تسعى الصين وتكافح من أجل تحقيق حلم النهضة العظيمة للأمة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وفي العام الجاري، أحرزت البلاد، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، تقدما ملحوظا في تحقيق هذا الحلم العظيم في جوانب مختلفة، حيث يعيش الكثير من الناس حياة أفضل كانوا يسعون إليها.
ويصادف العام الجاري العام الأول الذي شرعت فيه الصين في رحلة جديدة نحو بناء نفسها لتصبح دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل، بعد أن أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن البلاد حققت هدفها المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، في تجمع كبير للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في أول يوليو الماضي.
وفي العام الجاري، سجلت الصين، التي تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي السنوي 100 تريليون يوان (15.6 تريليون دولار أمريكي) في العام الماضي، نموا اقتصاديا قويا، وقادت الانتعاش الاقتصادي العالمي وسط تفشي جائحة “كوفيد-19”. واقتربت خطوة من امتلاك محطة فضائية خاصة بها، حيث تم إرسال دفعتين من رواد الفضاء إلى الفضاء لمهام البناء.
وقامت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ببناء شبكة نقل شاملة تتكون من عشرة ممرات رأسية وعشرة أفقية للنقل بالسكك الحديدية. كما أن لديها أكبر شبكة من السكك الحديدية فائقة السرعة في العالم، وتغطي 95% من المدن التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
وقامت خدمة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، التي تعد بمثابة شريان حياة للتجارة الدولية وسط الجائحة، بأكثر من 10 آلاف رحلة غطت 23 دولة حتى الآن في العام الجاري.
وحقق الصينيون العاديون أيضا أحلامهم، من الخدمات الطبية الميسرة للمسنين في المناطق الريفية، ورعاية الأطفال، إلى فرص العمل المثالية للشباب.
وقال وو مينغ رونغ، قروي في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين “الآن لدينا مراكز صحية خاصة بنا. ويمكنني الحصول على علاج طبي للأمراض البسيطة من عيادة القرية، وعلاج الأمراض الخطيرة من المستشفى في المحافظة”.
وقالت ليانغ شي هان، طالبة ابتدائية من مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، ومن أبناء العمال المهاجرين “عندما تُركتُ في مسقط رأسي، لم يكن بإمكاني رؤية والديّ إلا في العطلات الشتوية والصيفية. والآن أصبحت كل أحلامي حقيقة بعد أن انتقلتُ للعيش مع والديّ في المناطق الحضرية، ويمكنني أيضا تناول وجبات من إعداد والديّ”.
وقال وانغ شيانغ، عامل تخرج من مدرسة مهنية في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين “إنه حلمي منذ فترة طويلة لأن أصبح مشغل للمعدات الكبيرة. ويمكنني الآن الاستمتاع بالمناظر الساحلية الجميلة كل يوم بعد الدوام، مما يجعلني سعيدا جدا”.
جاءت كل هذه الإنجازات التي حققتها الصين من العمل الجاد الذي قام به الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، والذي قاد الأمة الصينية في السعي لتحقيق الحلم الطموح لنهضتها العظيمة على مدى الـ100 عام الماضية.
ويشجع “الحلم الصيني”، الذي طرحه الرئيس الصيني شي لأول مرة خلال زيارته لمعرض “طريق نحو النهضة” في بكين في نوفمبر عام 2012، الشعب الصيني على التغلب على الصعوبات واستكشاف جبهات جديدة في العصر الجديد.
وقال “ما هو الحلم الصيني؟ أعتقد أن تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية هو أعظم حلم لأمتنا في التاريخ الحديث”.
استرشادا بالفكر التنموي الجديد، شهدت الصين تغيرات إيجابية منذ السنوات الأخيرة. واتخذت الصين خطوات أكثر حزما وفعالية نحو اقتصاد أخضر حقيقي في ظل فكر الرئيس شي حول الحضارة الإيكولوجية، وحققت تقدما كبيرا في الابتكار وتنمية العلوم والتكنولوجيا، ودفعت التنمية المنسقة الإقليمية في جميع أنحاء الصين.
ولعب فكر “بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية”، الذي اقترحه شي قبل أكثر من ثماني سنوات، دورا في تقديم حكمة الصين وحلها لمجموعة من القضايا العالمية. وأصبحت مبادرة “الحزام والطريق”، التي بدأها شي في عام 2013، واحدة من أكثر المنافع العامة الدولية ومنصات التعاون الدولي شهرة.
وقال دونغ يوي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث تخطيط تنمية الصين بجامعة تسينغهوا، إن الفكر التنموي الجديد يعد خيار الصين الحتمي في مواجهة التحديات واغتنام الفرص.
وأضاف “أوضحنا الموقف التاريخي لتنمية الصين على أساس المرحلة التنموية الجديدة، والمبدأ التوجيهي لتحديث الصين من خلال تطبيق الفكر التنموي الجديد، واختيار طريق التحديث الاقتصادي للصين من خلال خلق النمط التنموي الجديد. وإنه خيارنا الإستراتيجي في مواجهة مختلف الفرص والتحديات”.
#سي_جي_تي_ان_العربية