شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بعد ثماني سنوات من اقتراحها لأول مرة، تحقق مبادرة “الحزام والطريق” تنمية عالية الجودة بثبات، وتربط الدول نحو طريق الرخاء المشترك.
شهدت الأيام الأخيرة دخول القسم الصيني من خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس مرحلة التشغيل التجريبي. ومن المتوقع أيضا افتتاح قسم لاوس بحلول نهاية العام الجاري.
وتعد السكك الحديدية مشروعا متميزا لالتحام مبادرة “الحزام والطريق” بخطة التنمية الإستراتيجية الوطنية في لاوس. ويربط خط السكك الحديدية بين فيينتيان عاصمة لاوس ومدينة كونمينغ جنوب غرب الصين، مما يوفر مزيدا من الراحة للسفر البري والتبادلات بين الصين ودول الآسيان.
ومثل السكك الحديدية بين الصين ولاوس، تعمل مشاريع الترابط لمبادرة “الحزام والطريق” على جعل التبادلات والتجارة بين البلدان الواقعة على طولها أكثر كفاءة. وتحرز مشاريع رئيسية أخرى مثل خطوط السكك الحديدية بين الصين وتايلاند وبين المجر وصربيا، والسكك الحديدية فائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ، والممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، تقدما إيجابيا.
وفي خريف عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة للتنمية المشتركة للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 خلال زيارات إلى كازاخستان وإندونيسيا على التوالي. وبعد ثماني سنوات من التنمية المطردة، أصبحت مبادرة “الحزام والطريق” أكبر منصة تعاون دولي في العالم والمنفعة العامة الدولية الأكثر شعبية.
وقالت ليو هوا تشين، مديرة قسم البحوث الأوراسية التابعة لمعهد البحوث بوزارة التجارة الصينية “على مدى السنوات الثماني الماضية، تحولت توجيهات الرئيس شي بشأن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” من الاتجاه العام إلى مشاريع محددة، وتحولت التنمية من توسيع حجم المشاريع إلى السعي لتحقيق جودة أعلى. وتستمر مجالات التعاون في الازدياد وطرق التعاون في الابتكار، والتي تعمل على دفع التنمية الاقتصادية للدول المشاركة وجعل المبادرة الصينية منصة نموذجية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية”.
اعتبارا من نوفمبر الجاري، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” مع 140 دولة و32 منظمة دولية، وأنشأت نحو 90 آلية تعاون ثنائي، وتوصلت إلى صيغة تعاون في سوق الطرف الثالث مع 14 دولة. وتقدم المبادرة جودة تعاون أعلى من أي وقت مضى.
وعلى جبهة التمويل، يواصل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير لعب دور رئيسي في تسهيل تنمية المشاريع، مع نظام تمويل باستثمارات متنوعة يتشكل تدريجيا. كما تجاوزت الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية في البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق” 140 مليار دولار أمريكي، حتى الآن.
ونظرا لأن التجارة أصبحت أكثر سلاسة في إطار المبادرة، بلغ إجمالي حجم تجارة الصين مع دول “الحزام والطريق” 10.4 تريليون دولار أمريكي اعتبارا من سبتمبر الماضي.
واستمر التعاون بين الصين ودول “الحزام والطريق” في النمو على الرغم من تأثيرات جائحة “كوفيد-19”. وفي الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، زاد إجمالي حجم التجارة بين الصين ودول “الحزام والطريق” بأكثر من 23%، وتجاوز عدد قطارات الشحن وحجم البضائع بين الصين وأوروبا إجمالي العام الماضي.
وقال شيوي جيان بينغ، مدير إدارة الانفتاح الإقليمي التابعة للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح “مع تأثر النقل البحري والجوي، يعد التشغيل المنتظم لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا شريان حياة لمكافحة الجائحة وقناة مهمة للانتعاش الاقتصادي وجسرا للمنفعة المتبادلة، مما يدل على مرونة مبادرة “الحزام والطريق” وحيويتها”.
تعود ثمار التنمية المشتركة لمبادرة “الحزام والطريق” بالفائدة على المزيد من الناس في جميع البلدان المشاركة. وفي باكستان، جلب الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان 25.4 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات المباشرة، وخلق أعدادا كبيرة من فرص العمل.
وفي بنغلاديش، غطى نظام إضاءة الشوارع بالطاقة الشمسية الذي شيدته الصين مدنا كبرى عديدة، مما أدى إلى تحسين إضاءة الشوارع في المناطق الحضرية وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة. واجتذبت هذه النتائج المزيد من الخبراء للإشادة بنجاح مبادرة “الحزام والطريق”.
وقال عالم الاجتماع البريطاني مارتن ألبرو “إن مبادرة “الحزام والطريق” مبنية على مبدأ الترابط بين الدول في مشاريع مشتركة”.
وقال سيباستيان بيريموني، الباحث في العلاقات الدولية في معهد شيلر “إنه تغيير كامل في أسلوب التعاون الدولي، كما أنه يقدم اتجاها جديدا للتعاون العالمي”.
*سي جي تي إن العربية.