في عام 1978، اتخذت الصين قرارا إستراتيجيا مهما بالإصلاح والانفتاح. وعلى مدى السنوات الـ45 الماضية، حققت الصين، أكبر دولة نامية في العالم، معجزة جديدة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ الحضارة الإنسانية.
شبكة طريق الحرير الاخبارية/ CGTN/
شهدت الصين تحولات ملحوظة من خلال الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية الشاملة على مدى العقود الماضية، ويصادف العام الماضي الذكرى الـ45 للإصلاح والانفتاح للبلاد، ثورة عظيمة غيرت مصير الأمة الصينية وأثرت أيضا على العالم.
في عام 1978، اتخذت الصين قرارا إستراتيجيا مهما بالإصلاح والانفتاح. وعلى مدى السنوات الـ45 الماضية، حققت الصين، أكبر دولة نامية في العالم، معجزة جديدة من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ الحضارة الإنسانية.
وتعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مصنعة وأكبر دولة من حيث تجارة السلع. وفي الفترة من عام 1978 إلى العام الماضي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين من 367.9 مليار يوان إلى 126.1 تريليون يوان (17.4 تريليون دولار أمريكي)، بمعدل نمو حقيقي سنوي بلغ نحو 9%.
وتعد مدينة شنتشن بجنوبي الصين في طليعة الإصلاح والانفتاح. ووافق مجلس الدولة الصيني مؤخرا على خطة التنمية الشاملة لمنطقة تشيانهاي لتعاون صناعة الخدمات الحديثة بين شنتشن وهونغ كونغ، بهدف تحقيق التنمية المتكاملة لمنطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.
وقال لو ون بنغ، نائب مدير مكتب لجنة تعميق الإصلاح الشامل بالمدينة “على مدى السنوات العشر الماضية، قمنا بتعميق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل في منطقة تشيانهاي. وتم إطلاق ما مجموعه 805 إنجازات ابتكارية مؤسسية، وتم الترويج لـ87 تجربة وممارسة نموذجية على مستوى البلاد”.
في عام 2013، اعتمدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني قرارا بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بتعميق الإصلاح على نحو شامل، مما يمثل تعميق الإصلاح على الصعيد الوطني.
وقال تشانغ تشان بين، مدير مركز أبحاث التحديث صيني النمط بالأكاديمية الصينية للحوكمة “على مدى السنوات العشر الماضية، طرحت القيادة الصينية سلسلة من الأفكار المهمة والاستنتاجات الرئيسية التي استجابت للوضع التاريخي وأهمية تعميق الإصلاح الشامل بطريقة علمية ودقيقة. وركزت على كيفية الإصلاح، وطرحت الاتجاه الرئيسي وخريطة الطريق والأساليب العلمية والمسارات الفعالة لتعميق الإصلاح الشامل، وقادت هذا الإصلاح العظيم بفكر جديد”.
شهدت السنوات الـ45 الماضية من الإصلاح والانفتاح تحول الصين إلى أسرع اقتصاد نموا في التاريخ من حيث عملية التنمية. ومنذ بداية الإصلاح والانفتاح، عززت الصين تدريجيا إصلاح نظام الأراضي الريفية ونظام تسجيل الأسر وتنمية الشركات الريفية والشركات المملوكة للدولة في المناطق الحضرية والاستثمار الأجنبي والخدمات المالية وغيرها من الأنظمة.
ويعد التخفيف من حدة الفقر للصين المثال الأكثر نموذجية، حيث انتشلت أكثر من 800 مليون شخص من براثن الفقر وقدمت مساهمات كبيرة لقضية التخفيف من حدة الفقر في العالم.
وفي عام 1978، بلغ نصيب الفرد للإنفاق الاستهلاكي المعيشي للأسر الحضرية 311 يوانا، وبلغ معامل إنجل 57.5%. وفي العام الماضي، بلغ نصيب الفرد للإنفاق الاستهلاكي للسكان الحضريين 33 ألف يوان (4540 دولارا أمريكيا)، وبلغ معامل إنجل 28.8%.
وفي عام 1978، بلغ نصيب الفرد للإنفاق الاستهلاكي المعيشي للأسر الريفية 116 يوانا، وبلغ معامل إنجل 67.7%. وفي العام الماضي، بلغ نصيب الفرد للإنفاق الاستهلاكي للسكان الريفيين 18.2 ألف يوان (2501 دولارا أمريكيا)، وبلغ معامل إنجل 32.4%. واستمتع السكان الحضريون والريفيون بفوائد الإصلاح وبدأوا في التحرك نحو حياة استهلاكية أكثر ثراء وتنوعا.
ومن خلال الإصلاحات الشاملة، ستعمل الصين على فتح قنوات جديدة لفرص العمل والتنمية لعامة الناس، وتحسين معيشة الناس بشكل مستمر، وزيادة الدخل، والسماح للناس بالعيش حياة جديدة مزدهرة وسعيدة ومتحضرة، الذي يتمثل في الهدف الأصلي للإصلاح والانفتاح وأحد أعظم إنجازات الإصلاح والانفتاح في السنوات الـ45 الماضية.