منذ بداية هذا العام، تتفاعل الصين ودول الشرق الأوسط بشكل مكثف. إذ أنه قام كل من الرئيس المصري والأمير القطري وولي عهد أبوظبي لدولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة الصين لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيجينغ، وعقدوا اللقاءات الثنائية مع الرئيس شي جينبينغ؛ وحضر رؤساء مصر والجزائر وإيران الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية؛ وقام عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ واستقبل مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي في الصين وزراء الخارجية لسبع دول في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشاركته لأول مرة في اجتماع وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي. لقد وجدت هذه التبادلات الرفيعة المستوى صدى كبيرا في الشرق الأوسط. وأعربت دول المنطقة عن رغبتها في مواصلة تعزيز التضامن والتعاون مع الصين للحفاظ على المصالح المشتركة وبناء أسرة كبيرة على أساس التعاون والكسب المشترك وللمستقبل المشترك في ضوء التبادلات المتميزة بين الصين ودول الشرق الأوسط.
بناء أسرة كبيرة للمنفعة المتبادلة والكسب المشترك
منذ آلاف السنين، كانت الصين ودول الشرق الأوسط تتعرف على بعضها البعض وتتبادل مع بعضها البعض عبر طريق الحرير القديم. بعد الدخول إلى القرن الجديد، ضخت مبادرة “الحزام والطريق” حيوية جديدة لطريق الحرير القديم. لغاية الآن، قد وقعت 20 دولة من الشرق الأوسط على وثائق التعاون في إطار “الحزام والطريق” مع الصين. وشهد التعاون بين الجانبين في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة تعميقا مستمرا، بالتزامن مع تكوين نقاط بارزة جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي وشبكة الجيل الخامس والطيران والفضاء وغيرها. في الفترة الأخيرة، تم تشغيل القطار الكهربائي الخفيف في مدينة العاشر من رمضان بمصر بشكل سلس، وتم الانتهاء بنجاح من تدشين ملعب وهران الأولمبي في الجزائر، وتم افتتاح خط الشحن البحري المباشر بين الصين والسودان رسميا. إن هذه النتائج الملحوظة والملموسة للتعاون جلبت فوائد حقيقية لشعوب دول الشرق الأوسط.
بناء أسرة كبيرة للتضامن وتقوية الذات
إن تاريخ التبادلات بين الصين ودول الشرق الأوسط هو تاريخ للكفاح من أجل الاستقلال والتضامن وتقوية الذات. تبادل الجانبان العون والدعم في نضالهما من أجل التحرر الوطني، ونشأت صداقة عميقة بينهما في هذه العملية. في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، يتعزز الوعي بالاستقلال لدول الشرق الأوسط باستمرار. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقابلة صحفية مؤخرا إن الدول العربية لن تخضع لضغوط الدول الغربية بشأن القضية الأوكرانية. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية أن الدول النامية هي القوة الرئيسية للحفاظ على توازن النظام الدولي وتعزيز التنمية الدولية، ونحن بحاجة ماسة إلى إعادة بناء نظام دولي متوازن وتشكيل معادلة دولية جديدة. تتبادل الصين ودول الشرق الأوسط الدعم الثابت للدفاع عن مصالحها في وجه تدخل القوى الخارجية في شؤونها الداخلية. أثناء الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة في هذا العام، شاركت 18 دولة من الشرق الأوسط في التوقيع على البيان المشترك الداعم للصين، وهي حافظت مجددا بتحركاتها الملموسة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والعدل والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية.