شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
الصين و الأمم المتحدة.. التعاون من أجل التنمية السلمية والقضاء على الفقر
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوي*
*تعريف بالكاتبة: إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
هذا العنوان الخاص بالمقال جاء من عنوانين لمجلة الصين اليوم. العنوان الأول فى مجلة (الصين اليوم)، عدد أكتوبر، حيث كان ملف العدد عن “التحرر والحد من الفقر”. والعنوان الثانى فى ملف عدد نوفمبر من نفس المجلة والذى يتحدث عن “عالم واحد.. أسرة واحدة”، والذى يتناول وقوف الصين مع الأمم المتحدة جنبا إلى جنب من أجل التنمية السلمية والتعاون المنسجم.
ولارتباط الموضوعين، رأيت أن أتحدث عنهما فى مقال واحدـ لأن القضاء على الفقر يحتاج لخطط وإرادة سياسية وتنمية مستدامة، وهذا ماقامت به الصين فى الداخل وتتعاون مع الأمم المتحدة فى كل المجالات وحل القضايا الإقليمة والعالمية، منذ إنشاء الأمم المتحدة من 75 عاما.
ولأن الفقر حجر عثرة وعقبة كبرى فى تحقيق الاستقرار والسلام أدرجت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة 2030 فى سبتمبر 2015 للقضاء على الفقر بجميع أشكاله، والقضاء على الفقر المدقع مع بناء أنظمة الحماية الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الرجال والنساء.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “إن استراتيجية الحد من الفقر المستهدفة هى الطريقة الوحيدة لمساعدة الفقراء وتجربة الصين يمكن أن تكون مفيدة للدول النامية”
التزمت الصين منذ تنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح بالقضاء على الفقر عن طريق زيادة الاستثمارات فى الريف وتحسين البنية التحتية والخدمات فى المناطق الفقيرة والأكثر فقرا مع التصنيع وخلق فرص عمل للعائلات الفقيرة.
كما ساعدت الحكومة الفقراء على تحسين أحوالهم بالحصول على حقهم فى التعليم والرعاية الصحية وضمان التعليم الإلزامى باعتماد تدابير مساعدة للطلاب بهدف ضمان تمكن جميع أطفال العائلات ذات الدخل المنخفض من إنهاء الدراسة بجانب زيادة الدعم للموارد والأموال التعليمية فى المناطق الفقيرة للغاية سعيا لتحسين المستوى التعليمى فى المناطق التى تعانى من الفقر المدقع. وبالنسبة للرعاية الصحية تم توفير خدمات رعاية أفضل لتغطية عدد من الأمراض وبأسعار منخفضة مع دعم علاج الأمراض الشديدة.
وللتخفيف من حدة الفقر التزمت الحكومة الصينية بسياسة القروض الصغيرة لعمل مشروعات إنتاجية صغيرة ومتناهية الصغر تدر دخلا لتنتشل العائلات من الفقر واستفاد من هذه القروض 15 مليون عائلة فقيرة هذا بجانب إدخال الخدمات العلمية والتكنولوجية للقرى الفقيرة.
نتيجة لهذه الخطط إنخفض عدد الفقراء فى الصين من 99 مليون فردا فى نهاية 2012 إلى 5،5 مليون فقط فى مارس 2020 وانخفض معدل انتشار الفقر من 10,2% إلى 6،% لمدة 7 سنوات متتالية حيث انتشلت الصين 10 ملايين مواطن من الفقر كل عام وستشهد هذا العام 2020 القضاء على الفقر نهائيا. وستتخذ الحكومة فى الفترة القادمة تدابير لتعزيز التنمية الصناعية والتوظيف فى المناطق الفقيرة مع تطوير صناعات متميزة وتنافسية فى المناطق الريفية.
ومن ناحية أخرى توفر العديد من السياسات والبرامج الداعمة التى أدخلتها الصين شبكة أمان وحماية اجتماعية للعائلات ذات الدخل المخفض وهى تشمل المساعدة فى الأنشطة التجارية، والتوظيف، ومعونات الإعاشة الشهرية، وتقديم الدعم المنتظم للأشخاص الذين يعانون من صعوبات شديدة فى المعيشة، ومساعدات مؤقتة للأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية بجانب إطلاق مبادرة لتحسين مهارات العمال الريفيين التعليمية والمهنية وتوسيع رؤيتهم للحياة.
الصين من أوائل الدول التى وقعت على ميثاق الأمم المتحدة ودعمت بقوة أهداف ومبادىء المنظمة ودورها فى دعم السلام والأمن الدوليين ومنع الحروب ووالعمل على تنمية وازدهار الدول الفقيرة والنامية والعمل على تحقيق حقوق الإنسان فى المساواة بين الجنسين والصحة والتعليم بجانب قضايا المناخ والبيئة وفى عام 2015 فى الدورة السبعين للأمم المتحدة أكد الرئيس الصينى شى جين بينغ فى كلمته على بناء نمط جديد للعلاقات الدولية يكون جوهره التعاون والفوز المشترك وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية ونفذ صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة أكثر من ثمانين مشروعا بتكلفة 68 مليون دولار أمريكى لتقديم الدعم لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب والطاقة والزراعة والبنية التحتية والتعليم كما تدعم الصين عمل الأمم المتحدة للقضاء على الفقر والحد منه طوال الأربعين عاما من سياسات الإصلاح والانفتاح.
وبعد تفشى فيروس كورونا قدمت الصين 50 مليون دولار أمريكى كمساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية، وقدمت مساعدات مالية لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، وساعدت الدول فى توفير المستلزمات الطبية والوقائية لمواجهة تفشى الفيروس.
وفى مقال لرن يوان تشة، بمجلة (الصين اليوم)، عدد شهر نوفمبر 2020 تحت عنوان “الصين والأمم المتحدة جنبا إلى جنب من أجل التنمية السلمية والتعاون المنسجم”، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين على قيام منظمة الأمم المتحدة، أكد روبرت كون رئيس مؤسسة كوهن الأمريكية مرارا وتكرار على أن “الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد يجعل الناس فى جميع انحاء العالم يدركون بشكل عميق معنى واقعى لمفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية”.
إن الصين دولة تقترب من القضاء على الفقر بشكل نهائى ودولة تصعد اقتصاديا على مستوى العالم، وتشارك كقطب أساسى فى المرحلة القادمة، فهل تعى الدول الكبرى ذلك، وهل تعى الولايات المتحدة الأمريكية ذلك، أم ستستمر فى سياساتها الرأسمالية المعسكرة المتوحشة التى أوصلتنا إلى عالم منقسم غالبية سكانه يعانون من الفقر وتردى الخدمات.. تحكمه قلة متغطرسة فاحشة الثراء تثير الصراعات والحروب والنزاعات من أجل مصلحتها على حساب مصلحة الشعوب وعلى حساب السلم والسلام والعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية.