مع وداع ما يقرب من 100 مليون شخص الفقر منذ عام 2012، خلقت الصين باعتبارها أكبر مساهم في الحد من الفقر العالمي معجزة في تاريخ التنمية البشرية.
ومع إعطاء الأولوية القصوى للقضاء على الفقر، قادت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الحزب بأكمله والشعب الصيني من جميع المجموعات العرقية لتحقيق الهدف الأكثر طموحا في الحد من الفقر في تاريخ البشرية.
وإن إنجازات الصين في مكافحة الفقر على مدى السنوات الثماني الماضية غير مسبوقة، حيث انتشلت البلاد ما يقرب من 100 مليون من السكان الريفيين الفقراء من الفقر، والقضاء على الفقر في جميع المحافظات الفقيرة البالغ عددها 832 محافظة و128 ألف قرية فقيرة في ضوء المعايير الحالية، منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر عام 2012.
والآن، يشعر الأشخاص الذين كانوا فقراء في الماضي بالمزيد من السعادة والأمن بعد تخلصهم من الفقر. ويتمتع جميع السكان الفقراء الذين تم تسجيلهم بفرص ثابتة للحصول على الطعام والملابس والتعليم الإلزامي والرعاية الطبية الأساسية والسكن الآمن ومياه الشرب الآمنة.
وزاد الدخل السنوي الصافي للفرد من 2982 يوانا (461 دولارا أمريكيا) في عام 2015 إلى 10740 يوانا (1661 دولارا أمريكيا) في عام 2020، مسجلا متوسط زيادة سنوية قدرها 29.2%. وقد تحسنت قدرة السكان من المناطق المنكوبة بالفقر على انتشال أنفسهم من الفقر باطراد.
وقال شيا قنغ شنغ، نائب مدير مكتب الدولة للنهوض بالأرياف: “نجحت الصين في القضاء على الفقر المطلق والإقليمي، قبل عشر سنوات من هدف الحد من الفقر الذي حددته خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. ولم تحقق أي دولة أخرى في العالم مثل هذه المعجزة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن”.
في نوفمبر عام 2012، تولى شي جين بينغ منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وورث مهمة سعت الصين جاهدة لتحقيقها لأجيال، وهي القضاء على الفقر المدقع. ويهدف الحزب إلى تحقيق الهدف بحلول نهاية عام 2020.
وفي نهاية عام 2012، زار شي القرى المنكوبة بالفقر في محافظة فوبينغ الواقعة في عمق جبال تايهانغ بشمالي البلاد، على الرغم من درجات الحرارة منخفضة في الشتاء. وفي فبراير عام 2013، ذهب شي إلى القرى الواقعة بشمال غربي البلاد لتفقد الجهود المحلية لتخفيف حدة الفقر.
وعلى مدى تسع سنوات متتالية، أصبحت زيارة المواطنين العاديين وخاصة الفقراء قبل عيد الربيع، أهم عطلة في التقويم الصيني، تقليدا بالنسبة للرئيس شي. وأكد شي أن الصين قد دخلت أصعب مرحلة في تخفيف حدة الفقر، ويتعين تحديد السبب الجذري لعوز كل أسرة قبل صياغة أي نهج مستهدف.
وفي نوفمبر عام 2013، وخلال زيارته إلى قرية شيبادونغ في مقاطعة هونان بوسط الصين، اقترح شي نهجا مستهدفا لمكافحة الفقر.
وقال شي: “في جهودنا للتخفيف من حدة الفقر، يجب أن نتجنب ترديد الشعارات غير المسؤولة أو وضع أهداف غير واقعية. وفي مكافحة الفقر، يجب أن نبحث عن الحقائق، ونصمم التدابير لتناسب الظروف المحلية، ونقدم التوجيه المستهدف، ونقوم بأعمال التخفيف من حدة الفقر بدقة”.
وقد أصبحت هذه النقاط مبادئا توجيهيا في حرب الصين ضد الفقر. وفي عام 2015، حددت الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني أهداف البلاد لتخفيف حدة الفقر لفترة الخطة الخمسية الـ13 (2016-2020): بحلول عام 2020، سيتخلص جميع السكان الريفيين من الفقر وفقا للمعايير الحالية.
وفي نوفمبر عام 2015، ترأس شي مؤتمرا حول التخفيف من حدة الفقر، وهو الأكبر من نوعه في ذلك الوقت. ووقع رؤساء المناطق على مستوى المقاطعات في وسط الصين وغربيها تعهدات بالمسؤولية عن القضاء على الفقر في هذه المناطق في الوقت المحدد.
ولضمان المزيد من الدعم المركزي والإجراءات والجهود الفعالة، تم تخصيص أكثر من 340 مليار يوان (52.6 مليار دولار أمريكي) لتخفيف حدة الفقر في المناطق المنكوبة بالفقر الشديد.
وفي أوائل عام 2020، وجه التفشي المفاجئ لوباء “كوفيد-19” ضربة قوية للاقتصاد الصيني والعالمي. بينما افترض معظم الناس أن الصين لن تحقق أهدافها في انتشال كل مواطن لها من الفقر بحلول عام 2020، اختار شي الوفاء بوعود بلاده. وفي مارس عام 2020، ترأس شي ندوة غير مسبوقة حضرها مسؤولون من قادة البلاد إلى المسؤولين المحليين.
وشدد شي خلال الندوة على أن انتشال جميع السكان الريفيين الذين يعيشون تحت خط الفقر من الفقر بحلول عام 2020 كان وعدا رسميا قدمته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويجب الوفاء به في الوقت المحدد. وعلى الرغم من أن الإيرادات المالية كانت منخفضة في عام 2020، أشار شي إلى أن التمويل كان أساسيا لتحقيق التخفيف من حدة الفقر.
وبدلا من خفض الاستثمار، وصل الصندوق الخاص للحكومة المركزية للحد من الفقر إلى 146.1 مليار يوان (22.6 مليار دولار أمريكي). كما كان هناك تمويل تكميلي بقيمة 30 مليار يوان (4.64 مليار دولار أمريكي).
وعقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خمسة مؤتمرات وسبع ندوات حول الحد من الفقر في السنوات الثماني الماضية. وتم إرسال أكثر من ثلاثة ملايين مسؤول في مجموعات العمل المعنية بالتخفيف من حدة الفقر إلى القرى الفقيرة لتسهيل الأعمال المحلية لتخفيف حدة الفقر.
وقال شي جين تونغ، أحد سكان قرية شيبادونغ: “أصبح عامة الناس مثلنا أكثر ثقة وحيوية. ولدينا ثقة أكبر في تنميتنا المستقبلية”.
وقالت بنغ يي، مصممة للطباعة بالشمع بورشة العمل المحلية لتخفيف حدة الفقر في قرية هواوو بجنوب غربي الصين: “سنسعى جاهدين لجعل صناعتنا ذات الخصائص العرقية أكبر بحيث تصبح حياة القرويين رائعة”.
قضت الصين على الفقر الذي عانت منه البلاد لعشرات السنين، لكنه يمثل مجرد بداية أخرى للمزيد من المعجزات التي لم يتم العمل عليها بعد، والطريق نحو مستقبل أكثر إشراقا.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.