خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين وروسيا في الحقبة الأمريكية الجديدة
بقلم: طارق قديس *
في مستهلِّ الحقبة الرئاسية في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدت النوايا المُبيَّتة تجاه كل من الصين وروسيا تطفو على السطح، وأن الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على فترة مضطربة في علاقاتها مع كلا القوَّتين العُظْمَيَيْن، تمهيداً لحقبة تُحاكي في معالمِها معالمَ الحرب الباردة في القرن المُنْصَرم، خاصة بعد أن فاجأ الرَّئيس الأمريكيُّ العالم في مقابلةٍ خاصَّة بتصريح غريب ومرفوض حين قام بوصفِ الرئيس الروسي زوراً وبهتاناً بأنه “قاتل”، وكان من قبل قد توعَّد بكين بأنها ستدفع الثمن جرّاء انتهاكها لحقوق الإنسان على أراضيها، وهو ادِّعاءٌ كاذب مُضلِّل نسجته مُخَيِّلَةُ الآلةِ الإعلامية الغربية لمحاربة جمهورية الصين الشعبية والحد من وتيرة تقدمها الاقتصادي والسياسي في العالم.
وعلى خلاف الموقف الأمريكي الداعي للتصعيد ضد كل من بكين وموسكو، أكد الجانب الصيني على ضرورة إرساء السلام العالمي ومد يد التعاون المشترك بين مختلف الدول من أجل خدمة الإنسانية، والإشارة إلى أن التصعيد الأمريكي تجاه بكين لن يخدم أحداً، فيما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن لغة التهديد لن تجدي نفعاً مع روسيا.
لذا فمن المتوقع أن تحمل الأيام المقبلة من حقبة الرئيس الأمريكي في سنواته الأربع الكثير من المحاولات العبثية لتشويه صورة الإنجازات الروسية والصينية في تحدٍّ صارخ لِثِقْلَين على المستوى الدولي، وذلك ما لم تعد القيادة في البيتِ الأبيضِ إلى رُشْدها، وتجد في الشراكة مع الصين وروسيا مخرجاً سلساً لكافة الأزمات المصطنعة من جانب الولايات المتحدة تجاههما، وهو الأمر الذي إذا ما تم سيتحقق فيه خير الإنسانية على مُخْتلفِ المُستويات، غيرَ أنَّه يبقى مجرد افتراضٍ هو أقربُ في حقيقتِهِ إلى أحلام اليقظة لما نعرفه عن حقيقة النوايا الأمريكية وخفاياها.