي لها تاريخ طويل يعود إلى طريق الحرير، تجسد العلاقات الصينية-العربية والتبادلات الودية بين الحضارتين العظيمتين، معربًا عن امتنانه لسلطنة عمان لتمسكها القوي بسياسة صين واحدة ودعمها للقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين.
وأوضح أن الصين تدعم عمان في حماية أمنها واستقرارها الوطنيين واستكشاف مسارًا للتنمية بشكل مستقل بما يتماشى مع ظروفها الوطنية.
وأضاف وانغ أن الصين ترغب في أن تكون أكثر أصدقاء عمان جدارة بالثقة للسعي بشكل مشترك نحو تحقيق تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية بين الصين وسلطنة عمان في العصر الجديد، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
كما قال إن الصين تهدف إلى تعميق التضافر بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين ورؤية عمان 2040، وتعزيز التعاون الصيني-العماني في مجالات تشمل الطاقة والاستثمار ومصايد الأسماك والتكنولوجيا الفائقة والجديدة والموارد البشرية، وذلك لاستكمال كل منهما لمزايا الأخرى وتحقيق التنمية المشتركة.
ودعا وزير الخارجية الصيني إلى بذل جهود مشتركة لتنفيذ مبادرة التعاون الصيني-العربي في مجال أمن البيانات للمساعدة في تعزيز صوت الدول النامية في صياغة القواعد المنظمة للاقتصاد الرقمي العالمي.
وقال وانغ إن الصين وعمان بحاجة كذلك إلى تعزيز تعاونهما في الرياضة والسياحة، وذلك بهدف توطيد الصداقة بين الشعبين.
كما أعرب عن استعداد الصين للتعاون مع سلطنة عمان وباقي دول مجلس التعاون الخليجي لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في أقرب وقت ممكن.
وفي إشارته إلى الوضع في الشرق الأوسط، قال وانغ إنه يتعين حل القضايا الإقليمية من خلال المفاوضات السلمية بين الدول المعنية وشعوبها، لأن “الشرق الأوسط يخص شعوبه”.
وأشار إلى أن هذه المنطقة عانت طويلًا من التدخل المفرط من قبل القوى الكبرى والتنافس الجيوسياسي بينها، مؤكدًا أن الصين تأمل في أن تتمسك دول الشرق الأوسط بالاستقلال والاعتماد على الذات واستكشاف مسار تنمية يتماشى مع الظروف الإقليمية، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة على نحو مشترك.
وتعهد وانغ بأن الصين، بصفتها صديقة وشريكة جيدة لدول الشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج، ستواصل الوقوف معها بحزم ودعم جهودها لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار على نحو دائم.
وأعرب عن ثقته في أن عمان، بفضل سياستها الخارجية المتسقة والمعتدلة والشاملة، ستلعب دورا فريدا في السعي نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ومن جانبه، أشاد البوسعيدي بالقفزات التي قطعتها العلاقات العمانية-الصينية خلال الأربعين عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال إن عمان تتمسك بشدة بسياسة صين واحدة، وتتطلع إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الصين في شتى المجالات لتحقيق المنفعة المتبادلة.
كما أعرب عن تطلعه إلى تعزيز التعاون في مجال اللقاح مع الصين، بهدف تعزيز المعركة الإقليمية والعالمية ضد (كوفيد-19)، في ضوء تقدير السلطنة لدعم الصين لها في مكافحة المرض.
وقال إن سلطنة عمان تثني على مبادرة الحزام والطريق، وتحرص على أن تكون شريكة حقيقية في الدفع بهذه المبادرة، مشيرًا إلى أن عمان تفتح جميع قطاعاتها للصين وترحب بالاستثمارات الصينية في السياحة والطاقة والطاقة المتجددة والتعدين والعلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية.
ووصف الوزير العماني الصين بأنها قوة مهمة في حماية التوازن والاستقرار العالميين، وأشاد بموقف الصين العادل تجاه القضايا الإقليمية الساخنة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، ودور الصين البناء في الحفاظ على أمن الشرق الأوسط، ومساهمة الصين الإيجابية في الحفاظ على القوانين والأعراف الدولية والنظام الدولي.
كما أكد أن عمان تدعم إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في وقت مبكر، مضيفًا أن عمان ستعمل على تعزيز تواصلها وتعاونها مع الصين من أجل تقديم مساهمة مشتركة في السلام والازدهار الإقليميين والعالميين.
واتفق الوزيران على توقيع اتفاقية للإعفاء من التأشيرة، وشهدا التوقيع على عدة وثائق بشأن التعاون في مجالات الثقافة والإعلام والصحة. كما حضرا مراسم إزاحة الستار عن لوحة نصب تذكاري للملاح الصيني تشنغ خه.
وزير الخارجية: الصين تتطلع إلى أن تلعب عمان دورا فريدا في الشؤون الإقليمية والعالمية
قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي يوم (الاثنين)، إن الصين تتطلع إلى أن تلعب عمان دورا فريدا وبناء في الشؤون الإقليمية والدولية.
صرح وانغ بذلك خلال اجتماعه مع وزير المكتب السلطاني العماني، سلطان بن محمد النعماني.
ونقل وانغ التحيات القلبية من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، قائلاً إن الصين تنتهج دائمًا سياسة خارجية مستقلة للسلام، وتدعو إلى المساواة بين الدول الكبيرة والصغيرة، وهو ما يشبه السياسة الخارجية السلمية لسلطنة عمان منذ أمد طويل.
ووصف وانغ سلطنة عمان بأنها شريكة استراتيجية موثوقة، وقال إن الصين ترغب في تعزيز الصداقة التقليدية، وتعميق التعاون في شتى المجالات، والسعي نحو تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية بين الصين وسلطنة عمان في العصر الجديد.
وتعهد وانغ بدعم الصين القوي لعمان في حماية سيادتها وأمنها واستقرارها، واتباع مسار تنمية يتماشى مع ظروفها الوطنية، ولعب دور فريد وبناء في الشؤون الإقليمية والدولية.
وأعرب وانغ عن تقديره لما تقدمه سلطنة عمان من دعم راسخ تجاه القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، مضيفًا أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، لا سيما التجارة والاستثمار وشبكات الجيل الخامس وتكنولوجيا المعلومات، في محاولة لمساعدة عمان في استراتيجيتها نحو تحقيق هدف التنويع الاقتصادي.
وشكر سلطنة عمان على توفير وسائل الراحة لتجديد أسطول الحراسة البحرية الصيني، داعيًا البلدين إلى تعزيز التبادلات والتعاون، وبذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.
ومن جانبه، طلب النعماني من وانغ نقل تحيات السلطان هيثم الصادقة وتمنياته الطيبة إلى الرئيس شي، مشيرًا إلى أن عمان تعتز بصداقتها التقليدية مع الصين وتتطلع إلى تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وقال إن عمان ترحب بالشركات الصينية للاستثمار فيها، وتأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات وتنفيذ تعاون ثلاثي في المنطقة.
وأكد أن بلاده تلتزم دائمًا بمبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وستعزز التواصل والتنسيق مع الصين لمكافحة الإرهاب وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة بشكل مشترك.
وتعهد بأن عمان ستواصل توفير وسائل الراحة لتجديد أسطول الحراسة البحرية الصيني.