شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات وصادرات الصين بلغت 31.67 تريليون يوان (4.95 تريليون دولار أمريكي) في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، بزيادة قدرها 22.2% على أساس سنوي وقفزة بنسبة 23.4% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.

وعلى الرغم من أن جائحة “كوفيد-19” أغرقت الاقتصاد العالمي في حالة ركود، إلا أن التجارة الخارجية للصين حافظت على نمو ثابت وسليم.

وقال قاو لينغ يون، باحث في معهد الاقتصاد والسياسة العالمية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية “على خلفية التجارة العالمية المنكمشة بسبب الجائحة، حافظت التجارة الخارجية للصين على نمو إيجابي لمدة 17 شهرا متتاليا. ويرجع ذلك أساسا إلى الزخم القوي للاقتصاد الصيني. ولم تتغير الأسس طويلة المدى للاقتصاد الصيني، ووفر الإنتاج المحلي القوي والطلب الاستهلاكي دعما قويا لنمو التجارة الخارجية”.

في ظل تأثير الجائحة والتغيرات العميقة التي لم يشهدها خلال قرن، والصراع الحاد بين التعددية والأحادية، يواجه نظام الحوكمة العالمي تحديات عميقة غير مسبوقة، ولكن الانفتاح والتكامل لا يزالان يمثلان اتجاهات سائدة. ولا تزال الصين تعتقد أنه من المهم تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف مع منظمة التجارة العالمية في جوهره.

وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الخارجي، واصلت الصين الانفتاح، وتعزيز التنمية عالية الجودة للتجارة الخارجية، وطرح تدابير لتسهيل التجارة.

وقال تشو جيا مينغ، مدير مركز إدارة الحاويات في شركة ميناء قوانغتشو “في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، أضفنا ما مجموعه 19 خطا يرتبط معظمهم بالدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، مثل دول جنوب شرق آسيا واليابان وكوريا الجنوبية. وهناك ثلاث خطوط جديدة للولايات المتحدة”.

في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، تجاوز نمو الواردات والصادرات للصين 20% مع الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، زادت الواردات والصادرات من البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق” بنسبة 23%، لتصبح قوة دافعة جديدة للتجارة الخارجية للصين.

وإلى جانب ذلك، تم تحسين الهيكل التجاري للصين مع زيادة حجم الصادرات من منتجات التكنولوجيا الفائقة والمنتجات الميكانيكية والكهربائية في السنوات الأخيرة. وفي أحد الموانئ بمدينة شنتشن، “وادي السيليكون الصيني”، يتم تحميل الحاويات المليئة بمنتجات عالية التقنية على السفن يوميا، متجهة إلى الأسواق الخارجية عبر 200 خط دولي لنقل الحاويات.

وقالت كه هوه جيوان، مديرة قسم الإحصاءات والتحليل بجمارك شنتشن “تمثل حوالي 80% من الصادرات منتجات ميكانيكية وكهربائية. وأظهرت مبيعات المنتجات ذات القيمة المضافة العالية زخما جيدا في الأسواق الخارجية، وخاصة المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية”.

في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، نمت صادرات المنتجات الميكانيكية والكهربائية مثل السيارات والهواتف المحمولة والكمبيوتر بنسبة 22.4% على أساس سنوي، ما يمثل 58.9% من إجمالي قيمة الصادرات. وتستمر الصادرات في الارتفاع نحو الطرف الأعلى من سلسلة القيمة، وتستمر القدرة التنافسية للصادرات الصينية في الارتفاع.

وفي النصف الأول من العام الجاري، زادت حصة سوق الصادرات الدولية للصين بنسبة 0.9 نقطة مئوية على أساس سنوي لتصل إلى 14.6%، حيث تلبي السلع الصينية عالية الجودة الاحتياجات المعيشية للناس في جميع أنحاء العالم.

وفي الوقت نفسه، شهدت الصين نموا متسارعا لنماذج التجارة الخارجية الجديدة مثل التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والتخزين الخارجي. في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، نمت واردات وصادرات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود بنسبة 20.1%، وزادت صادرات مشتريات السوق بنسبة 37.7%.

وشهدت التجارة الإلكترونية العابرة للحدود ارتفاعا حادا في عدد الطلبات المقدمة من قبل المستهلكين في الخارج. ولتلبية طلبهم، قامت شركات الخدمات اللوجستية الصينية ببناء أكثر من 2000 مستودع في جميع أنحاء العالم. وفي مستودع ذكي بمساحة 20 ألف متر مربع يقع بالقرب من مطار شارل ديغول الفرنسي، ويتيح عمليات التسليم السريع للمستهلكين في البلدان الأوروبية.

وقال مستهلك فرنسي “أحب شراء المنتجات الصينية مثل المنتجات الإلكترونية ولعب الأطفال. وإن الخدمات اللوجستية سريعة للغاية”.

كما وفر النمو القوي في التجارة الخارجية قوة دافعة ثابتة لانتعاش الاقتصاد العالمي. وبعدد سكان يبلغ أكثر من 1.4 مليار نسمة ومجموعة متوسطة الدخل تزيد عن 400 مليون شخص، تستورد السوق الصينية الضخمة ما قيمته 2.5 تريليون دولار أمريكي من السلع والخدمات كل عام.

وفي النصف الأول من العام الجاري، ارتفعت حصة سوق الواردات الصينية 0.7 نقطة مئوية على أساس سنوي إلى 12%، مما ساهم في 15% من نمو الواردات العالمية، وفقا لبيانات منظمة التجارة العالمية.

*سي جي تي إن العربية.