شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين وجلسة مجلس الأمن والجرائم الصهيونية
بقلم: الدكتورة كريمة الحفناوى*
*الكاتبة إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية؛ وعضو متقدم ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
لم تقصِّر الولايات الأمريكية لحظة واحدة فى الدعم المطلق للكيان الصهيونى المحتل الغاصب لفلسطين العربية بما فيها العدوان الأخير على غزة، الذى اغتالت فيه قوات الاحتلال البشر والحجر والشجر وحرقت المحاصيل وهدمت البيوت على قاطنيها المدنيين، فقتلت النساء والأطفال بوحشية، وبدلًا من إدانة جرائم الحرب ضد الإنسانية صممت أمريكا بإدارتها الجديدة تحت رئاسة جو بايدن على التأكيد بما أسمته أن “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”، بل وعرقلت خروج قرار من مجلس الأمن على مدى 4 جلسات وأفشلت إدانة “إسرائيل” وانتهاكاتها العنصرية فى محاولة طرد أهالى القدس الشرقية فى سلوان، والشيخ جراح من منازلهم، لاستكمال مخطط التطهير العرقى والاستيلاء على المدينة المقدسة وتهويدها.
لقد واجه الشعب الفلسطينى الصامد المقاوم فى كل فلسطين (فى الضفة وغزة والأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948) فظائع القتل والتهويد والتشرد والطرد دون أن تلين عزيمتهم، فالمقاومة بكل أشكالها بما فيها المسلحة ضد المحتل حق مشروع يكفله القانون الدولى.
إن الإنتهاك الصهيونى السافر للقانون الإنسانى وللقانون الدولى مستمر منذ عقود بدعم من القوى الإمبريالية العالمية دون أى تدخل مؤثر من المؤسسات الدولية لوقف هذه الانتهاكات أو إدانتها عدا شجب هنا أوهناك خافت الصوت.
ولكن فى هذه المرة تولّت الصين رئاسة جلسات مجلس الأمن خلال الشهر الجارى مايو، فكان لها تأثير كبير فى الجلسات، وجاءت كلمتها على لسان وزير خارجيتها (وانغ يي) فى 16 مايو، استمراراً لدعم حق الشعب الفلسطينى فى تكوين دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حيث عبَّر وزير خارجية الصين عن أسفه لعرقلة واشنطن إصدار إعلان يدين الانتهاكات الإسرائيلية ويطالب بوقف فورى للعدوان على غزة وقتل المدنيين وقال “بسبب عرقلة دولة واحدة لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوتٍ واحدٍ”، داعيًا الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحمل مسئولياتها.
ومن المعروف أن الصين أول دولة غير عربية اعترفت بفلسطين، ولقد تضمنت كلمة الصين أنه يجب على المجتمع الدولى اتخاذ تدابير لمنع التوتر ولابد من تسوية الأوضاع بما يحقق السلام الدائم.
وطالبت الصين بعدة مطالب، أولًا: وقف إطلاق النار؛ وثانيًا: وقف العنف وحظر السلاح الذى استُخدِم فى هدم المبانى وتسويتها بالأرض ونزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى أماكن بعيدة ومنها مدارس الأونروا التى لم تنج من الهجوم؛ وثالثًا: وقف القتال الذى تسبب فى تدهور الأوضاع ووقف تدمير منازل الفلسطينيين واحترام الأماكن المقدسة وتلافى الإصابات بين المدنيين؛ ورابعًا احترام قررارات الشرعية الدولية.
كما تضمنت كلمة الصين “على المجتمع الدولى تقديم المساعدات الإنسانية لفلسطين ولوكالة الأونروا، وعلى الأمم المتحدة أن تضطلع بدورها لتلافى الكوارث الدولية”، بالإضافة لحل الدولتين وتفعيل الرباعية الدولية، وناشدت الصين الولايات المتحدة بأن تضطلع بمسئوليتها باتخاذ موقف بجانب المجمع الدولى، ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى لموقف أقوى.
وأنهى وزير خارجية الصين كلمته “حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة فلسطينية والذى تم تقويضه، ولابد من تسوية دائمة لحل الدولتين فالقضية مستمرة على مدى أكثر من 70 عامًا، وندعو للمفاوضات وإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، ونرحب بمفاوضات مباشرة بين فلسطين وإسرائيل فى الصين. إن التاريخ سيساءلنا وعلينا التضامن مع العدل والسلام والإنصاف”.
إننا نتمنى تحركا دوليًا واسعا لحل القضية الفلسطينية التى بدأت بوعد بلفور للصهاينة فجاءوا من شتى بلاد العالم لاحتلال أرض فلسطين مع ممارسة الاعتداءات على الشعب الفلسطينى واستمرار ذلك حتى الآن دون خضوع الكيان الصهيونى المحتل لتنفيذ أى قرارات شرعية دولية .
وفى الوقت الذى نثمّن فية دور دولة الصين الصديقة بوقوفها بجانب الحق الفلسطينى، إلا إننى أرى أن من حق الشعوب المحتلة المقاومة بأشكالها كافة، بما فيها المقاومة المسلحة، لأن هذا الكيان الصهيونى يخالف الاتفاقيات الدولية كافة، ويقوم بانتهاكات وجرائم حرب ضد الإنسانية وشرع بتهويد القدس، والتطهير العرقى داخل القدس المحتلة، وأنه على مدى أكثر من 28 عامًا منذ توقيع اتفاقية أوسلو 1993، يرفض تنفيذ القرارات الدولية ويماطل فى مفاوضات ثنائية أو مع الرباعية الدولية دون أية نتيجة بل مزيد من قضم الأراضى الفلسطينية وقتل وتشريد الأطفال والنساء والشيوخ وفرض الحصار اللاإنسانى على قطاع غزة والتوسع فى بناء مزيد من المستوطنات غير الشرعية.
لذا، أجد أنه لا فائدة من مفاوضات تحت راية الرباعية الدولية ونثمن مطالبكم باضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته للحل العادل والشامل من أجل سلام واستقرار المنطقة والعالم.
إن الشعوب العربية تطالب ب:
ـ إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف؛
ـ وقف السياسة العنصرية والتطهير العرقى للاحتلال الصهيونى فى القد؛.
ـ رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر لتخفيف المعاناة الإنسانية على أهالى القطاع؛
ـ مقاطعة المنتجات الصهيونية ومقاطعة الكيان الصهيونى دبلوماسيا وفنيا ورياضيا وثقافيًا؛
ـ محاكمة الصهاينة الذين اقترفوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحاكم الدولية؛
ـ وقف التطبيع مع الكيان الصهيونى؛
ـ وضع خطة وآليات وسقف زمنى لإنهاء الاحتلال.
كل التحية للمقاومة الفلسطينية، والمجد والخلود للشهداء والنصر والبقاء للشعوب.
24 مايو 2021.