شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
باسم محمد حسين*
*تعريف بالكاتب: #باسم_محمد_حسين: كاتب وإعلامي معتمد للكتابة في شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية في الجزائر؛ وعضو ناشط في #الاتحاد_الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين؛ ورئيس فرع البصرة للنقابة الوطنية للصحفيين #العراقيين، ومدير تحرير مجلة “#الغد”، وعضو في الحزب #الشيوعي العراقي.
لم ينفك الرئيس الأميركي ترامب عن مهاجمة الصين منذ تسلمه المسؤولية الرسمية ولغاية اليوم، ففي كل محفل وفي كل حديث يذكر الصين سلبياً ويحاول استفزاز التنين سوياً إلى جانب كادر الإدارة الأميركي، وأولهم وزير خارجيته جورج بومبيو، وربما آخرهم نائبه مايك بنس .
هناك عبارة جميلة جداً انطلقت من القوات المسلحة الصينية في الأمس القريب، وهي: (الجيش الصيني لن يرقص على نغمات واشنطن). العبارة جاءت كرد على مقولات واتهامات أميركية بعد حادثة (تجريبية) لإطلاق صاروخين صينيين على “هدف معادٍ” دخل بحر الصين الجنوبي، بالقرب من جزيرة هاينان (جنوب البلاد)، الأمر الذي (أزعج!) الولايات المتحدة الأميركية، وكانت هناك تصريحات معادية لاطلاق الصاروخين واتهامات أمريكية غير مسؤولة إتجاه الصين.
يبدو أن العم سام تناسى ما فعلته الأجهزة الاميركية منذ صعود الرئيس ترامب للسلطة، في محاولات منها لمحاصرة وتحجيم الصين العملاقة.. بدءاً من رفع التعريفة الجمركية لمرات عديدة على أغلب السلع الصينية التي تستوردها دولته.. مروراً بأحداث الشغب في هونغ كونغ ومحاولات امريكا خلق المشاكل بين مناطق الدولة الواحدة.. يُضاف إلى ذلك موضوع شركة “هواوي” للاتصالات.
وليس أخيراً موضوع كورونا الذي نجحت الصين في احتوائه بسرعة كبيرة مقارنة بحجم المشكلة عندما بدأ في مدينة ووهان، بينما تراخت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية في بادىء الأمر في اتخاذ الاجراءات المناسبة والسريعة لمواجهة الجائحة الجديدة.
إن صعود الصين في السنوات الاخيرة في جميع المجالات تقريباً، يشكّل ظاهرة لافتة للنظر، وربما يُغضب البعض، وخصوصاً القيادة الأميركية التي ترى بأن منافستها الأولى بدأت تتفوق عليها.
في الجانب الاقتصادي نلاحظ ان معدل النمو في الصين يتجاوز 6% سنوياً، بينما في الولايات المتحدة لم يتجاوز 2.5% في أحسن الاحوال، بالرغم من كل ما يفعله ترامب للنهوض بهذا الجانب.
وعلى الصعيد التكنولوجي، فموضوع شركة “هواوي” ونظام (G5) للاتصالات خير مثال على ذلك. وفي الجانب الصحي، لا يمكن لأي متابع تناسي كيفية تعامل الصين مع جائحة كورونا بالسرعة والدقة والحزم الذي تابعناه باهتمام، فكان للصين التصدي الناجح والسريع للوباء وإنقاذ الارواح.
والذي يتقدم في هذه المجالات لابد أن يكون متقدماً في مجال الدفاع عن النفس، ويُسخّر جزءاً من امكانياته الجيدة لتطوير الجيش والأجهزة والقوات الساندة تدريباً وتسليحاً وتنظيماً ورفعاً للمعنويات.
الصين فرضت نفسها اقتصادياً وتقنياً ولابد للجميع من الاعتراف بهذا الأمر الواقع، والتعامل معه بجدية عالية، بغية تحقيق أهداف الشعوب في العيش الرغيد.
وطريق الحرير الجديد هو يد سخية ممدودة للتعاون مع الجميع لخلق مستقبل زاهر للبشرية، من خلال التشارك في البناء وفي كافة المجالات.
الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر المقبل، ربما تتغير البوصلة فيها من الجمهوريين الى الديمقراطيين، ويتحجّم هذا التصعيد وتقل نسبة الاشتباك بين القوتين الكبريين في الأرض، وربما يستمر الصراع..ولا نتمنى ذلك.
*التدقيق والتحرير: أ. مروان سوداح.
*المراجعة والنشر: أ. عبدالقادر خليل.