بذلت السلطات المعنية في جميع أنحاء الصين مزيدا من الجهود لتحسين أعمالها بشأن الاستجابة لعدوى كوفيد-19 في خضم مواجهة وضع معقد لمكافحة الجائحة.
ظلت الصين تضع الشعب وحياة الجماهير فوق كل شيء آخر منذ بداية تفشي كوفيد-19، وتواصل العمل على الوقاية من الإصابات الوافدة ومن عودة ظهور الإصابات المحلية، متمسكة بسياسة “صفر- كوفيد الديناميكية” بإصرار.
ونتيجة للجهود المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد-19، نجحت البلاد في حماية صحة الناس وسلامتهم إلى أقصى حد ممكن، وحققت إنجازات كبيرة في تنسيق الاستجابة للجائحة مع الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لكن أعمال السيطرة على كوفيد-19 في الصين لا تزال تواجه وضعا معقدا، مع معاودة ملحوظة لتفشي الوباء، إقليميا، والإبلاغ عن الإصابات الجماعية في العديد من المدن.
ومن ناحية أخرى، قال توه جيا المسؤول في الهيئة الوطنية للوقاية من الأمراض ومكافحتها في مؤتمر صحفي انعقد الأسبوع الماضي، إن بعض السلطات المحلية قد بسّطت تدابير احتواء الفيروس بشكل غير معقول، مثل فرض سياسات الحجر الصحي دون تمييز، وتوسيع قيود السفر على الجماهير بشكل عشوائي.
وقال توه إن هذه التصرفات تندرج تحت الشكليات والبيروقراطية من دون جدوى، وتتعارض مع متطلبات السيطرة العلمية والمستهدفة على الوباء وتنسيق الاستجابة لكوفيد-19 مع الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولتسوية المشكلة، أطلعت الآلية المشتركة للوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه التابعة لمجلس الدولة على تصرفات بعض السلطات المحلية، حيث تتخذ نهجا مفرطا في تبسيط سياسة السيطرة وتعتمد على أسلوب “نهج واحد يناسب الجميع” أو تدابير مفرطة في الوقاية من كوفيد-19 ومكافحته.
كما حثت الآلية على بذل الجهود للالتزام الصارم بالنسخة التاسعة من بروتوكولات مكافحة كوفيد-19 في البلاد، لجعل الاستجابة للوباء أكثر استهدافا واعتمادا على العلم، وضمان السريان الطبيعي لعمل الناس وحياتهم بشكل فعال.
لقد نفذت السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد هذه المتطلبات واتخذت خطوات هادفة لمعالجة هذه المشكلات. على سبيل المثال، أصدرت السلطات المحلية في مدينة تشنغتشو، حاضرة مقاطعة خنان بوسط الصين، أمرا أكثر دقة لإنشاء مناطق السيطرة التقييدية داخل المجمعات السكنية لتجنب الاستجابة المفرطة للوباء.
كما اتخذت المدن الكبيرة، بما في ذلك مدينة تاييوان في مقاطعة شانشي، ومدينة داتشينغ في مقاطعة هيلونغجيانغ، ومدينة شنتشن في مقاطعة قوانغدونغ، وبلدية بكين، تدابير ذات معايير عالية، تتراوح ما بين تدابير التقييم الديناميكي لحالة الوباء، والمخاطر، وتعديل بروتوكولات السفر، إلى تدابير الإدارة المستهدفة للمجموعات والأماكن.
والجدير بالذكر أن وضع انتشار الوباء أصبح تحت السيطرة بشكل عام بفضل الجهود المتضافرة لمكافحة الوباء في جميع أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن تواصل السلطات الصينية على مختلف المستويات جهودها لتحسين تدابير الاستجابة لوباء كوفيد-19 وتجعل سياساتها أكثر استهدافا واعتمادا على العلم لمواجهة المخاطر الحالية التي يشكلها الوباء. وتسعى جاهدة لتحقيق أفضل النتائج في مكافحة الوباء بأقل التكاليف، وتقليل تأثير الوباء على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.