في الوقت الحالي، تجتاح الثورات التكنولوجية الجديدة والتغيرات الصناعية العالم، ودخلت البشرية العصر الرقمي. أدى التكامل العميق بين التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي إلى ضخ زخم جديد في النمو الاقتصادي. في الوقت نفسه، تتزايد مخاطر أمن البيانات يوما بعد يوم.

ومن الأسف، قامت بعض الدول الغربية بتسييس أمن البيانات، والذي يعد قضية حوكمة عامة، اتهمت بعض الدول الغربية الدول الأخرى باسم “النظافة” واستخدمت الأمن كذريعة لمطاردة الشركات الرائدة في البلدان الأخرى، مثل شركة التكنولوجيا الصينية هواوي.

ومع ذلك، عندما تواصل هذه الدول الغربية الضجيج على أمن بيانات الشركات الصينية مع تهديد “الأمن القومي”، وقعت الصين اتفاقيات تعاون متبادل المنفعة ومربحة للجانبين مع الدول النامية “لإثبات براءتها”. كما استفادت الدول المعنية من التعاون مع الصين في مجالات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والقضايا الأخرى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تسعى العديد من الدول العربية إلى التنويع الاقتصادي وتسريع تطوير التكنولوجيا الحديثة، وقد تعاونت مع الصين في مجال التكنولوجيا الفائقة: مشروع التدريب على الذكاء الاصطناعي الذي أنشأته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية وشركة هواوي في جامعة أسوان يوفر التدريب الفني للمحافظات مثل محافظة أسوان حيث الموارد التعليمية نادرة نسبيا، بما في ذلك شبكات الاتصالات للجيل الرابع والجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات الضخمة والحوسبة السحابية؛ كما أن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية واسعة الانتشار أيضا مرتبطة بـ “رؤية 2030” للمملكة العربية السعودية. وقع المكتب السعودي للبيانات والذكاء الاصطناعي اتفاقيات تعاون مع شركات علي بابا وهواوي وشركات أخرى في أكتوبر 2020، يتضمن المحتوى بناء المدن الذكية وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العربية، كما في تفشي جائحة الوباء، تعاونت هواوي مع مكتب تطوير المدينة المنورة في السعودية وآخرين لتطبيق المنتجات والحلول القائمة على الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء..

يجب أن يؤدي التعاون المكثف في مجال البيانات إلى بناء سياج أمني. بناء على ذلك، فإن الصين مستعدة لشق طريق الثقة المتبادلة والحوكمة المشتركة مع الدول الأخرى لجعل مجتمع الفضاء الإلكتروني مع مستقبل مشترك أكثر نشاطا في البيانات!

في يوم الـ24 مارس 2021، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في محادثاته مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، أنه يجب على الصين والسعودية تعزيز التعاون في المجالات الناشئة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لمساعدة السعودية على تعزيز التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. يستعد الجانب الصيني للعمل مع الدول العربية بما في ذلك السعودية للاقتراح المشترك للمبادرة الصينية العربية للتعاون في مجال أمن البيانات لجعل تنمية الاقتصاد الرقمي أكثر أمانا وتنظيما وانفتاحا وتبادل المنفعة للطرفين.

في الوقت الحاضر، تتزايد الابتكارات عالية التقنية مثل الجيل الخامس، مما يساعد على التحول الرقمي للصناعات التقليدية ويضخ زخما جديدا في التنمية عالية الجودة للاقتصاد والمجتمع. التمسك بمفهوم المثابرة على التشاور والتشارك والتنافع من أجل الفوز المشترك، بدلا من “تشكيل مجموعات” للانخراط في المواجهة، هذه هي الطريقة الصحيحة للتعاون في أمن البيانات!

*المصدر : سي جي تي إن العربية.