CGTN العربية/
ركزت الصين مواردها وعززت ضمانها وطبقت سياسات أكثر دقة لترقية النهوض بالأرياف في جميع أنحاء البلاد، والذي بدوره يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
بحلول نهاية هذا العام، وصلت حملة استمرت لمدة ثلاث سنوات لتحسين البيئة المعيشية الريفية – وهي الحملة الأولى لإستراتيجية النهوض بالأرياف الصينية – إلى خاتمة النجاح، مع استكمال تجديد المراحيض في المناطق الريفية بشكل أساسي. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك أكثر من 90% من القرى الصينية حاليا نظام جمع القمامة ونقلها، وتمت معالجة مياه الصرف الصحي لما يقرب من 30% من العائلات الريفية. وقد عززت البيئة المعيشية الجيدة شعور المزارعين بالكسب والسعادة بشكل مباشر.
وقالت تشو تشن رونغ، من سكان قرية شيتشوجيا بشرقي الصين: “انظروا إلى مدى جودة الصرف الصحي البيئي في قريتنا! يأتي عمال النظافة كل يوم إلى القرية للتنظيف وإزالة القمامة. أشعر بالرضا عندما أخرج في نزهة الآن”.
خصصت الحكومة المركزية 10.4 مليار يوان (1.59 مليار دولار أمريكي) هذا العام لتحسين معالجة نفايات المراحيض الريفية، وبالتالي تسريع تحسين بيئة المعيشة الريفية، وتعزيز وعي المزارعين بالنظافة والصحة، واحتواء انتشار الوباء في المناطق الريفية بشكل فعال.
ولم يحل مشروع تحسين مياه الشرب لسكان الأرياف مشكلة المياه الصالحة للشرب للفقراء بشكل شامل فحسب، بل سمح أيضا لأكثر من 80% من سكان الأرياف بالحصول على مياه الصنبور.
كما استثمرت الصين خمسة مليارات يوان (763.5 مليون دولار أمريكي) لبناء مرافق لوجستية لسلسلة التبريد لتخزين المنتجات الزراعية والحفاظ عليها. علاوة على ذلك، ساعدت 14 ألفا من المرافق التي تم تجديدها حديثا على تخفيض الصعوبات في بيع المنتجات الزراعية والخسائر أثناء العمليات اللوجستية.
وقال هوانغ جي كون، مدير المركز الصيني للسياسات الزراعية بجامعة بكين: “في ظل الظروف الصعبة هذا العام، واصلت الصين الاستثمار في البنية التحتية الزراعية. إنه أمر مهم للغاية، لأنه سيضع أساسا سليما لتعزيز إستراتيجية النهوض بالأرياف والتحديث الزراعي والريفي بشكل شامل العام المقبل”.
منذ بداية هذا العام، اضطر ما يقرب من 30 مليون عامل مهاجر في المناطق الريفية إلى البقاء أو العودة إلى مسقط رأسهم بسبب جائحة “كوفيد-19”. ولحل هذه المشكلة، سرعت الحكومات المركزية والمحلية من تنمية الصناعات الريفية، وشجعت المزارعين على إنشاء الأعمال التجارية، ووسعت قنوات التوظيف للمزارعين لزيادة دخولهم.
وخصصت الحكومة المركزية خمسة مليارات يوان لدعم بناء 50 مجموعة صناعية مميزة، وتسعة مليارات يوان (1.38 مليار دولار أمريكي) لبناء 811 بلدة ذات صناعات زراعية مميزة. بالإضافة إلى ذلك، تم أيضا بناء أكثر من 1600 منطقة صناعية لمعالجة المنتجات الزراعية، وما يقرب من 1100 منطقة نموذجية لريادة الأعمال والابتكار في جميع أنحاء البلاد. وبحلول منتصف شهر ديسمبر، كان ما يقرب من 80% من العمال المهاجرين الذين عادوا إلى مسقط رأسهم يعملون محليا.
وقال لين وان لونغ، نائب رئيس المعهد الوطني للنهوض بالأرياف التابع لجامعة الزراعة الصينية: “انخفض نصيب الفرد من الدخل القابل للإنفاق للمزارعين المتأثرين بالوباء في الربع الأول من العام بنسبة 4.7%. وفي النصف الأول من العام، وبفضل تدابير مختلفة، تقلص الرقم إلى سالب 1%. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، ارتفع بنسبة 1.6%، وكان ذلك أسرع بـ0.9 نقطة مئوية من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وأسرع بـ1.9 نقطة مئوية من نمو نصيب الفرد من الدخل القابل للإنفاق للسكان في المناطق الحضرية”.
بتوجيه إستراتيجية النهوض بالأرياف، تتجاوز الصناعات الريفية الزراعة التقليدية، وتوسع سلسلتها الصناعية، وقد ظهر عدد كبير من الصناعات الناشئة، لتشكيل أنماط ونماذج جديدة للزراعة مثل الزراعة الذكية.
وأوضحت وانغ تشون فنغ، مديرة تعاونية المزارعين في مقاطعة جيلين بشمال شرقي الصين قائلة: “يمكن للزبائن اختيار قطعا من الأراضي الزراعية وأنواع النباتات الخاصة بهم، وسنرسل موظفين لإدارتها. لا يساعدنا مثل هذا النموذج فقط في زيادة عدد الزبائن، بل إنه يمكّننا أيضا من بيع الأرز بسعر جيد”.
مع التنفيذ الكامل لإستراتيجية النهوض بالأرياف، ستشرع المناطق الريفية في الصين في مسيرة جديدة نحو التحديث الزراعي والريفي.
وقال يان دونغ تشيوان، نائب مدير إدارة التخطيط التنموي بوزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية: “في عام 2021، ووفقا لمتطلبات النهوض الشامل بالأرياف، سنلتزم بالتصميم الموحد للتحديث الزراعي والريفي وننفذ إجراءات التنمية الريفية، ونقوم بالتنسيق بين التخفيف من حدة الفقر والنهوض بالأرياف”.