اتخذت الصين سلسلة من السياسات والإجراءات خلال العقد الماضي لمعالجة شيخوخة السكان وتعزيز شعورهم بالراحة والسعادة والأمن للمسنين.
منذ السنوات العشر الماضية، اتخذت الصين استجابة استباقية للشيخوخة كإستراتيجية وطنية، وفقا للإستراتيجية الشاملة تجاه النهضة العظيمة للأمة الصينية. وخلال العقد الماضي، قامت الدولة بتسريع جهودها في تنمية نظام الضمان الاجتماعي وخدمات رعاية المسنين ونظام الرعاية الصحية للمسنين، مما يضمن حياة سعيدة لمئات الملايين من المسنين.
وبالنظر إلى شيخوخة السكان للصين وزيادة متوسط العمر المتوقع للمسنين، يجب أن تستمر خدمات رعاية المسنين في التوسع. ويجب تنمية برامج الشيخوخة والصناعات المعنية، وينبغي تعزيز بناء مرافق رعاية المسنين في مختلف المناطق. وبلغ عدد الصينيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما 267 مليونا.
وقامت الصين بتحسين سياسات الولادة لتعزيز التنمية السكانية طويلة الأجل والمتوازنة، ومراجعة قانون حماية حقوق المسنين ومصالحهم، وأصدرت وثائق معنية مثل الخطة متوسطة وطويلة الأجل للاستجابة الفعالة لشيخوخة السكان والمبادئ التوجيهية لتعزيز الجهود المبذولة للتعامل مع شيخوخة السكان في العصر الجديد، لتحسين نظام السياسات في هذا المجال.
وقال لي بانغ هوا، نائب مدير إدارة خدمات المسنين بوزارة الشؤون المدنية الصينية “في السنوات العشر الماضية، بذلت الصين جهودا غير مسبوقة وأحرزت تقدما تاريخيا في تنمية نظام خدمات المسنين من خلال إصدار المزيد من السياسات وزيادة الأموال. وتقدمت صناعات رعاية المسنين إلى نمط جديد يتميز بالدعم المشترك للحكومة والسوق والمجتمع، بدلا من مجرد دعم الحكومة”.
في العقد الماضي، تم تحسين نظام خدمات المسنين بشكل أكبر، من خلال إنشاء قائمة لخدمات رعاية المسنين الأساسية، ونظام الإعانات للمسنين الفقراء، ونظام خدمات الرعاية المنزلية للمسنين ذوي الاحتياجات الخاصة، ويستفيد منه ما يقرب من 37 مليون مسن.
كما استثمرت الحكومة المركزية ما مجموعه 35.9 مليار يوان (4.96 مليار دولار أمريكي) لدعم بناء مرافق خدمات المسنين، مع أكثر من 8.12 مليون سرير مهيأ لخدمات رعاية المسنين، مما ضاعف الرقم لعام 2012. وتغطي خدمات رعاية المسنين جميع المجتمعات الحضرية وأكثر من نصف المجتمعات الريفية.
وقال شيويه باو وو، أحد القرويين بمدينة تشينغداو بشرقي الصين “لست بحاجة إلى دفع ثمن وجباتي التي عادة ما تتضمن طبقين أساسيين وحساء وخبز أو أرز. وأعيش حياة أفضل”.
في العقد الماضي، تم تحسين نظام الضمان الاجتماعي للمسنين بشكل مستمر، حيث ارتفع عدد الناس المشمولين بالتأمين الأساسي على الشيخوخة من 790 مليونا في عام 2012 إلى 1.04 مليار في الوقت الحالي. وأظهرت الإحصائيات الأخيرة أن خطط التأمين الطبي الأساسي غطت 1.36 مليار شخص، أو 96.3% من إجمالي سكان الصين.
واستمرت المشاركة الاجتماعية للمسنين في التوسع. وأصبحت جميع المرافق الثقافية العامة على جميع المستويات مفتوحة للمسنين مجانا، وتم تخفيض أسعار التذاكر إلى الوجهات السياحية للمسنين، وتم إنشاء أكثر من 40 ألف نقطة تعليمية للمسنين على مستوى القواعد الشعبية.
وقالت أويانغ شي لان، إحدى السكان بمدينة يونغتشو بوسط الصين “زاد معاش تقاعدي كل عام. وفي الماضي، كان معاش تقاعدي الشهري نحو 600 يوان فقط. وأما الآن تجاوزت 4700 يوان (650 دولارا أمريكيا)”.
وقال وانغ ون تشيون، أحد السكان بمدينة بويانغ بوسط الصين “يوفر المجتمع السكني خدمات الفحص الصحي المجاني للمسنين كل عام. وأصبح ركوب الحافلات وزيارة الحدائق مجانية أيضا”.
وقال شيوي يوي تشون، أحد السكان بمدينة بينتشو بشرقي الصين “في مركز رعاية المسنين، تم ترتيب حياتنا اليومية بعناية فائقة. وعندما نعاني من أمراض بسيطة، يأتي الأطباء على الفور عندما نتصل بهم. وأشعر بالارتياح الكثير. وأعتقد أن ظروفنا المعيشية ستتحسن يوما بعد يوم”.